الصين وحل الأزمة الأوكرانية
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

الصين وحل الأزمة الأوكرانية

المغرب اليوم -

الصين وحل الأزمة الأوكرانية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

التيار العام للتحليل السياسى داخل مصر وخارجها يُجمع على أن الأزمة/ الحرب الأوكرانية سوف تمضى بنا إلى عام آخر؛ وفى الأغلب أعوام أخرى. وإذا ما قيس الزمن على ما فات فإن ما سوف يأتى سيكون فيه أولًا الكثير من المفاجآت، فلم يكن أحد يعلم أن روسيا كانت جادة فى حشدها على الحدود الأوكرانية لكى يصب بعد ذلك فى حرب كبرى. وثانيًا فإن أحدًا لم يكن يعلم أن الحرب لن تكون نزهة روسية، وإنما سوف ينجح الأوكرانيون فى الصمود، وأكثر من ذلك الانتصار فى معارك. وثالثًا فإن أحدًا لم يتوقع أن يُظهر الغرب قدرة تفرض العقوبات على روسيا، وتوسيع حلف الأطلنطى بضم فنلندا والسويد، وتوالى أوكرانيا بالإمدادات والمعونات واستضافة لاجئين أوكرانيين بالملايين. ورابعًا أن الصين رغم ظاهرها الذى يبدو واقفًا فى المعسكر الروسى، فإنه فى الحقيقة يعكس موقفًا معقدًا بأكثر مما يتصور الكثيرون. من ناحية وقفت الصين مع روسيا فى الحاجة إلى مراجعة النظام الدولى، الذى تكون بعد انتهاء الحرب الباردة، وهو ما تبين من بيان مشترك صدر فى ٤ فبراير قبل نشوب الحرب. أكثر من ذلك فإن بكين كانت متفهمة ومساندة للموقف الروسى الرافض لتوسعات حلف الأطلنطى فى اتجاه أوكرانيا أو أى اتجاهات أخرى. الصين هنا متوجسة من التحركات الأمريكية والغربية فى القارة الأوروبية، ولديها ما هو أكثر من الهواجس المتعلقة بالتحركات بالقرب من بحر الصين الجنوبى ومنطقة «الإندو باسفيك»، والذى تقول واشنطن صراحة إنه لدعم المصالح الغربية فى المنافسة الجارية مع الصين، فى إطار الانقسام العالمى ما بين «الديمقراطيين» و«السلطويين».

.. لكن الصين من ناحية أخرى لم تصدق أبدًا على الضم الروسى لإقليم القرم، الذى جاء فى قسمة انهيار الاتحاد السوفيتى فى الصحن الأوكرانى، ومن ثَمَّ فإن الخطوة الروسية تفتح أبواب جهنم، وهو ما حدث فعليًّا بغزو أوكرانيا. الصين مرة أخرى لا تقبل الدخول العسكرى الروسى إلى دولة ذات سيادة، عضو فى الأمم المتحدة، التى يقضى ميثاقها باحترام التكامل الإقليمى للدول الأعضاء. من هنا كان الموقف الرسمى للدولة الصينية فى جلسات التصويت المتنوعة أمام أى من منظمات الأمم المتحدة- مجلس الأمن أو الجمعية العامة- هو «الامتناع» عن التصويت لتحقيق التوازن ما بين مصالحها القومية التى تدفعها إلى الاقتراب من الموقف الروسى؛ ومصالحها القومية الأخرى فى وجود نظام دولى مستقر قائم على قواعد تصدق على جميع أعضاء الأمم المتحدة. الصين هنا تشكل مقتربها الخاص من العلاقات الدولية، وهو الذى يعطى لبكين الفرصة ليس فقط فى الاعتراف بها باعتبارها قوة عظمى وقطبًا دوليًّا معتبرًا، وإنما يفتح أبواب العالم للصين باعتبارها قوة اقتصادية وتكنولوجية فى المقام الأول ولا تنجح بدون عالم مستقر، ولا يقع تحت التهديد الدائم لاستخدام القوة العسكرية تقليدية كانت أو نووية. النتيجة هى أن الصين لا توجد لها مصلحة فى انفجار الحرب الأوكرانية، ومن ثَمَّ فإن موقفها الحالى ومبادرتها الداعية إلى فتح أبواب التفاوض ما بين روسيا وأوكرانيا تبدو أصيلة فى اتجاه إخراج العالم من الورطة التى ألَمّت به.

هذه صين مختلفة عن تلك التى عرفها جيلنا من قبل؛ فالحقيقة هى أنها لم تكن أبدًا بعيدة عن تاريخ جيلنا، الذى عاش تجارب تاريخية متنوعة، بدأت بذكريات المرحلة الليبرالية فى التاريخ العربى، والتى اختلطت فيها الملكية مع الاحتلال والنضال فى حزمة واحدة؛ ثم تلتها وقائع المرحلة القومية، التى امتزجت فيها الجمهورية مع الوحدة مع المواجهة مع الاستعمار وإسرائيل؛ وفى مرحلة من المراحل بدا كما لو أن تنويعات مختلفة من الفلسفات الاشتراكية قد حلت فى العقل والتنظير السياسى. هنا تحديدًا وردت الصين كشخصية دولية معتبرة لأنها أولًا دولة مناهضة للاستعمار؛ وثانيًا لأنها كانت مؤيدة للحقوق الفلسطينية، وثالثًا لأنها كانت تمثل الجانب المجدد فى النظرية الماركسية، حيث كان «لينين» يرى فى الطبقة العاملة قيادة المسيرة الإنسانية نحو التحرر والتقدم، أما «ماوتسى تونج» فقد أدخل الفلاحين فى المقدمة الطليعية. كان معرض الكتاب فى القاهرة يحتوى دائمًا خلال الستينيات من القرن الماضى على جناح صينى ممتلئ حتى الحافة بكتابات «ماو»، وفى مقدمتها «الكتاب الأحمر»، الذى كان فيه الكثير من أقواله وحكمته. العالم بعد ذلك تغير كثيرًا، ومعه كانت الصين تتغير بطريقة أسرع، وعندما انتهت الحرب الباردة فى العالم، ومعها الاتحاد السوفيتى، فإن الصين التى استمرت على نهجها بدَت أشد قدرة على التعامل مع العواصف والأنواء التى ولّدتها «العولمة» من زميلتها، وأحيانًا حليفتها الاشتراكية السابقة فى موسكو. أصبحت الصين ظاهرة على الساحة العالمية بتقدمها الاقتصادى، ومركزيتها فى سلاسل التوريد العالمية، ومشروعها الدولى «الحزام والطريق»، وارتفاع كعبها المتزايد فى الإبداع التكنولوجى، بما فيه تكنولوجيا الفضاء.

خلاصة ما سبق أن التعامل مع الصين، وكأنها تشكل مع روسيا حزمة واحدة من العداء للغرب، هو قول يجانبه الصواب، خاصة أن الأسواق الغربية أشد اتساعًا بكثير من الأسواق الروسية، ولكن بكين لا تريد أن تقع ضحية الجماعة الأيديولوجية الليبرالية فى الولايات المتحدة. هنا فإن المبادرة الدبلوماسية الصينية لا تعبر فقط عن موقف صينى أصيل، ولكنها فى نفس الوقت تملأ فراغًا لا يوجد طرف آخر يستطيع التعامل معه. لقد كان عالِم السياسة الأمريكى «جوزيف ناى» صادقًا تمامًا حينما توقع أن يكون هناك «شتاء دبلوماسى» فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، حيث لا توجد قوة فى العالم تستطيع الدخول فى هذا المعترك الشائك. الصين وحدها تستطيع ذلك بحكم علاقاتها القوية بالطرف الروسى، الذى لا يوجد لديه إلا بكين، التى يمكنها أن تعينه، إن لم يكن فى الحرب، ففى السلام؛ وبحكم أنها رغم كل شىء، فإن هناك درجات غير قليلة من الاعتماد الاقتصادى المتبادل مع الغرب، فضلًا عن الحقيقة الكبرى بأن كثيرًا من القضايا العالمية المهمة- التغير المناخى وانتشار الأوبئة وأمور أخرى لا تقل أهمية فى التجارة العالمية- لا يمكن تناولها إلا بتعاون صينى أمريكى مباشر.

الخطان الأبرز فى المبادرة الصينية هما الحفاظ على التكامل الإقليمى للدول، وهو فى صالح أوكرانيا، ورفع التهديد الجسيم للدول من خلال التحالفات العسكرية، وهو فى صالح روسيا، يعبران عن كفتى الميزان فى مفاوضات لابد أن تكون صعبة حاليًا، وأشد صعوبة إذا ما بدأت عمليات الربيع العسكرية المنتظرة. كفتا الميزان تلخصان، مثل قاعدة الأرض مقابل السلام، الشائعة فى «عملية السلام» العربية الإسرائيلية، الحالة الروسية الأوكرانية. النقاط الاثنتا عشرة فى المبادرة الصينية هى محض تفاصيل أولية، الجد الذى سوف يأتى بعدها كان موافقة الطرفين الروسى والأوكرانى على فتح باب التفاوض، ولكن ما بعد ذلك سوف يكون فى تفاصيله الكثير من الشياطين، ما لم يظن طرف هنا أو هناك أنه يستطيع حسم الأمر فى ميدان المعركة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين وحل الأزمة الأوكرانية الصين وحل الأزمة الأوكرانية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib