النائحة المستأجرة على الأرض والقضية
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

النائحة المستأجرة على الأرض والقضية!

المغرب اليوم -

النائحة المستأجرة على الأرض والقضية

بقلم: سليمان جودة

كل ما في الحروب سيئ، ولكن أسوأ ما فيها أن يقاتل على جبهتها رجال ليسوا طرفاً أصيلاً في القضية التي يدور حولها القتال!
وهذا هو ما بدأت الحرب في أوكرانيا تتجه إليه، وكانت البداية عندما قرر كل طرف من طرفيها الاستعانة بعناصر ليست روسية على الجانب الروسي، ولا هي أوكرانية على خط القتال الأوكراني، ولكنها عناصر جاءت من كل أرض إلا أن تكون هذه الأرض أرضاً روسية أو تكون أرضاً أوكرانية!
ولم يجد سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، أي حرج في أن يقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطاه الإذن بنقل عدد من العناصر الأجنبية إلى خط القتال في أوكرانيا، وإن هذه العناصر قادمة من الشرق الأوسط، وإن كل عنصر فيهم تقدم بطلب للالتحاق بالعمليات العسكرية، وإنهم - على حد تعبيره - متطوعون بادروا بإبداء الرغبة في التطوع فاستجابت لهم موسكو.
ولسنا في حاجة إلى بذل جهد كبير لندرك أنها عناصر قادمة من الأراضي السورية بشكل أساسي؛ لأن روسيا موجودة هناك من أيام ما يسمى «الربيع العربي»، ولأنها كانت تقاتل بهم وتستخدمهم في مساندة الحكومة السورية في دمشق، ولأن هذه العناصر تقاتل في كل الأحوال بالأجر، ولا فرق عندها بين أن يكون القتال على الجبهة السورية، وبين أن يتحرك شرقاً ليكون على الجبهة الروسية.
ومن المفارقات في هذه المسألة أن الحروف التي تتشكل منها كلمة روسيا، هي ذاتها التي تتكون منها كلمة سوريا، وكل ما تحتاجه حروف الكلمتين هو نوع من إعادة ترتيبها هنا مرة، وهناك مرة أخرى، وهذا تقريباً ما يحدث مع العناصر المقاتلة التي يعاد توجيهها من جبهة سورية قاتلت عليها إلى جبهة روسية ستقاتل عليها!
وقد نقلت وكالات الأنباء صورة للرئيس بوتين وهو يوقع ما يشبه الأمر العسكري بنقل عدد 16 ألفاً من عناصر الميليشيات والمرتزقة إلى جبهة القتال. وهذا العدد يشكل فرقة عسكرية كاملة، إذا تحدثنا بلغة العسكريين الذين يعرفون أن التشكيلات العسكرية المقاتلة تبدأ في السَّرِية ومن بعدها الفوج، ثم تمر بالكتيبة، ومن بعدها اللواء الذي يضم عدداً من الكتائب، وصولاً من بعد ذلك إلى الفرقة التي تجمع عدداً من الألوية.
وعندما يلجأ الروس إلى استخدام فرقة أجنبية كاملة العدد في عملياتهم العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية، فهذا معناه أنهم يؤخرون قواتهم ويقدمون هؤلاء الذين يحاربون بأجر، والذين يجيئون إلى مواقعهم الجديدة ومعهم خبرة وتجربة قتالية اكتسبوها في الأراضي السورية.
وكان الأوكرانيون قد سبقوا بالإعلان عن تشكيل ما يسمى «الفيلق الأجنبي»، وقالوا إنه يتشكل من متطوعين جاءوا من كل أرض، وليس من الشرق الأوسط وحده، ولا من سوريا بمفردها، وأن عدد أفراد الفيلق يصل إلى 16 ألفاً من المتطوعين. ولا نعرف كيف يتساوى العدد هكذا على الجبهتين المتقاتلتين، ولكن ما نعرفه أنهما جبهتان دخلتا فيما يشبه السباق، وأن السباق هو في القدرة على تجميع أكبر عدد ممكن من الميليشيات والمرتزقة على إحداهما، ومن المتطوعين على الثانية، وأنه لا مشكلة لدى أي منهما في أن يقاتل السوري سورياً آخر على الجبهة المقابلة، كما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقرير أخير لها!
والراجح أن هؤلاء الذين يتشكل منهم الفيلق الأجنبي في أوكرانيا، ليسوا من المرتزقة ولا هم من الميليشيات في الغالبية منهم؛ لأن أوكرانيا ليست موجودة في سوريا ولا في الشرق الأوسط لتأتي بهم، ولأن حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي ليست على قدر من الثراء يجعلها قادرة على الوفاء بأجورهم العالية، ثم تكاليفهم الأعلى عندما ينضمون إلى الصفوف المقاتلة على جبهتها. ولكن هذا لا يمنع أن يكون بينهم مأجورون يحاربون على الجبهة التي تدفع، ويقاتلون في الصف الذي يتكفل الأجر ومصاريف المعيشة!
ومما نشرته «الشرق الأوسط» مثلاً من خلال مراسلها هناك، فداء عيتاني، على لسان متطوع بريطاني وآخر أذربيجاني، يتبين أن النسبة الغالبة من المتطوعين للقتال في الفيلق الأجنبي هُم من المتطوعين الذين جاءوا عن إيمان بشيئين اثنين؛ الأول أن أوكرانيا هي الطرف الأضعف في الحرب الدائرة، والشيء الثاني الذي يؤمنون به هو أنها صاحبة قضية عادلة تدافع عنها، وتدعو العالم الحر إلى أن يقف معها دفاعاً عن عدالة قضيتها.
وبصرف النظر عن مدى صحة ما يعتقده المتطوعون معها في هذا الشأن، فإن هذا هو إيمانهم، وهذا هو اعتقادهم، وهذا هو يقينهم الذي يتحركون على أساسه. وليس أقرب إلى حال كل مقاتل بالأجر على الجبهتين، إلا حال النائحة التي تكلم عنها العرب قديماً فقالوا: إن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة.
أما النائحة الثكلى فهي المرأة التي فقدت عزيزاً عليها، والتي تظل تبكيه وتذرف الدمع عليه عن صدق في الألم وعن معاناة في الوجع، وأما النائحة المستأجرة فهي المرأة التي يأتون بها لتبكي فقيداً لا تعرفه، ولم يحدث أن رأته في حياتها، ولا يكون مطلوباً منها سوى أن تظل تصرخ عليه وتلطم خديها وتعدد محاسنه، وهي تفعل ذلك بكل حيلة ممكنة، وتتقاضى أجرها في آخر النهار، وتنصرف!
وربما تكون الخنساء في تاريخنا العربي هي أشهر نائحة ثكلى، وهي أصدق النائحات من هذه النوعية من النساء، فلقد بكت أخاها صخراً بما لم يحدث أن بكت به امرأة سواها أخاها، وقد عاشت من بعده تردد بيتها الشهير: فلا والله لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويُشَق رمسي!
والشيء المؤكد أنه ليس بين العناصر التي ستقاتل على الجبهة الروسية عنصر من نوع الخنساء في زمانها، ولا كذلك على الجبهة الأوكرانية إلا في أقل القليل ممن آلمهم أن تهجم روسيا على أوكرانيا هذه الهجمة، وليس بين الجيشين من عوامل القوة على أي مستوى ما يجعل القتال بينهما قتالاً بين قوتين متكافئتين.
وكما تغيب المشاعر الصادقة عن النائحة المستأجرة، فنراها تبكي من تبكيه من وراء قلبها، فإن الشيء نفسه يغيب عن المرتزق الذي نراه يدافع عن أرض ليست أرضه، ولا هو يؤمن بقضيتها، ولا بعدالتها، أو نراه يشارك في معركة ليست معركته، ولا هو على يقين في جدواها!
وليس أسوأ من أن يجري امتهان الأرض والقضية في الحرب على أوكرانيا على هذه الصورة السافرة، فيقاتل من أجل الأرض من لا ينتمي إليها، ويدافع عن القضية من لا يعتقد فيها ولا يراها عادلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النائحة المستأجرة على الأرض والقضية النائحة المستأجرة على الأرض والقضية



GMT 10:39 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 06:56 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

حل اللغز ورفض الاعتذار

GMT 06:54 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن

GMT 06:53 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

ما بعد أوكرانيا... هل من ستار حديدي جديد؟

GMT 06:51 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

المخاوف من انفلات نووي

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib