مصري الهوى عرفاتي الرؤى
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

مصري الهوى... عرفاتي الرؤى

المغرب اليوم -

مصري الهوى عرفاتي الرؤى

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

الذين أتيح لهم معرفة ياسر عرفات، الزعيم الفلسطيني غير العادي، وفق مقاييس يصعب عدها، فضلاً على إحصائها على نحو دقيق، الأرجح أنهم سمعوه يصدح بعبارات اعتاد ترديدها كلما استدعى الموقف استحضار أي منها. تلك عبارات كان لكل منها الموضع الخاص بها، إذ لكل مقام مقال، كما قيل منذ زمن سحيق. من جهته، كان أبو عمار، شأنه في ذلك شأن كل سياسي ماهر، يجيد تطبيق ذلك القول جيداً. أما نحن، جموع عشائر صحافة العرب وإعلامهم، فكان كل دقيق ملاحظة بيننا يلحظ كيف أن عرفات يفرق بحرص شديد بين مخاطبة جمهور عوام الناس، في المهرجانات الشعبية، مثلاً، أو عشية ختام جلسات المجالس الوطنية، عندما يصيح مؤكداً حتمية انتصار «ثورة بساط الريح»، وبين الإنصات بصبر لكل ما يُطرح من أسئلة خلال المؤتمرات الصحافية، ثم الرد عليها فيما تعلو وجهه ابتسامة الواثق، وإنْ ساوره شك أن صحافياً سيئ الحظ يوشك أن يلقي عليه تساؤلاً يحتمل شبهة تشكيك في ذلك الانتصار المؤكد، سارع أبو عمار يقاطع السائل، الذي لم يأخذ تأكيده ذاك مأخذ جد، فينهر السامعين جميعاً، بغضب ساطع عبر بريق عينيه: «يا جبل ما يهزك ريح».
ذلكم ياسر عرفات، الذي لو قدر له العمر بلوغ يومنا هذا، لكان اليوم (24 - 8 - 2022) هو يوم بلوغه العام الثالث بعد التسعين. تجدر الإشارة هنا إلى وجود تباين في دقة المعلومات حول يوم ومكان ولادة محمد عبد الرحمن نجل عبد الرؤوف القدوة الحسيني. أبو عمار نفسه لم يكن يرغب في الكلام المسهب عن هذا الجانب. ذات مرة، تضايق كثيراً من مستشار له لامع إعلامياً على صعيد دولي، لأنه أكد لمجلة «تايم» الأميركية أن القاهرة هي مكان ولادته. روى لي المستشار - أحجب اسمه لأنني لم أستشره - كيف أن غضب عرفات منه أثار دهشته، بحكم أن ذلك هو الشائع والمتداول بشأن مقر ولادته. إنما، هكذا كان الرجل، ساير من صعب الشروط قدر ما استطاع، جامل بقدر ما تحمل، لكنه وإنْ ردد في سياق الرد على مستغرب اعتياده الحكي بلهجة أهل مصر أنه «مصري الهوى»، كان عرفاتي الرؤى من الألف إلى الياء، من خلايا الدماغ، إلى عصب النخاع، خصوصاً حين كان الأمر يتعلق بفلسطين ذاتها، أولاً، أو بأي مستوى من جوانب علاقات «ثورة بساط الريح» بدوائرها كافة، عربياً، وإسلامياً، ودولياً.
بحكم ظروف العمل الصحافي، أتيح لي أن أتابع عن قرب كيف كان أبو عمار يفرق بين الذي يُقال في لقاءات لها طابع عام، مثل اللقاء مع أعضاء هيئات إدارية للنقابات، أو الاتحادات التي تتبع منظمة التحرير الفلسطينية، ومنها، مثلاً، اتحاد الكتاب والصحافيين، وما كان يقول في خاص المجالس، أو مع أناس كانوا، بالنسبة إليه تحديداً، يتمتعون بوضع الخواص جداً، سواء كانوا من رجالات تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، أو شبان الجيل الثاني للحركة، ممن وثق بهم فأسند إليهم مسؤوليات حساسة، وذات خصوصية تختلف عن غيرها.
إلى ذلك، لن يستحيل على عقل يجيد التعامل مع كل التناقضات التي كانت تحيط به، بدءاً بما كان يموج من تفاعلات داخل حركة «فتح» ذاتها، مروراً بتعقيدات علاقاتها مع باقي التنظيمات الفلسطينية بكل أطيافها، أن يجد النهج المناسب لكيفية استمرار تحليق «ثورة بساط الريح»، بدءاً بما يخص علاقاته الشخصية كقائد مع القادة العرب وغيرهم، وصولاً إلى العلاقة مع شخصيات متنفذة على المسرح العالمي. أما المستحيل فعلاً فكان، بكل وضوح، هو أن تمر علاقات ياسر عرفات الذاتية مع الزعامات كافة، بلا خضات كاد بعضها أن يودي به شخصياً، وبالجبل الذي ليس يهتز أمام عواصف الريح، مهاوي الردى. مع ذلك، ليس ثمة مبالغة في تكرار القول إن أبا عمار، ولو لم يكن فريد عصره السياسي، أو وحيد زمانه الثوري، لكنه واحد من قلائل القياديين الثوار، حيثما وُجدت مقاومة وثورات، الذين أجادوا القفز بين حبال التناقضات، وتفننوا في تجاوز حفر الألغام، بل إن الأقدار لم تتخل عنه حتى حين هوت به الطائرة في رمال صحراء ليبيا (7 - 4 - 1992) ثم مبتسماً غادر جوفها، رافعاً شارة النصر بإصبعيه لكاميرات صحافة وتلفزيونات العالم أجمع. زعيم متميز. نعم، حتى خصومه يقرون له بذلك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصري الهوى عرفاتي الرؤى مصري الهوى عرفاتي الرؤى



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib