الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

المغرب اليوم -

الإصغاء إلى «رواة التاريخ»

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

لا يوجد زمنٌ منفصلٌ عن زمن، ولا حادث منبتٌّ عن سابقه، كل الحلقات في نهر الزمن يمسك بعضها برقاب بعض في أمواج التاريخ الخالدة.

تحتاج ذلك لأنْ «تستوعب» ما يجري في إيران، بصدق وعمق، اليوم، وما هو مستقبل النظام الإيراني، ما هي محرّكاته، من هم محرّكوه، وما هو الوقود الذي يحرّك هذه الآلة السياسية الضخمة، وما هي ثوابت هذا النظام ومتغيّراته.

لفهم كل هذا عليك أن تعود للوراء، قليلاً أو كثيراً، لتعرف نشأة النظام الثوري الإسلامي الحالي، وعليك أن تصل لمحطة «الإمام» الخميني، ولماذا أفلح هذا الرجل، أن يصير صانع تحوّل هائل في منطقة الشرق الأوسط، مطيحاً نظاماً ملكياً إيرانياً شديدَ الأركان؟

ثم عليك أن تعرف البيئة السياسية والاجتماعية التي ولدت نظام الشاه الأب رضا بهلوي صانع إيران الحديثة، من خلفية عسكرية بارزة.

وهكذا في إبحارٍ مستمرٍّ في تجميع خطوط وخيوط متفرقة لتتكّون لديك ظفيرة واحدة، وكتلة بذاتها، تكشف لك أبعاد الصورة، وتفسّر لك غوامض الواقع الذي تراه أمامك، ومكامن القوة والضعف فيه، وإمكاناته الثاوية في دواخله... أَسَرَّتْك هذه الإمكانات أو أزعجتك.

وضعتُ هذه التقدمة، لألجَ منها للحديث عن برنامجٍ جديد أطلقته شبكة «العربية» على شاشتها، وهو برنامج «رواة التاريخ»، وكانت أولى حلقاته مع أليكسي فاسيليف المؤرخ والسياسي والعالم الروسي الكبير بالشرق الأوسط والعرب وأفريقيا.

فاسيليف البالغ من العمر 85 عاماً هو مدير معهد الدراسات الأفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، له عشرات المؤلفات ومئات المقالات العلمية... وطبعاً له كتبه الشهيرة عن التاريخ السعودي والملك فيصل بن عبد العزيز.

ثم كانت حلقته الثانية مع المؤرخ العراقي الكبير الدكتور خالد السعدون، وهو رجل مرجع ومجتهد في تقليب صفحات ليس التاريخ العراقي فحسب بل تاريخ الجزيرة العربية، معتمداً على مصادر كثيرة، منها الشخصي، (ابن عائلة السعدون المعروفة)، ومنها العراقي والعربي... وطبعاً البريطاني، وهو من أهم المصادر الخطيرة والمثيرة عن تاريخنا خلال القرون الأخيرة في منطقتنا.

لن أقف عند تفاصيل حلقة المؤرخ الروسي وحلقة المؤرخ العراقي، وهي تفاصيل مفيدة ورائعة، لكن أرغب في التنويه بهذا النوع من العمل الصحافي التوثيقي والنافع للناس في كل وقت.

نحن أسرى اللحظة، نظنها وحيدة فريدة ليس لها والد ولا ولد، بينما الحقيقة أن الإمعان في الإصغاء لعلماء التاريخ وجهودهم واكتشافاتهم، ينير العقل، ويهدي الرأي، ويضعه في المسار الصحيح.

لذلك من طيّب القول الإشادة بطيّب العمل، ومن ذلك الإصغاء إلى «رواة التاريخ».

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصغاء إلى «رواة التاريخ» الإصغاء إلى «رواة التاريخ»



GMT 16:51 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتصار

GMT 16:49 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 16:46 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 16:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... وسورية المكلِّفة

GMT 16:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 16:41 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 16:39 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 16:38 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib