«أطلال فوزى» و«أطلال السنباطى»

«أطلال فوزى» و«أطلال السنباطى»

المغرب اليوم -

«أطلال فوزى» و«أطلال السنباطى»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

ارتبطت قصيدة إبراهيم ناجى (الأطلال) بصوت أم كلثوم وموسيقى رياض السنباطى، بل صارت هى العنوان الأثير للثلاثة الشاعر والمطربة والموسيقار، كما أنها طبقًا لتقدير منظمة اليونسكو قصيدة (القرن العشرين).

على (النت) تم العثور على لحن القصيدة برؤية موسيقية لمحمد فوزى وصوت نجاة، لم تكن المرة الأولى التى أستمع فيها لهذا اللحن، تذكرت أن إذاعة البرنامج العام كانت تقدم برنامجًا اسمه (ألحان زمان)، إعداد المؤرخ الموسيقى محمود كامل، وتقديم الإذاعية هالة الحديدى، واستمعت قبل 30 عامًا لهذا اللحن المجهول.

قانون الملكية الفكرية يمنع تلحين كلمات سبق تلحينها واعتمادها من قبل، ولحن محمد فوزى أسبق، ولو كان قد أقام دعوى قضائية لتمت مصادرة لحن السنباطى مباشرة، محمد فوزى كان رئيسًا لجمعية المؤلفين والملحنين المنوط بها حل المنازعات القانونية المماثلة، وهو من المؤكد يعلم جيدًا أن القانون لصالحه، وقصيدة السنباطى غنتها أم كلثوم قبل رحيل فوزى بنحو ستة أشهر، أتصور أن نبل محمد فوزى وصداقته لأم كلثوم واعتزازه برياض السنباطى هو الذى دفعه إلى الصمت، حتى تولد القصيدة من جديد بصوت أم كلثوم.

السنباطى و(الست) لهما سجل حافل فى إعادة تقديم قصائد، بل أشعار بالعامية سبق تقديمها، مثل قصيدة أبى فراس الحمدانى الشهيرة (أراك عَصِىَّ الدمع)، لحنها لأم كلثوم كل من عبده الحامولى وزكريا أحمد، ثم السنباطى، وهو اللحن الشهير الذى تم تداوله عام 1965، (القلب يعشق كل جميل)، اللحن الشهير لرياض السنباطى بكلمات بيرم التونسى، ويوجد لحن آخر للشيخ زكريا أحمد.

لديكم لحن (سمراء يا حلم الطفولة) شعر الأمير عبدالله الفيصل، بصوت عبدالحليم، وتلحين كمال الطويل، لها لحن أسبق بعدة أشهر لحسين جنيد، بصوت كارم محمود، وبمجرد تداول لحن كمال الطويل اختفى لحن حسين جنيد.

القانون يمنع، ولكن هناك اختراقات متعددة عبر التاريخ، وهناك ألحان ظلت حبيسة الأدراج بسبب عدم جواز تداولها، مثل قصيدة كامل الشناوى (لست أشكو منك/ ففى الشكوى انحناء)، لحنها بليغ حمدى لتقدمها أم كلثوم، ثم تعثر المشروع، ورحلت أم كلثوم، ولحنها محرم فؤاد وغناها بصوته وماتت القصيدة فور تداولها، وقبل رحيل بليغ عام 93، منح القصيدة للمطربة المغربية نعيمة سميح، اللحن رائع، إلا أنه لم يحقق أى شهرة، فعندما يلحن بليغ لأم كلثوم من الصعب أن تتقبل اللحن بأى صوت آخر.

عندما استمعت إلى لحن فوزى وجدته يلحن الكلمات بإحساس تعبيرى راقٍ، إلا أنه لا يلحن وفى ذهنه صوت نجاة، على عكس السنباطى الذى كان يرى أم كلثوم أمامه فى كل نغمة، وهكذا وصل إلى الذروة. مؤكد أراد السنباطى أن يصل إلى الذروة، كانت لديه خطة لأن تصبح قصيدة الوداع، بعدها هو وأم كلثوم يعتزلان الغناء، إلا أن أم كلثوم رفضت مغادرة الساحة حتى الرمق الأخير.

الأغنية فى النهاية نتاج تفاعل بين عناصر رئيسية ثلاثة ملحن ومؤلف وصوت، المعادلة حتى تنجح لا تعنى بالضرورة أعظم صوت مع أعظم لحن مع أعظم كلمات، ولكن التفاعل بين العناصر الثلاثة هو الطريق للنجاح، لو تخيلت مثلًا أن أغنية مها صبرى (ما تزوقينى يا ماما) كلمات عبدالرحمن الخميسى وتلحين بليغ حمدى أُسند غناؤها إلى أم كلثوم فلن يشعر بها أحد.

حالة (الأطلال) كما كتبها إبراهيم ناجى ولحنها السنباطى وصلت إلى الذروة بصوت أم كلثوم، ولا مجال لعقد مقارنات بين فوزى والسنباطى، نقطة ومن أول السطر!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أطلال فوزى» و«أطلال السنباطى» «أطلال فوزى» و«أطلال السنباطى»



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib