من يمتلك العصمة في الاستوديو

من يمتلك العصمة في الاستوديو؟

المغرب اليوم -

من يمتلك العصمة في الاستوديو

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أحياناً من فرط تكرار الخطأ يتحول مع الزمن إلى قاعدة، ويصبح هو عين الصواب، أغلب النجوم، إن لم يكن كلهم، يشاركون في اختيار فريق العمل، سواء في الأفلام أو المسلسلات، وكثيراً ما قرأنا على مواقع التواصل الاجتماعي نداء أحد الممثلين، الذين غادرهم الوهج، وصاروا خارج الخريطة الفنية، فيستجير بهذا النجم أو تلك النجمة، ليجد لنفسه مساحة في فيلم أو مسلسل، وغالباً ما نقرأ بعدها عبارات الشكر والخضوع للنجم الذي صارت كل الخيوط في يده.

وهكذا يتكرر دائماً هذا التصريح على لسان عشرات من الفنانين، يبدأون وصلة الثناء للنجم الذي لم يكتفِ بترشيحهم، ولكن كان أيضاً مسؤولاً عن توجيههم أمام الكاميرا.

أغلب المخرجين لا حول لهم ولا قوة، لأنهم يدركون أن النجم من الممكن أن يمارس سطوته عليهم، وفي اللحظات الأخيرة يطالب أيضاً باستبدالهم!

قطعاً هناك استثناءات، وإليكم هذه الحكاية، في عام 1971 ذهبت سعاد حسني إلى الكافتيريا التي كان يجلس فيها دائماً محمود مرسي، كانت سعاد تبكي بسبب المخرج سعيد مرزوق، الذي نهرها أمام كل العاملين في الاستوديو، أثناء تصوير فيلم «الخوف»، ولم تجد سعاد مفراً سوى أن تغادر الاستوديو... بمجرد أن شاهدها محمود مرسي وهي تبكي، هدأ من روعها وكان محمود صديقاً أيضاً للمخرج سعيد مرزوق، حيث كان قد لعب بطولة فيلمه السابق «زوجتي والكلب» مع كل من سعاد حسني ونور الشريف، طلب محمود من سعاد أن تروي له بالضبط تفاصيل ما حدث، قالت له إنها أثناء تصوير إحدى اللقطات في الفيلم اقترحت عليه أمام فريق العمل أن يأخذ اللقطة «قريبة» بدلاً من أن تقدم في لقطة عامة ثابتة، كانت سعاد ترى بحكم خبرتها السابقة مع عدد من كبار المخرجين أن الأوفق فنياً أن تؤخذ اللقطة على هذا النحو، بمجرد أن قالت له ذلك انفعل سعيد أمام الجميع قائلاً: «طيب ما تخرجي أنت الفيلم يا سعاد، وأضاف أنت هنا ممثلة وبس».

وغادرت سعاد الاستوديو، وبعد أن روت تلك الواقعة لمحمود مرسي انتظرت كيف يأخذ بحقها، فوجئت به يقول لها: «نعم يا سعاد، سعيد عنده حق، لو لديك وجهة نظر في حركة الكاميرا أخرجي أنت الفيلم».

ولقنها محمود درساً، وهو أن المخرج هو صانع العمل الفني، وهو الذي يتحمل المسئولية، والممثل مهما كان له اسم في شباك التذاكر، وقدرة على الجذب الجماهيري وتسويق الفيلم إنتاجياً خارج الحدود، عليه أن يظل ملتزماً بأنه فقط ممثل.

ربما لا يعلم القراء أن سعيد مرزوق لم يبدأ مشواره السينمائي إلا بعد أن تحمست له سعاد حسني، ووافقت على بطولة أول أفلامه «زوجتي والكلب» عام 1970 ثم «الخوف»، بعدها بعام، ولولا أن سعاد كانت وقتها النجمة الأولى في السينما المصرية، ما كان من الممكن أن يتحمس أحد للدفع بسعيد مرزوق مخرجاً جديداً، كل هذا لم يكن يعني أن يتحول سعيد إلى تابع يلبي طلبات النجمة، ولأن سعيد مرزوق بالفعل مخرج موهوب، فإنه بعد فيلم «الخوف» توقف اللقاء الفني بينه وبين سعاد، إلا أنه قدم للسينما العربية بعدها، عدداً من أهم وأنجح الأفلام أذكر منها «أريد حلاً» لفاتن حمامة و«المذنبون» لسهير رمزي وعماد حمدي، و«المرأة والساطور» لنبيلة عبيد، وغيرها.

حكاية مشابهة كان طرفاها هذه المرة المخرج حسين كمال وسيدة الشاشة فاتن حمامة، أثناء تصوير فيلم «إمبراطورية ميم» 1972، كانت فاتن قد تعودت حضور المونتاج مع المخرجين الكبار التي تتعامل معهم مثل هنري بركات، فوجئ حسين كمال، وهو في غرفة «المونتاج» بفاتن حمامة تلقي عليه تحية الصباح، فأوقف على الفور العمل، وسأل فاتن تشربي حضرتك شاي ولا قهوة؟ ردت فاتن: «أنا هنا لمتابعة الفيلم»، قال لها حسين: «ستشاهدين الفيلم مع الجمهور ليلة الافتتاح»، وغادرت فاتن الغرفة، ولم تشارك بعدها في أي فيلم من إخراج حسين كمال، إلا أنه لم يندم على هذا الموقف.

شهدت الحياة الفنية مع الأسف الكثير من التنازلات بعد أن تنازل طواعية عن العصمة العديد من المخرجين، وانتقلت إلى يد النجوم والنجمات!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يمتلك العصمة في الاستوديو من يمتلك العصمة في الاستوديو



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 16:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
المغرب اليوم - مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز

GMT 02:12 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

أجمل المعالم السياحية في جزيرة كريت اليونانية

GMT 16:08 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

بني ملال تبحث تدبير ما بعد فترة "الحجر الصحي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib