حلمى بكر والمشهد الأخير

حلمى بكر والمشهد الأخير!!

المغرب اليوم -

حلمى بكر والمشهد الأخير

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لا أريد أن يصبح هذا هو المشهد الأخير للموسيقار الكبير حلمى بكر، ورثة يتصارعون، وزوجة يحاولون إلصاق بها تهمة الإهمال فى حق زوجها، وابنة لم يتجاوز عمرها ثمانى سنوات، لا تدرك شيئا سوى أنها لن ترى أباها بعد الآن.

عاش حلمى سنواته الأخيرة مشاعر الأبوة للمرة الثانية بعد 40 عاما من إنجاب ابنه البكر هشام، الذى كان يعيش خارج الحدود، ويقول حلمى إنه تعمد أن يطلق على ابنته اسم ريهام على نفس الإيقاع الموسيقى لهشام.

كتبت المطربة الكبيرة نادية مصطفى على صفحتها الشخصية بعد دقائق من رحيل حلمى، ما يفيد أنها تريد النيل من زوجته، وتوجهت بالعزاء للجميع ما عدا الزوجة، وهو الموقف الذى تورطت فيه النقابة قبل أشهر قليلة، عندما هاجم النقيب مصطفى كامل زوجة حلمى، وعلى الفور ومثل أى رجل شرقى وجه حلمى الكلمات الغاضبة ضد النقيب، وتحولت النقابة إلى عدو شرس يريد النيل من أمن العائلة.

حلمى دائما يعيش فى ذروة الانفعال، عندما يمسك العود ليلحن يتدخل عقله الواعى ليضبط الأوتار، بينما عندما يتكلم فهو لا يمنح العقل أى مساحة لضبط أوتار انفعالاته، وتعودنا على التسامح معه.

المطلوب الآن أن يحدث توافق بين جميع الأطراف، وتتوقف الضربات العشوائية التى وصلت للذروة حتى قبل أن يوارى جسد حلمى بكر التراب، لا أتصور أبدًا أنه صراع على الميراث، فلم يترك حلمى شيئا يذكر، ولم يكن فى السنوات العشرين الأخيرة يتعاون فنيا مع هذا الجيل من المطربين، ولا يتقاضى شيئا، من شركات الكاسيت، وأداؤه العلنى من جمعية المؤلفين والملحنين متواضع، وكل ما كان يدخل جيبه عبارة عن مقابل لبرامج شارك فيها، ولم يكن حلمى يدقق كثيرًا فى الأجر، فهو لا يمتلك القدرة على المساومة، ويكتفى ببضعة آلاف قليلة لينفق على التزاماته اليومية.

حلمى مبدع كبير، وألحانه لنجاة مثل (فاكرة) ووردة (على عينى) ومحمد رشدى فى رائعتيه (عرباوى) و(حسن المغنواتى) وأصالة (قصيدة أغضب)، سميرة سعيد (أنا ولا إنت) وعزيزة جلال (أنا روحى فيك)، وأوبريت (الحلم العربى) مشاركا صلاح الشرنوبى وحميد الشاعرى التلحين وغيرها.

طاقة حلمى توجهت للمسرح الغنائى وتحديدا مع فؤاد المهندس، حيث كان حلمى متزوجًا بعد طلاقه من سهير رمزى، من شاهيناز شقيقة شويكار، ومن أشهر المسرحيات التى وضع ألحانها (سيدتى الجميلة).لحق حلمى بزمن أم كلثوم وعبدالحليم واتفقت معه (الست) على أغنية كتبها عبدالوهاب محمد، وفى اللقاء الأول عبر التليفون اعتقد حلمى أن هناك من تنتحل شخصية أم كلثوم وبدأ فى توجيه السباب لها، نهرته كلثوم قائلة: (يا ريت تكون ألحانك غير أخلاقك) واعتذر لها، ولكنها رحلت قبل تسجيل الأغنية، ومع عبدالحليم اتفق على غناء (فى قلبى جرح) ضمن أحداث فيلمه (لا) إخراج أحمد راشدى، ورحل عبدالحليم قبل التصوير، وأسند حلمى الأغنية إلى عماد عبدالحليم.

منح حلمى بكر القسط الأكبر من طاقته، للفوازير، وقدم مئات الألحان، يوما سألت الموسيقار الكبير كمال الطويل، حلمى بكر ملحن موهوب إلا أن ألحانه الفردية الناجحة قليلة بالقياس لك أنت والموجى وبليغ؟ قال لى بدد حلمى جزءا كبيرا من طاقته فى الفوازير، فلم يتبق لديه الكثير ليقدمه فى الأغنيات الفردية.

تصالحت مع حلمى الكثير من المطربات رغم أنهن كن من ضحايا كلماته، مثل أصالة ونانسى عجرم، بينما لطيفة ذهبت إليه فى المستشفى قبل أشهر لتعلن على الملأ أن قلبها لا يحمل لحلمى سوى الحب.

أتمنى أن تتوقف كل التراشقات، التى يتردد صداها الآن بين الورثة، وأن تلعب نقابة الموسيقيين دورها الحقيقى فى إطفاء الحرائق بدلا من سكب البنزين!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلمى بكر والمشهد الأخير حلمى بكر والمشهد الأخير



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
المغرب اليوم - مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز

GMT 02:12 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

أجمل المعالم السياحية في جزيرة كريت اليونانية

GMT 16:08 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

بني ملال تبحث تدبير ما بعد فترة "الحجر الصحي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib