يستحيل ضمان سلام غير عادل
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

يستحيل ضمان سلام غير عادل

المغرب اليوم -

يستحيل ضمان سلام غير عادل

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

حل، أمس، سيد البيت الأبيض، الرئيس جو بايدن، في أرض الأجداد الآيرلنديين قادماً إليها عبر المحيط الأطلسي، بأمل أن يشارك، وسط أجواء تتسم بأقل قدر من التوتر الأمني، في الاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاماً على اتفاق «الجمعة العظيمة»، الذي أطْلق عليه هذا الاسم لأنه ارتبط بيوم التوقيع عليه، بين أطراف الحرب الأهلية في آيرلندا الشمالية. هل ثمة موجب للتحوط، رغم أن السلام موجود، كما يُفترض، منذ عاشر أبريل (نيسان) عام 1998؟ نعم، الواقع يثبت دائماً أن الافتراض شيء، وما يجري من وقائع على الأرض شيء مختلف تماماً. ضمن هذا السياق، فإن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الذي شهد عهده التوصل إلى ذلك الاتفاق، برعاية أميركية تولاها سيناتور جورج ميتشيل، زمن الرئيس بيل كلينتون، قد أصاب إلى حد كبير، عندما أطلق، مساء الجمعة الماضي، صيحة تحذير خلاصتها ألا يؤخذ سلام آيرلندا الشمالية من منطلق أنه قائم «FOR GRANTED»، أي «مضمون» باستمرار.
إذا كان هذا هو حال السلام الهش، حيث وُلد صراع ذو بعد ديني - قومي قبل قرن وعام واحد فقط، أي مع ولادة «آيرلندا الحرة» - جمهورية آيرلندا حالياً - في العام 1922، فهل مِن عجب إذا استحال ضمان شروط تعايش فلسطيني - إسرائيلي؟ من جديد، كلا، فأرض فلسطين، كما هو معروف لكل متابع، لم تزل تشهد الصراع تلو الآخر طوال قرون تمتد آلاف السنين، ومن ثم فإن القتل الذي وقع وأسقط ضحايا، فسال الدم وعاد الحزن، يفرض وجوده تحت أسقف البيوت على الجانبين، جراء العنف الذي حدث طوال الأسبوع الماضي، بعد اقتحام قوات تتبع «جيش الدفاع الإسرائيلي» حرم المسجد الأقصى والاشتباك مع معتكفين داخله، مما أدى إلى تواصل التوتر على مدار الأربع وعشرين ساعة مذ ذاك الوقت، ولو بشكل متقطع، هذا الدم الذي طفق ينزف مجدداً في الجانبين، إنما يُضاف إلى أنهار سبقته سالت من دماء طرفي صراع ليست تبدو له في نهاية النفق أي نهاية يمكن القول إنها جادة فعلاً، ويمكن بالتالي ضمان أن تعيش قروناً تلي التوصل إليها.
الواقع أن أي صراع ذي طابع ديني سوف يصعب دائماً، وقد يستحيل، الجمع بين الأطراف ذات الشأن المباشر فيما يخص أساس نشوئه، جمعاً يوصل إلى توافق جدّي بينها. مصالح القائمين على إدارة هكذا صراع، سواء آنية كانت، أو آجلة، تدفعهم في المراحل كافة للنفخ في جذوة النار كلما بدا أنها بدأت تخمد. التاريخ معلم حاضر لكل راغب في التعلم. بوسع كل دارس الرجوع إلى وثائق حروب اندلعت بين شعوب عدة؛ كي يرى أن السلام الذي استمر، فعاش وعمّر، هو ذاك الذي قام وفق أسس كان ممكناً ضمان استمرارها زمناً يطول على نحو يتيح قيام فرص وئام فعال، وبالتالي سلام إيجابي، من شأنهما معاً فتح المجال أمام الأجيال الشابة من الناس العاديين، وليس القياديين، على طرفي الصراع كي تلمس بنفسها المعنى الحقيقي للسلام بعد قرون طالت من تبادل سفك الدماء وتضييع الوقت، بل إفناء أعمار أجيال بأكملها في خنادق وملاجئ ومخيمات، عوض استثمار الطاقات والعقول وإمكانات الإبداع في إعمار الأرض، وإسعاد البشر بدل إزهاق الأرواح.
في حالة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، قليلاً ما وفر الوقت الذي تبع كل هدوء مؤقت، للقطاع الأعم من الناس غير الجالسين في مواقع قيادية، الفرصة كي يجنوا بأنفسهم، كما أشرت أعلاه، ثمار توقف المدافع، وصمت القذائف، فيصبح السلام في منظورهم كبشر، وعند التأمل في مصالح أجيالهم الآتية، مكسباً يستحق الدفاع عنه، والإصرار عليه. لنأخذ مثلاً، أوضاع بسطاء الناس في قطاع غزة - مع الأخذ في الاعتبار أن المعاناة في الضفة الغربية ليست هينة إطلاقاً - ذلك وضع لم يتوقف عن التدهور من سيئ إلى أسوأ منذ اندلاع أول انتفاضة (1987)، مروراً بمجيء حكم «فتح» من تونس إلى غزة (1994)، وصولاً إلى استيلاء «حماس» على الحكم صيف 2007. إلقاء مسؤولية التدهور على أكتاف «حماس» وحدها ليس دقيقاً، ولا هو موضوعي أيضاً. أطراف عدة تتحمل المسؤولية، وفي مقدمها إسرائيل. أما سلام «اتفاق أوسلو» فغير مضمون أصلاً؛ لأنه في الأساس بلا أساس عادل. في انتظار أن تتبدل هكذا حال، يجب ألا يفاجأ أحد بمزيد من العنف... والدماء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يستحيل ضمان سلام غير عادل يستحيل ضمان سلام غير عادل



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib