زلزال 5 يونيو هناك كثير يُقال
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

زلزال 5 يونيو... هناك كثير يُقال

المغرب اليوم -

زلزال 5 يونيو هناك كثير يُقال

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

بدءاً، الأمانة توجب القول إن صيغة عنوان المقال ليست من عندي كُلياً، بل هي مستوحاة من كاتب صحافي كبير وضع عنواناً هو التالي: «يا يوم الخامس من يونيو... ليس هناك ما يُقال»، وجعله على رأس عامود في الصفحة الأولى من جريدته، التي كان مدير تحريرها، فيما ترك المساحة تحت العنوان بيضاء تماماً. حصل ذلك نهار الأربعاء الموافق للخامس من يونيو (حزيران) 1968، يوم مرور أول سنة على الكارثة. أما الجريدة فتحمل اسم «الحقيقة»، وهي آنذاك إحدى أهم الصحف اليومية في ليبيا الملك محمد إدريس السنوسي، والأوسع انتشاراً بينها، وأما واضع عنوان المساحة البيضاء، فهو رشاد بشير الهوني، الكاتب الليبي، والصحافي صاحب الرؤى التي كانت تستشرف المستقبل، وتتطلع إلى الغد الأفضل، ليس صحافياً فحسب، وإنما في الحقول كلها، الذي غادرنا فجأة قبل ثلاثين عاماً (2/10/1993) بينما هو شاب لم يشِب الرأس منه كثيراً، بعد، ولم يتجاوز السادسة والخمسين، وكان في عز الحماسة لأكثر من مشروع إبداعي جديد.

يا للمفارقة؛ أكتب مساء أول من أمس (الاثنين) في الذكرى السادسة والخمسين لاندلاع حرب انفجر بركانها فجر يوم اثنين أيضاً من عام 1967، فأستحضر الراحل عن 56 عاماً، ليس بقصد الحديث عن الرجل ذاته، وإنما الغرض تأثير حدث خطير، على جيله، وبالطبع جيلي، بشكل عام. بَيد أن الأصح هو القول إنه كان الحدث الأخطر عند تناول أهم أحداث قرن مضى شهدتها الأرض العربية، بدءاً بما يُسمى «الثورة العربية الكبرى»، كما توثق سجلات تاريخ المنطقة، مروراً بضياع ثلثي أرض فلسطين، وقيام إسرائيل فوقها، وصولاً إلى احتلال ما بقي منها تحت حكم عربي، حتى وقوع حرب الستة أيام، إضافة لاحتلال مرتفعات الجولان السورية. مع عرض هذا التسلسل الموجز، الموصل إلى الكارثة، سوف يتجلى أول قفز عن الحقائق بشأن ما تضمن ذلك العنوان الصارخ بغضب: «يا يوم الخامس من يونيو... ليس هناك ما يُقال». الحق أن الذي حصل ذلك اليوم، كان يوجب أن يُقال الكثير مما لم يُقل من قبل، وأدى، بالتالي، إلى وقوع كارثة بدأت بفضيحة انقضاض طائرات إسرائيل على مطارات مصر العسكرية، التي يُفترض أنها سرية، حيث كانت تربض طائرات سلاح الطيران، فتدمرها جاثمة على أرضها. واضح، أن ضربة إسرائيل القاضية تلك لم تكن مجرد صدفة. فكيف، إذن، ليس هناك ما يُقال.

مع ذلك، من المهم تذكر أن صيحة ذلك العنوان كانت تعبّر عن مرارة وألم اختلطا معاً، فوُلِد من رحمهما إحساسُ غضب اعترى المواطن العربي كإنسان يرى بالعينين هول الكارثة، ويسمع حد الصمم، صدى ارتداداتها، فأصيب بما يجوز القول إنه القرف من كل شيء أوصل إليها، وأجاز للنفس الاكتفاء بصمت أطبق على الحواس كلها. عشية الذكرى، مساء الأحد الماضي، جمع عشاء في بيت صديق مضياف، أتجنبُ ذكر اسمه لأنني لم أستأذنه، يجتمع عنده بين وقت وآخر، عدد من الأصدقاء من شرائح أعمار تختلف أجيالها، وديار من مشارق الأرض ومغاربها، وتوجهات أفكار تتباين آفاقها، فأتى النقاش على جوانب عدة مما نعيش في زمن تطور تقني متلاحق يركض بسرعة يصعب على مختلف الناس أن تواكبها، ثم على نحو غير مفاجئ إطلاقاً، بل بدا طبيعياً، جرى ذكر كُتّاب ومفكرين وشعراء عرب رحلوا قبل بضع سنين، بعدما تركوا وراءهم إسهامات جداً مهمة، وفي الآن نفسه مثيرة لكثير جدل، خصوصاً ما يتعلق منها بقضايا الهوية والانتماء والعلاقة مع الآخر.

خلال تبادل وجهات النظر حول مائدة ذلك العشاء، اختلفت الآراء بشأن تقييم مواقف وإسهامات وآراء تلك القامات العربية، تحديداً فيما يتعلق بالموقف من هزيمة 1967. في مداخلة لي، قلت ما خلاصته إن وقع الكارثة كان شديداً، سواء بين النُخب، أو عموم الناس. البعض لم يستطع تقبّل الذي حصل من منطلق أنه مرحلة، وأن ما احتُل من أرض سوف يُسترجع ذات يوم، ومن ثم مضى بعضهم أبعد في رفض الهزيمة إلى حد الغضب على الذات العربية، وفي حالات محددة إلى درجة احتقارها، بل وكرهها. تلك حالة ليست صحية، بأي حال، وهي لم تزل قائمة، بل لعل استمرارها يؤكد أن في تركة خامسَ حزيران 1967 هناك كثير يجب أن يُقال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال 5 يونيو هناك كثير يُقال زلزال 5 يونيو هناك كثير يُقال



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib