أسير العصر والصورة
وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية
أخر الأخبار

أسير العصر والصورة

المغرب اليوم -

أسير العصر والصورة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

قد يتصور الإنسان أنه أكثر سعادة فى القرن الحادى والعشرين، وأن الذين عاشوا فى قرون سابقة كانوا أقل منه سعادة فى الحياة.

ولكن السؤال هو دائمًا عما يسعد به الإنسان فى حياته، وعما إذا كانت السعادة نسبية وتختلف من حيث معناها من شخص إلى آخر، أم أنها مطلقة بمعنى أن ما يجد فيه إنسان هذا العصر سعادته هو نفسه ما كان يجده إنسان العصر الذى سبق؟.

إن كثيرين ممن يعيشون بيننا عاشوا سنوات من حياتهم فى الريف، ولم يكن الريف وقتها يعرف الكهرباء، وكان يخلو بالتالى من أى جهاز يعمل بالكهرباء، وكان الجهاز الوحيد هناك هو الراديو لأنه كان يعمل بالبطاريات، ولم يكن فى حاجة إلى كهرباء لينطق بها أو يذيع ما كان يذيعه على جمهوره الواسع.

كان الراديو هو أداة الاتصال الوحيدة التى تربط إنسان ذلك العصر بزمانه، وكان يجد فيه كل ما يحتاجه مما يفيده ويسليه، ولم يكن يشعر بشىء ينقصه.. بل ربما حدث العكس هذه الأيام، وربما أحس جمهور الراديو أنه يفتقده، وأنه يتمنى لو عاد يسمعه، وأن كل منجزات عصره فى القرن الحادى والعشرين لم تعوضه عن متعة الإنصات إلى ما كانت الإذاعة توزعه على الجمهور.

كان جمهور الراديو يحفظ أسماء المذيعين والمذيعات لأن أسماءهم كانت تتردد بين البرامج، وكان يحفظ أصواتهم لا أسماءهم وحدها، وكان يرسم لهم صورًا فى خياله، وكانت الصورة الخيالية للمذيعة أو المذيع تتشكل على أساس الصوت والاسم لا على أى أساس آخر.

وربما لهذا السبب رفض كثيرون من مذيعى ومذيعات الراديو الظهور فى التليفزيون عندما غطى على الراديو، وعندما سحب جزءًا كبيرًا من جمهوره، وكان سبب الرفض أن المذيعة ذات الصوت الجميل المميز النبرات قد لا تكون على المستوى نفسه فى معالم الشكل، ولذلك، فإن ظهورها سوف يجرح صورتها المرسومة لدى جمهورها الذى أحبها لصوتها، والذى رسم لها صورة ذات ملامح محددة بناءً على نبرة الصوت، وحلاوته، وتميزه بين الأصوات.

يقارن جمهور الراديو بينه وبين التليفزيون، فيكتشف أن الإذاعة تكسب، وأنها كانت أكثر متعة فيما تقدمه، وأن الصورة التى تميز التليفزيون عنها قد سلبت خيال المستمع، وجعلته أسير الصورة على الشاشة، ولا أدَلَّ على ذلك إلا أنك إذا خيرت أحدًا من «السميعة» الحقيقيين بين أن يسمع أم كلثوم فى الراديو، أو يشاهدها على شاشة التليفزيون، فسوف يفضل الاختيار الأول، وسوف لا يجد فى صورة سيدة الغناء على الشاشة ما يمتعه فى شىء.

وليس مثال أم كلثوم إلا واحدًا من أمثلة كثيرة، وكلها تقول إن الإنسان الذى قد يتصور سعادته فى هذا العصر، إنما يستيقظ فى أحيان كثيرة على أن ما يتصوره ليس هو الحقيقة، وأن المتعة فى الغناء مثلًا هى الصوت لا الصورة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسير العصر والصورة أسير العصر والصورة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib