ناصر و«الست»

ناصر و«الست»

المغرب اليوم -

ناصر و«الست»

طارق الشناوي
بقلم :طارق الشناوي

 كثيرا ما أسهبنا فى عشرات المواقف التى تدل على التقدير الشخصى من الرئيس جمال عبد الناصر لأم كلثوم، منذ أن كانت هى الصوت الذى آنس وحدة الفرقة العسكرية التى كان يقودها القائم مقام (اللواء) الفهد الأسمر سيد محمود طه، وكان جمال عبد الناصر برتبة يوزباشى (نقيب) ضمن حصار (الفالوجا) أثناء حرب 48، عندما تواصلت القيادة العسكرية مع المحاصرين، تسألهم ماذا يريدون، طلبوا أن تغنى أم كلثوم فى حفلها (غلبت أصالح فى روحى)، وغيرت أم كلثوم الاتفاق مع الفرقة الموسيقية وأهدت لهم أيضا رائعتها (أنا فى انتظارك)، وبعد عودتهم كانت فعلا فى (انتظارهم) واستقبلتهم فى الفيلا بالزمالك.

وصلنا للثورة عندما سخر عبد الناصر من الضابط الذى كان مسؤولا عن الإذاعة فى أعقاب 23 يوليو52، بعد أن منع أغانى أم كلثوم وعبد الوهاب بحجة أنهما غنيا للملك، ولا يجوز لمن عايش العهد الملكى أن يغنى بعد الثورة، قال له عبد الناصر ساخرا: (إذن ألغ كمان النيل والهرم لأنهما تواجدا فى زمن الملك).

عبد الناصر كان سميعا (للست) وكثيرا ما كان يذهب إلى حفلها مع أحد من ضيوفه كنوع من الحفاوة بالضيف وأيضا للاستمتاع الشخصى، ولا حظت شيئين أولا أن عبد الناصر لم يصطحب ولا مرة زوجته السيدة تحية، هذا يدل على شخصية متحفظة اجتماعيا، الملحوظة العابرة الأخرى أن فى أغلب المرات التى تواجد فيها عبد الناصر غنت أم كلثوم (أروح لمين) من تلحين رياض السنباطى وتأليف الضابط عبد المنعم السباعى، وستكتشف أنها تحتل المكانة رقم واحد فى عدد التسجيلات الإذاعية، السباعى كان يشغل موقع رئيس (أركان الإذاعة) هو توصيف وظيفى عسكرى.

السباعى والد المخرج مدحت السباعى، كما قال لى كتب (أروح لمين) كشكوى لعبد الناصر، عندما استبعده استجابة لوشاية كيدية عن مكتب (ناصر) الصحفى، طبعا هى أغنية عاطفية فى بنائها المباشر إلا أنه كان يقصد عبد الناصر (أروح لمين/ وأقول يا مين/ ينصفنى منك/ ما هو أنت فرحى/ وإنت جرحى/ وكله منك).

حياة السباعى كشاعر مليئة بالمفارقات، ودائما يقصد فى أغانيه معنى آخر، وهكذا كتب أغنية عبد المطلب الشهيرة (بياع الهوى راح فين)، هو يقصد (الهوا) بينما لجنة النصوص وافقت عليها على اعتبار أنه يغنى (للهوى) الحب، المقصود هو (الهوا) الحشيش، هكذا يطلق عليه (أولاد البلد)، ولو أعدت استرجاع كلمات الأغنية ستتأكد انه يقصد (الهوا)!!.

عودة لناصر، طبعا هناك كالعادة، مبالغات منتشرة على (النت) لقصص وهمية مثل أن الطبيب حسن الحفناوى زوج أم كلثوم فى مشادة بينهما صفعها، اشتكته لعبد الناصر فوجه له عتابا شديدا وهدده، أراها (فنكوش) من فناكيش (النت).

إلا أن هناك حقائق لا يمكن الشك فيها، موقف أم كلثوم فى دعم القوات المسلحة بعد هزيمة 67، كانت أم كلثوم تتحمل من جيبها الخاص دفع أجور الفرقة الموسيقية حتى تذهب حصيلة الحفل كاملة للجيش، كما أنها بعد رحيل عبد الناصر قررت الاعتزال، وأفضت بتلك الرغبة للأستاذ سامى شرف سكرتير ناصر، فقال لها لو كان ناصر يملك الإجابة لطلب منها مواصلة الغناء. ويبقى موقف قصيدة (عندى خطاب عاجل إليك)، تأليف نزار قبانى وتلحين رياض السنباطى.

بعد أن سجلتها وسط دموعها، وعادت للبيت، طلبت من الإذاعة أن تعتبرها كأنها لم تكن، ومنعتها من التداول!!.

هل أيقنت بحكم إدراكها لطبيعة الأمور، أنها ستصبح فى القائمة السوداء فى زمن السادات، بدلا من أن تستقبله بأغنية كما فعلت مع عبد الناصر حتى قبل أن يصبح رئيسا (أجمل أعيادنا الوطنية بسلامتك يوم المنشية)، يستمع إلى نحيبها لفقدان ناصر؟.

الأمر يستحق إطلالة أخرى؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناصر و«الست» ناصر و«الست»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 10:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024
المغرب اليوم - 3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib