بين السعودية والسودان مسرَّاتٌ وهموم

بين السعودية والسودان... مسرَّاتٌ وهموم

المغرب اليوم -

بين السعودية والسودان مسرَّاتٌ وهموم

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

لماذا تهتمُّ السعودية بالسودان، وتحرصُ كلَّ الحرصِ على إصلاحِ ذاتِ البين وإطفاءِ نارِ الحرب، وفتحِ طريق سمحت للحوار بين أهلِ السودان، منعاً لعبثِ الخارج وسفهِ الداخل؟!   

هل هو اهتمامٌ عابرٌ في زمنٍ عابر، أنَّ علاقة شادها التاريخُ وبنتها الجغرافيا؟

ما يربط السودان بالجزيرة العربية التي تشكّلُ السعودية اليوم جُلَّها، قديمٌ متجددٌ، ورباطٌ متفردٌ... من الدينِ والتجارة والعلم والثقافة واللهجات والفن والصحافة.

كانت جدةُ، عروسُ البحرِ الأحمر، مؤثرةً ومتأثرةً بالثقافة السودانية، ومن يرى جزيرةَ سواكن السودانية، الواقعةَ على سمت جدةَ من البحر الأحمر، كأنَّه في حارة من جدة القديمة، ومن يسمع مفرداتِ ونغماتِ من اللهجة الجدّاويةِ الحضرية القديمة يجد فيه نغماً حلواً عربياً فصيحاً آتياً من نسائمِ البحرِ الأحمر من الضفة الغربية السودانية.

الأمر لم يقتصر على ذلك، من كبدِ نجد، كانت لتجارِ العقيلات المشهورين، رحلاتٌ وصلت إلى السودان نفسِه، وكانت لهم حكاياتٌ وحكايات.

أثرُ العلمِ وانتقال أسرٍ علمية شريفة من مكة إلى السودان معلومٌ، ولعلَّ من أشهرها الأسرة الميرغنية السودانية الكريمة.

علَّامة السودان البروفيسور عبد الله الطيب، كانَ يؤكد دوماً على أصالةِ العلاقة بين السودان والجزيرة العربية، ويقول: إنَّ جزءاً من السودان كان يتَّصلُ بالجزيرة العربية قبل أن ينفجرَ الأخدود الأفريقي.

رحلاتُ الحجِ والعمرةِ للسودانيين أسهمت في تجديد العلاقاتِ الثقافيةِ والاجتماعيةِ والاقتصادية بين السودان والسعودية، وقد أسهمت رحلاتُ الحجِّ وخاصة الرحلات السنارية والدارفورية وما تبعها من ركاب للحج في مقدمته محمل السلطان علي دينار، إسهاماً كبيراً في التبادل الحضاري، ولعبت دوراً كبيراً في العلاقات الاجتماعية والثقافية.

بعد ذلك بزمن، في العصر الحديث، شهدت العلاقات السياسية أيضاً تطوراً منذ استقلال السودان في عام 1956، وإنشاء أول تمثيل دبلوماسي بين البلدين، فضلاً عن التواصل القائم بين البلدين عبر البحر الأحمر.

مثّلت قمة الخرطوم في عام 1967، التي عرفت بقمة اللاءات الثلاث تحولاً كبيراً في العلاقات السياسية التي كانت قمة التصالح العربي بقيادة الفيصل بن عبد العزيز وجمال عبد الناصر.

هذا نزر يسير وقبض صغير من مياه الودّ ونسائم الحبّ ووشائج المصالح التي تربط بين ضفتي البحر الأحمر، من جدة لبورتسودان، ومن الرياض للخرطوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين السعودية والسودان مسرَّاتٌ وهموم بين السعودية والسودان مسرَّاتٌ وهموم



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib