بقلم - طارق الشناوي
فى اللحظات الأخيرة تم استبعاد المطرب أحمد سالم الشهير بـ(النقاش)، من غناء فقرة مع أصالة بعد أن أجرت معه العديد من البروفات، شاهد الناس على العالم الافتراضى، بعض أجزاء من تلك (البروفات).
سالم هو إحدى النتائج الإيجابية، على ندرتها، لـ(سوشيال ميديا)، عندما شاهدناه على أحد التطبيقات، يمارس عمله فى طلاء الجدران ويغنى العديد من الدرر القديمة، أصبح بعدها حديث الناس، لا يمكن أن نحيل الأمر على مجرد التعاطف مع إنسان مكافح، وإن كنت لا أنكر قطعا أن الانحياز المسبق يلعب دورا إيجابيا فى توفر القبول، إلا أن الأهم هناك شىء فى أداء سالم وجد طريقه لقلوب الناس، شاهدته فى أكثر من برنامج يغنى مع واحد من مشاهير الغناء، متمتعا بقدر لا ينكر من الحضور.
قد يراه البعض مجرد (إيفيه)، له عمر افتراضى وينتهى، ولو سألتنى أقول لك هناك تفاصيل فى النجاح عصية على التحليل العلمى، المؤكد أن استمرار النجاح يتكئ فى جزء أساسى منه إلى قدرة الموهوب على هضم تفاصيل الزمن والتخطيط للقادم، أنا مؤمن بتلك المقولة (إن الآلهة تُنعم علينا بمطلع القصيدة، وعلينا نحن استكمال أبياتها)، أى أن الموهبة وحدها لا تكفى، إلا فقط مع الطلة الأولى.
اقرأ المزيد ..
كان سالم، حتى صباح يوم الحفل، يحلم بتلك اللحظة، التى يشارك فيها بغناء فقرة مع أصالة، ثم فتح عليه أحد كبار الملحنين من أعضاء اللجنة العليا للمهرجان زخات متلاحقة من النيران، ملوحًا بورقة الوقار، وأن هذا لا يليق بدار الأوبرا ولا بالمهرجان العريق.
الكلمات التى ترددت على لسان الملحن بها قدر كبير من التعالى والاستهزاء، اضطر سالم أن يكتب اعتذارا على صفحته يؤكد فيه أنه لن يغنى لنقص فى الأوراق، والحقيقة أن صاحب الصوت الحنجورى تمكن من استبعاده.
هل من يغنى على دار الأوبرا يحتاج لاستكمال أوراق؟، فى حفل أصالة صعدت على خشبة المسرح فتاة لا تتجاوز الخامسة عشرة، كانت تبكى وهى تحتضن أصالة، التى شاركتها أيضا البكاء، سألتها هل تغنى معى قالت نعم، ثم غلبها خجلها ولم تغن، لو فعلتها وغنت ينال ذلك من هيبة المهرجان.
فى حفل محمد منير الأخير كان الجمهور فى الصالة صوته أعلى من منير مرددا أغانيه، ولم يستكمل أى منهم أوراقه للغناء فى دار الأوبرا.
اتهم الملحن الكبير أصالة بالبحث، وبأى ثمن، عن (التريند)، لماذا نتشكك فى ضمائر الناس لمجرد أننا نختلف معهم؟.
عندما يتم اختيار فنان لحفل الختام، هذا يعنى أنه (تريند) ولا يحتاج لأى عوامل مساعدة.
يقينا سوف يشارك سالم فى حفلات أخرى قادمة، وستظل الكرة فى ملعب الجمهور إما أن يقول له أعد، أو نكتفى بهذا القدر، الفرقعة اللحظية مثل (عود الكبريت) تشتعل مرة واحدة.
تلقيت على صفحتى عشرات من كلمات التأييد تشير إلى أن عددا من مشاهير المطربين والملحنين والشعراء مارسوا مهنًا مختلفة قبل احترافهم، حداد ومكوجى ونجار وماسح أحذية وجزار وغيرها، وهى، كما ترى، مهن محترمة.
إلا أن هناك بعض مطربى الأوبرا المتخصصين فى الغناء الشرقى سألونى عن فرصتهم؟، المؤكد أن مقابل كل مطرب يغنى على المسرح هناك عشرة ينتظرون، وتظل قضية شائكة، والحل أن تقام حفلات مماثلة ودائمة. صاحب الموهبة عندما تتاح له الفرصة سيرشق فورا فى قلوب الناس سواء كان أستاذا أكاديميا أو (نقاشا) (يهمنى الإنسان ولو مالوش عنوان)!!.