كرم رمضان وظلم الإنسان
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

كرم رمضان... وظلم الإنسان

المغرب اليوم -

كرم رمضان وظلم الإنسان

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

جرى اللسان بعبارة «رمضان كريم» التي يتبادلها المسلمون في مختلف أنحاء الأرض، فكلما أطل شهر الصيام، يتواصل ترديدها طوال أيام الشهر الكريم. العبارة في حد ذاتها تحمل معاني عدة، من بينها نوع من الاعتذار عن أداء واجب الضيافة من طعام، أو شراب، للضيف إذا زار البيت، أو مقر العمل، أثناء النهار. عادةً، يرد المرء على لطف تلك التحية بالقول: «علينا وعليكم»، وهذا صحيح، أو «الله أكرم»، والأخيرة أصح، بل أصدق. يفرح لقدوم شهر رمضان كل المسلمين، باختلاف ثقافاتهم، وتنوع مناهجهم، في المشارق والمغارب، ومن الجائز الافتراض أن الفرح يشمل الذين لا يطيقون الصوم، لأن شرع الرحمن الرحيم أتاح لهم، وأجاز لهن، الكفارة لتعويض عدم استطاعة الامتناع عن تناول القليل من الأكل، وأقداح الماء، لأسباب تتعلق بالمرض، أو ضعف الشيخوخة، أو حمل النساء، أو الإرضاع. ذلك كله، تتجلى فيه آية من آيات كرم الخالق بالناس «يُريدُ اللهُ بِكم اليُسْرَ وَلا يُريدُ بِكم العُسْرَ»، فهل للمخلوق أن يبخل بشكر مَنْ أكرمه، والإكثار من التسبيح بحمده؟ كلا، على الإطلاق.
ضمن السياق ذاته، يمكن القول إن أسباب الابتهاج بحلول شهر رمضان تتعدد هي أيضاً. فإلى جانب فرح المؤمنين والمؤمنات بالإقبال على واجب أداء أحد أركان الإسلام الخمسة، وتجديد الالتزام بمنهج الطاعات المفروضة، يُضاف إليها المُستطاع تأديته من النوافل المحببة، والسُنن المؤكدة، بلا تضييق على النفس، إذ «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها». إضافة لما سبق، ثَمّ قدر من التوافق بين الموثوق من المرجعيات الدينية، على أن الأجواء الرمضانية تبعث الروح من جديد فيما أصابه شيء من جفاف، أو تكلّس، في الأحاسيس الروحانية بين مختلف شرائح الناس، فتراهم يتوادون أكثر، ويتواصلون بغرض أن يسارع كل منهم إلى وصل ما انقطع من العلائق بين ذوي الأرحام، إما بسبب الانشغال في مواجهة متطلبات الحياة، التي تزداد أعباؤها هذه الأيام، أو بفعل خصومات أوقعها بين النفوس إفساد في الأرض ينتشر بأشكال شتى، بينها، للأسف الشديد، ما يتصل بتقدم تقني تحقق للإنسان عبر تكنولوجيا ثورة الاتصالات، وما توفر عبرها من منصات «تواصل اجتماعي»، يستغلها البعض في صبّ مزيد من الوقود على إشعال نيران الخلافات، بين أفراد العائلات، فإذا بالود والتراحم يغيبان ليحل مكانهما البغض والنفور، وإذا يشرق هلال رمضان، يبادر الطيبون والطيبات إلى مراجعة النفس، وإلى طلب العفو، فتصفو نفوس أوجعها افتراق أحباء، أو أصدقاء، بعضهم عن بعض.
بيد أن ذلك الجفاء، إذا وقع فعلاً، ليس من المنطق تحميل مسؤوليته لارتقاء واقع بني البشر علمياً. الحق أن المسؤول عنه في الأساس، هو الإنسان نفسه. ذلك واحد من أشكال الظلم التي يمارسها أناس مع أنفسهم، أو ضدها، سواء قصدوا ما يفعلون، أو أنهم جهلوا توابع أفعالهم، وما هذا بالأمر المُستحدث، كما يعلم الجميع، بل تحدث به الأولون منذ قديم الأزمان، وإليه أشارت الرسالات السماوية كلها، وحذرت من وخيم عواقبه. فبقدر ما هو مطلوب، بل ضروري، للمرء أن يأخذ بكل أسباب تطور وسائل معيشه، يظل من الواجب أيضاً الحذر إزاء أي سوء استخدام للمتاح من أدوات عصرية يوفرها التقدم التكنولوجي المعاصر. لقد ضُرب المثل عبر كل العصور بشأن أهمية امتلاك الأمم جميعها أحدث وسائل الدفاع عن النفس، فهل يقع اللوم على صانع السلاح، أو الأسلحة ذاتها، مهما كان حجم خطورتها، أم أنه في كيفية توظيفها؟ الجواب المؤكد واضح لكل ذي عقل وبصيرة.
ظلم الإنسان لنفسه يحدث أيضاً في السياق الرمضاني ذاته. هل ثمة ما يوجب طرح أمثلة على وجه التحديد؟ كلا، فهمكم كافٍ، والأرجح أن أغلبكم يرى كثيراً، ويسمع أكثر مما يتردد من أحاديث تأسف لمظاهر إسراف وتبذير تتنافى أصلاً مع روح الشهر الكريم. مع ذلك، يبقى واحد من أوجه الظلم البغيض للنفس يوجب التذكير به، قد يقع فيه صائم، أو صائمة؛ إنه الإخفاق في إمساك اللسان عن إلحاق الأذى بالناس. حقاً، أليس من العجب أن بعض الصائمين والصائمات يرددون العبارة ذاتها: «رمضان كريم»، ومع ذلك تسمعهم لا يترددون في سلق غيرهم من الناس بألسنة حِداد؟ بلى. إنما، كل إناء بما فيه ينضح أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرم رمضان وظلم الإنسان كرم رمضان وظلم الإنسان



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib