في بستان هشام قتالٌ على كمَأة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

في بستان هشام... قتالٌ على كمَأة!

المغرب اليوم -

في بستان هشام قتالٌ على كمَأة

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

الكمأة، ثمرة يجود بها أديم الصحراء حين يناغيها المطرُ، فتنبت الفلواتُ من كل زوج بهيج... لها تقدير عالٍ عند أبناء البادية العربية، وكلّ أبناء الجزيرة العربية حتى بادية الشام، أو «الشامية» كما يُطلق على البوادي الممتدة من غرب الفرات حتى غرب الشام وجنوباً حتى صحاري وآكام شمال الجزيرة العربية (السعودية حالياً).

ثمرة لا تحتاج لتدخّل بشري، فقط تحتاج من البشر إلى دقّة الملاحظة، وحسن التوقيت، لأنَّ لها مواسم بعينها، غير أنَّ الكمأ في البادية السورية هذه الأيام يحتاج على ما هو أبعد من ذلك، يحتاج لسلاح وقلوب لا يتسلّل لها الخوف!

حالياً، هناك في البوادي السورية المتوزعة بين سلطة النظام وسلطة الميليشيات الإيرانية وسلطة القوات الكردية وعصابات «داعش»، كمأ كثير، وبشر مساكين أكثر يبحثون عنه سعياً وراء المال الوفير الذي يدرّه «اقتصاد الكمأة» كما وصفه خبراء اقتصاد لشبكة «إرم نيوز».

يصل سعر الكيلو غرام الواحد لبعض الأنواع منها إلى 25 دولاراً (350 ألف ليرة سورية) في بلد يفتك به الفقر والحرب والميليشيات، وعمالقة الإقليم والعالم.

تتحدث وسائل إعلام سورية عن 18 مدنياً، بينهم طفلان، قتلوا في سوريا، فبراير(شباط) الماضي، خلال جني محصول الكمأة، فيما يقدر خبير عسكري سوري أعداد من سقطوا منذ الموسم الماضي حتى اليوم بأكثر من 170 قتيلاً.

أغلب القتلى بسبب الألغام التي لم تنفجر، والأنكى من ذلك بسبب ذئاب «داعش»، أو مافيات النظام أو مافيات الفوضى نفسها.

هناك تقديرات عن القتلى الذين سقطوا خلال رحلة البحث عن الثمرة منذ العام الماضي، تصل بعددهم، حتى الآن، لأكثر من 170 قتيلاً.

يحدث هذا في بلاد سوريا أرض العسل واللبن والخير الوفير، أرض الأنهار والثمار، أرض الأودية الخصبة والمراعي المُمرعة، أرض الليمون والبرتقال والنارنج والتفاح، أرض العمارة والحضارة، سوريا هشام وعبد الملك والوليد ومعاوية.

سوريا التي غازلها الجبلي اللبناني الشموس العنيد، ابن عقل.. سعيد، حين قال:

ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي... واملئي الكأسَ لهُ حتّى الجمَامْ

أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم... ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ

أمَـويُّونَ، فإنْ ضِقْتِ بهم... ألحقوا الدُنيا بِبُستانِ هِشَامْ!

كان البعض ينبز بلاد الخليج والجزيرة العربية بندرة مياهه، ووفرة رماله، وخشونه عيشه، وقلّة موارده، باختصار بأنهم: بدو غِلاظ.

قبل أن نكمل، لا بد من الإيماء للجهل الفادح حول معنى البداوة وأهلها، لدى من ينبزهم بذلك.

جهل ساطع بديمغرافيا الجزيرة العربية بين سكان الحضر والمدَر وأهل الصوف والوبَر، على أن ذاك النمط: البدوي - الحضري، تلاشى من الوجود أصلاً منذ قيام الاقتصاد الجديد ونشأة الحكومات المركزية.

بيد أننا سنجاري الهجّائين، ونقرّ لهم بقدحهم الأجوف، لكن أين اليوم هؤلاء البدو، وأين شاتموهم!؟

عِماد الأمر وجِماعه كلّه ينعقد على عروة واحدة:

الحكم الرشيد.. عندها تتحوّل الأرض ذهباً ولا يتقاتل الناس حتى الموت على كمأة برّية في أرض الخير والأنهار والثمار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في بستان هشام قتالٌ على كمَأة في بستان هشام قتالٌ على كمَأة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib