إشكاليات زيلينسكي في واشنطن
وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
أخر الأخبار

إشكاليات زيلينسكي في واشنطن!

المغرب اليوم -

إشكاليات زيلينسكي في واشنطن

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

وصلت إلى واشنطن بعد منتصف الليل للمشاركة في اجتماع روتينى لمجلس إدارة معهد دول الخليج العربية في واشنطن، وانتهاز المناسبة لمعرفة أكثر عما يجرى في الشرق الأوسط في العيون الأمريكية، حيث رمت الولايات المتحدة بكثير من أثقالها إلى الكفة الإسرائيلية في الصراع المرير الجارى في غزة. فاتنى ما قرأته قبل أيام عن نية الرئيس «فلاديمير زيلينسكى» زيارة أمريكا، فإذا بى في الصباح أجد الرجل في كل الصحف ونشرات الأخبار حيث فجر وجوده كافة الإشكاليات الأمريكية الكبرى حيث تتناقض السياسة الداخلية بشدة مع السياسات الخارجية لما بات مأزقًا أمريكيًا يقول لنا الكثير ربما عن مستقبل أمريكا وربما العالم، فالذين راقبوا المشهد لم يفتهم كيف ستكون ظلال رجل مزقت بلاده الحرب على موقع كل من روسيا والصين من النظام الدولى.

أولى الحقائق قبل الزيارة، وكان أكثرها طزاجة أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد أصبحت على الأبواب، أو على الأقل هذا ما يقول به مقدمو البرامج حيث باتت هناك أسابيع قليلة باقية على بداية الانتخابات التمهيدية. وبالطبع فإن المعلوم هو أنه لا توجد انتخابات داخل الحزب الديمقراطى تقريبًا وأن مرشح الحزب الرئيس «جوزيف بايدن» ليس له منافس مهما كانت أحاديث السن وما يحدثه العمر الطويل من نتائج فيزيقية على الرجل. كذلك فإنه عمليا لن تكون هناك انتخابات جمهورية حقيقية فقد امتطى «دونالد ترامب» مطية الحزب الجمهورى مهما كانت هناك حالة التعجب الشديد داخل المؤسسة الشرقية الأمريكية من ترشيح شخصية وقعت عليها تهم جنائية سوف تضعه أمام المحاكم لسنوات قادمة. هنا تحديدا توجد أولى الإشكاليات الأمريكية الكبرى وهى أن جميع استطلاعات الرأى العام تشير إلى أن ترامب سوف يكون هو الفائز على بايدن إذا ما عقدت الانتخابات اليوم. معنى ذلك أن الرئيس الحالى بايدن لم يعد لديه ترف ضياع أي نقطة انتخابية، وأن عليه من ثم السعى الكبير لكى يكون مظهره قويا من خلال سياسات خارجية تركز على قوة الولايات المتحدة وقيادتها للنظام الدولى سواء كان ذلك في أوروبا حيث توجد الحرب الروسية الأوكرانية، أو الشرق الأوسط حيث حرب غزة الخامسة. في الحالتين تأييد الجماعة الانتخابية اليهودية هام وضرورى لسياسات بايدن الخارجية خاصة بعد كل ما قدمه لإسرائيل من تأييد. ترامب هو الآخر يرى أن مثل هذا التأييد له فريضة وقد كان الرجل صاحب «صفقة القرن»، التي أعطت إسرائيل القدس وهضبة الجولان؛ ولذا فإنه وأنصاره في الكونجرس لن يفرطوا في دفع الأموال الخاصة باندفاع المهاجرين واللاجئين إلى الأراضى الأمريكية، خاصة القادمين من المكسيك.

هنا نصل إلى الإشكالية الثانية، فالتقاليد التشريعية الأمريكية تقضى بأمرين: أولهما أن السلطة التنفيذية لا تستطيع إنفاقًا ما لم يقبل به الكونجرس بمجلسيه وهذا بنص الدستور؛ وثانيهما أنه يمكن تمويل أمرين أو ثلاثة في قرار تشريعى واحد. هنا فإن الإشكاليات تضع تمويل الحرب في أوكرانيا من خلال مساعدات أمريكية تتجاوز ٦٤ مليار دولار؛ وتمويل حرب غزة على الجانب الإسرائيلى يتطلب ١٤ مليار دولار؛ وتمويل إجراءات مقاومة الهجرة التي بلغت ستة ملايين من أول العام ببضعة مليارات هي الأخرى بات ضرورة جمهورية لازمة للفوز في الانتخابات القادمة. النتيجة باتت أن التشريعات الثلاثة أصبحت معلقة، وعندما وصل السيد زيلينسكى إلى واشنطن كان لأن مجلس الشيوخ ظل معلقا لتشريع تمويل أوكرانيا الذي بدونه فإن «بوتين» يكسب الحرب التي ظن الجميع أنه خسرها، وهو ما يترتب عليه حرب في القارة الأوروبية تذهب فيها أمريكا إلى أوروبا كما فعلت خلال حربين عالميتين، أو هكذا قال الديمقراطيون. أما الجمهوريون فإنهم يرون الخطر الأول على أمريكا هو الهجرة، وإذا لم يكن لذلك أولوية في التمويل، فإنه على أوروبا أن تدفع هي الثمن وليس الولايات المتحدة.
الإشكالية الأولى والثانية تتصادمان مع إشكالية الحرب الأوكرانية ثم إشكالية حرب غزة، فكلتاهما من التعقيد والتكلفة ما يجعل النقاش والحوار حولهما ساخنا وحادا. وللأسف الأمريكى فإنه لا يوجد في التاريخ ما يسمح بتأجيل الحروب حتى تنعقد الانتخابات الأمريكية. وطالما أن لا أحد يعرف متى سوف تنتهى هذه الحرب أو تلك فإن الانتخابات الأمريكية سوف تكون أكثر إثارة؛ وعلى الأرجح فإن الضحية الكبرى سوف تكون أوكرانيا. وهذه المرة فإن الاستقبال للرئيس زيلينسكى لم يكن استقبالا لبطل، أو لتشرشل الآخر، الذي صمد وانتقل من الدفاع إلى الهجوم؛ إنما بات استقبال ضيف أتى يطلب المعونة من عائلة يوشك أهلها على مواجهة حالة من الطلاق. الولايات المتحدة التي عاشت عقودا طويلة تتخيل أولا أن السياسات الداخلية تتوقف عند حافة مياه المحيط الأطلنطى في الشرق والمحيط الهادى في الغرب حيث السياسات متوافقة مؤسسيا بين الجمهوريين والديمقراطيين. ولكن الثابت الآن أنه لم يعد هناك توافق على الأقل تجاه الحرب في أوكرانيا حيث باتت هناك قلة من الجمهوريين من يرون الحرب ضرورية، وأنها باتت مكلفة، وأن الأوروبيين لا يدفعون ما يكفى للدفاع عن أنفسهم. التوافق حول دعم إسرائيل قائم، ولكنه لا يخل من مرارة الاعتقاد بأن اليهود دائما ما يصوتون لصالح الحزب الديمقراطى.

كل هذه الإشكاليات بات عليه مواجهتها في واشنطن، وفوقها نوعان من الشك الأمريكى: أولهما أنه لم يعد أحد واثقا بعد قرابة سنتين من الحرب التي مولتها أمريكا بمليارات الدولارات تسليحا وتأييدا أن أوكرانيا سوف تكسب الحرب؛ خاصة بعد أن وصل «الهجوم المضاد» الذي شنه مع مطلع الصيف إلى طريق مسدود، لم يعد الرئيس الأوكرانى كما كان بطل الدفاع عن «كييف»، واستعادة «خاركيف» وتحرير «خيرسون» وحتى الصمود في «باخموت»، والرجل الذي حبس الأسطول الروسى في البحر الأسود. أصبح الضيف ثقيلا، وحربه في مواجهة دولة عظمى ليست مثل مواجهة إسرائيل جماعة «حماس» الإرهابية؛ وما حصل عليه من قبل كان كافيا، وأن استهلاك المعونات الأمريكية لا يخلو من فساد. وفى كل الأحوال فإن المعونات لأوكرانيا لا يجب فيها أن تقف في وجه المعونات لإسرائيل ولو أن ذلك هو الآخر يضغط على إشكالية إضافية وهى أن الجمهور الديمقراطى قد بات منقسما هو الآخر ما بين التقدميين الذين يرون إسرائيل قد خرجت على التقاليد «الديمقراطية الإنسانية»؛ وهؤلاء الذين يرون إسرائيل جزءا من الولايات المتحدة لا يجوز ولا يجب التفريط فيه وهو ما لا يعترض عليه الجمهوريون طالما أنه لن يخل بالدفاع عن حدود الولايات المتحدة ضد الغزو الخارجى.

حلقة الإشكاليات هكذا تكتمل ومن يكسب فيها في النهاية هو ترامب داخليا، والصين وروسيا خارجيا؛ الأول لأن كل أشكال الشلل في السياسة الخارجية الأمريكية هو لصالح الفارس الجمهورى الذي تزداد شعبيته مع كل حجم قضائى ضده؛ والثانى لأن موسكو وبكين تكسبان مع كل خسارة أمريكية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشكاليات زيلينسكي في واشنطن إشكاليات زيلينسكي في واشنطن



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib