من يخاف كامالا هاريس
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

من يخاف كامالا هاريس؟!

المغرب اليوم -

من يخاف كامالا هاريس

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

المخضرمون يعرفون الكثير عن فيلم «من يخاف فرجينيا وولف؟» بطولة إليزابيث تايلور، وريتشارد بيرتون، وأخرجه مايك نيكولز عام 1966. أصله كان مسرحية ألفها إدوارد ألبي وإرنست ليمان عن زوج وزوجته استضافا جماعة من الأصدقاء في ليلة سرعان ما تحولت إلى مواجهة عميقة من الكوميديا السوداء بين الزوجين. أمر من هذا يحدث في الولايات المتحدة الآن، حيث انفتح الستار على مواجهة من النوع الثقيل حول من يفوز بمنصب الرئيس السابع والأربعين؛ ولكن الجائزة ربما تكون أكثر من ذلك بين الديمقراطيين والجمهوريين حول مصير الدولة الأميركية وربما العالم. وكما يحدث كثيراً في الروايات والمسرحيات والأفلام أنَّ لها بداية تصاعدية ثم تتسارع لكي تصل إلى قمة التوتر وربما تكون النتيجة مبارزةً أو قتلاً؛ ولكن في السياسة المعاصرة فأياً ما كان حماس النظارة فإن النتيجة تكون مثيرةً. الفصل الأول كان هادئاً وشبه مضمون عندما كان الملياردير الأميركي دونالد ترمب واثقاً بنفسه بعد أن حصل على السيطرة الكاملة على الحزب الجمهوري حتى أنه لم يجد لازماً للمشاركة في مناظرات المرحلة التمهيدية لتحديد مرشح الحزب، وعندما انعقد مؤتمر الحزب حاز الترشيح بالإجماع دون خروج عضو واحد عن النص. ولكن ذلك جرى بعد بضعة مقبلات للمشهد الدرامي حينما حل موعد المناظرة مع الرئيس بايدن المسمى «النائم»، فإن هذا الأخير أسفر عن عمره في حالة مؤسفة من التعثر والنسيان والتلعثم. استطلاعات الرأي العام عكست ذلك بفارق كبير بين ترمب وبايدن؛ ولكن ذلك لم يكن كافياً فقد تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال جعلت منه فجأة ليس سياسياً، وإنما شهيداً محروساً بالعناية الإلهية.

حتى ذلك الوقت لم يكن أحدٌ قد سمع الكثير عن نائبة الرئيس الديمقراطي كامالا هاريس؛ فقد كانت الصورة المعروفة عنها تعلقها بأذيال الرئيس بايدن، وعندما كلفها بعض المهام لم تكن النتائج لافتة للنظر.

بعد المناظرة بين بايدن وترمب، واستمرار الأول في تلعثمه أمام مؤتمر قادة حلف الأطلنطي، وتعرض الثاني للحظة تراجيدية كان فيها إطلاق الرصاص ودماء تنسال على وجه وقميص أبيض بينما يقوم الجمهوري برفع يده قبضة حديدية. لم يفلح بايدن كثيراً أنه تصرف كرجل دولة ودعا الجمهور الأميركي إلى الوحدة والتضامن، واتصل بخصمه مواسياً ومشجعاً؛ ولكن الخصم لم يكن لديه سوى الخصومة والعداء، أما وحدة الوطن فقد كانت أمراً لا يهم كثيراً. ربما كانت هذه هي اللحظة الدرامية التي انقلبت فيها الأمور عندما ثبت أن الحزب الديمقراطي رغم تراجعه، فإن لديه نخبة من الحكماء والقادة التي التفتت إلى بايدن مطالبة إياه بالتنحي عن الترشيح. وكان ذلك ما حدث، وفوقه قام بمبايعة نائبته كامالا هاريس للمنصب الرفيع، فانقلبت الصورة رأساً على عقب.

في مشهد توالت فيه المبايعات من قادة الحزب، وانهمار الأموال التي عزّت من قبل على بايدن إلى صندوق هاريس، سقطت بشكل كامل قضية السن للرئيس وانقلب الحال عندما ظهر أن ترمب ليس شاباً وأنه في العمر عتي. أصبحت هاريس شابة وهي في نهاية الخمسينيات متدفقة بابتسامة دائمة، وأناقة سلسلة، وحيوية فائرة ودائمة في خطابها وحديثها. أصبحت قصة الاغتيال نسياً منسياً، وظهرت حالة الارتباك في المعسكر الجمهوري وتخبطه في عما إذا كان يقبل أو يرفض المناظرة مع المرشحة التي بلغها تأييد أعضاء مؤتمر الحزب وحتى قبل أن يصلوا إليه. وعندما اختارت كامالا نائب الرئيس في إدارتها المقبلة أعلنتها في مهرجان اتسع لعشرة آلاف مؤيد في فيلادلفيا. استطلاعات الرأي العام تسارعت لكي تغلق الفجوة السابقة، وبعد فترة من التعادل انسابت الخطب لكي تحصل على درجات من التفوق خلال فترة لا تزيد عن أسبوعين. أصبح ترمب يخاف كثيراً من كامالا هاريس، وأصبح كذلك نائبه جيمس فانس الذي جاء كما لو كان مدفعية ترمب الثقيلة، فإذا به يتحول إلى عبء عليه. وعلى العكس من ذلك جاء تيم مالز نائب هاريس لكي يضيف لها لسعة من الحديث الساخر الذي يصف ترمب أنه «غريب الأطوار» هو وجمهوره الجمهوري.

هل يمكن لأحد أن يوقف هاريس؟ والإجابة أن الأرجح لا، وهي تحمل قوة دفع هائلة؛ ولكن ومع ذلك فإن انهياراً اقتصادياً يحقق ذلك، وجاء في شكل إنذار يوم اثنين أسود في الخامس من أغسطس (آب)، أو تنشب حرب كبرى في الشرق الأوسط تضع الانحياز الأميركي لإسرائيل في وضع اختبار مؤثر في نتيجة الانتخابات؟ في هذه الحالة سيكون العالم هو الذي يخاف من كامالا هاريس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يخاف كامالا هاريس من يخاف كامالا هاريس



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib