نقطة ومن أول السطر انتهى مهرجان 45 وبدأ 46

نقطة ومن أول السطر.. انتهى مهرجان 45 وبدأ 46!

المغرب اليوم -

نقطة ومن أول السطر انتهى مهرجان 45 وبدأ 46

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

انتهت تلك الدورة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رقم 45، أصبح لزاما على وزارة الثقافة، باعتبارها من الناحية القانونية تقيم المهرجان وليس فقط مشرفة عليه، وهى نقطة محورية، تستحق من وزير الثقافة د. أحمد هنو دراسة متأنية، هل الأجدى ان تظل المسؤولة عن كل التفاصيل، أم تترك ذلك لإدارة مستقلة، وتكتفى بالإشراف فقط، ربما يستغرق الأمر زمنا، ولكن الأهم الآن أن يسارع الوزير على الفور بتسمية رئيس المهرجان، رغم أن كل أحاديث حسين فهمى تشير إلى أنه سيكمل المشوار رئيسًا، ولا اعتراض على جدارة وخبرة حسين ولكن هناك أكثر من ولكن، قبل أن نسترسل، فى (لكن وأخواتها) أتوقف عند النتائج، التى أعلنت قبل ساعات، التى قالت لنا إن السينما المصرية بخير روائيا وتسجيليًا!.

الفيلم التسجيلى الطويل (أبوزعبل 89) لبسام راضى، عنوانه هو مضمونه المباشر زمن 1989.

ثلاثة محاور أمسك بها بسام، الأم والأب والابن، كيف أطل كل منهم على هذا الحدث، عند اعتقال الأب فى ذلك الزمن بسبب موقف سياسى، هل الرواية التى ترددها الأم هى بالضبط ما حدثت، أم الأب يملك فقط الحقيقة، ربما الطفل والذى كان وقتها فى الخامسة كان شاهد عيان على التفاصيل، علميا ذاكرة الطفل تبدأ فى الخامسة، هناك خط مواز اختلاط الحلم والخيال والتمنى، فى بوتقة واحدة لتسفر عن تلك الحالة التى عبر عنها الفيلم، الطفل يتذكر بينما الأب يكاد يجزم أنه كان نائمًا.

المخرج لا يحكى ولكن يقدم لنا رؤية إبداعية، وإذا كان المسرح مرتبطًا بتلك الدقات الثلاث، قبل أن يبدأ العرض، فإن السجين لديه أيضا دقاته، أنها أقدام سجانه التى يسمع وقع خطواتهم فى أذنه ثم شهقة الجندى وبعدها يبدأ العرض داخل الزنزانة.

المخرج ينتقل بإبداع بين الخيوط الثلاثة، ليقدم رؤية مهما بلغت جرأتها السياسية، فإن الأهم بالنسبة لى فإن عين المخرج التى تتحلى بالجرأة الفنية فى اختيار اللقطات والتتابع البصرى والدرامى الذى يتحلى بمذاق جمالى، مفردات اللغة السينمائية فى التعبير بالإضاءة الخافتة، زملاء السجن مثل سيد رجب، منح الفيلم نفسا صادقا، لأنه هنا لا يؤدى دورا بل يستعيد فقط سيد رجب، أكثر من جائزة مستحقة نالها وانتظر لـ(أبوزعبل) جوائز أخرى فى القادم من المهرجانات.

حظى الفيلم الروائى (دخل الربيع يضحك)، بأربع جوائز والذى سبق

أن تناولته نقديًا فى تلك المساحة، فهو ينضح صدقا، وبه مغامرة فنية، نهى عادل قالت وهى تتسلم جائزتها الرابعة، عن الفيلم، لم أكن أجرؤ أن أقدم نفسى للناس باعتبارى مخرجة، فهى صفة كانت تبدو لى قبل الفيلم مبالغًا فيها، الآن فقط أستطيع أن أقول (أنا مخرجة).

سألتنى نهى وأنا أهنئها هل يصمد الفيلم تجاريا؟

جاءت إجابتى الجمهور كما عودناه، فهو يذهب للفيلم أولا لأن هناك نجمًا يعرفه، ويقطع التذكرة من أجله والشريط يفتقد هذا السلاح، المتفرج أيضا يبحث عن (حدوتة) واحدة، والفيلم أربع حكايات ظاهريا منفصلة بينما فى العمق هى حكاية واحدة، لا أستطيع ان أجزم أن الجمهور سيدرك ببساطة ذلك، أراهن أن الدعاية الشفهية ستلعب دورها فى نهاية الأمر، هناك من سيتحمس للفيلم ومن فرط إعجابه سوف يلعب دورا فى الترويج لعمل فنى يتمنى أن يراه الناس، لا أزال أراهن بقوة على الجمهور، إذا كان قطاعا معتبرا منه سوف يشعر فى البداية بقدر من الابتعاد من الدهشة السلبية فإن القسط الأكبر منهم سوف تشده تلك الدهشة بصدقها نعم (لسه فيه أمل)!

(عود على ذى بدء) ماذا عن مهرجان القاهرة عنوان مصر الأول، بداية يجب أن نعترف بخفوت حضور المهرجان وتضاؤل الوهج.

جدول عروض المهرجان والندوات كان ينقصها (الصنايعي) الأسطى، وهى قطعا مهمة رئيسية لمدير المهرجان، القادر على أن يقرأ الأزمة قبل حدوثها، وإذا حدثت يمتلك سلاحا للمواجهة.

لا يقاس المهرجان بالعدد- الأفلام والندوات- ليس مهما كم تمكنت من استقطاب الأفلام وأقمت من ندوات ولكن الكيف، الذى تضاءل كثيرا هذا العام.

عندما يتسلل فيلم مثل المغربى (أنا ماشى أنا)، الذى تمت (دبلجته) للمصرية، وتقام له سجادة حمراء ثم نكتشف أنه سيعرض بعد ساعات فى دور العرض، يصبح السؤال المشروع من الذى خطط لذلك، ولماذا تتحمل سمعة المهرجان هذا القرار العشوائى.

لم أجد أحدا من الإدارة يملك إجابة شافية أو غير شافية.

الكل لا حظ جمود العلاقة بين رئيس المهرجان حسين فهمى ومدير المهرجان عصام زكريا، والتفسير أن عصام يتوارى عن سبق إصرار لا أظنها صحيحة، حضوره لا يعنى حب الأضواء ولكن ضرورة يفرضها المنطق والمنصب، جمود العلاقة، هو الدافع الحقيقى وراء الانزواء، ولم يتمكن كلاهما من العبور للآخر.

كما يشكو مدير المهرجان من قرارات مباشرة يصدرها رئيس المهرجان بدون مناقشة مع أحد، فإن قسطًا وافرًا من رؤساء المسابقات المختلفة الذين اختارهم مدير المهرجان، لديهم ملاحظات سلبية على تعامل مدير المهرجان معهم وفرض آراء بدون مناقشة، كما أنه وزع فى فعاليات المهرجان جوائز لعدد من المبدعين والإعلاميين الشباب بدون الإعلان عن لجنة تحكيم ولا حيثيات الجائزة.

حسين فهمى واجهة مضيئة ونجم عابر للأجيال، عليه أن يتحلى بقدر من المرونة فى تحمل النقد، وأيضا مراجعة تصريحاته، ليس كل من ينتقد يريد أن ينال من حسين أو يضرب مهرجان الوطن فى مقتل.

ملحوظة أخرى حتى لا يضيف أحد شيئا خارج النص، عصام زكريا من أفضل النقاد السينمائيين على المستويين مصريا وعربيا، منذ التسعينيات وحتى الآن، إلا أن الإدارة بمفرداتها الفنية والإدارية والنفسية تحتاج إلى مواصفات مختلفة.

ملحوظة أخيرة كاتب هذه السطور ليس فقط لا يرغب، بل لا يصلح للقيام بأى مهمة إدارية، الإدارة الفنية لم تعد فقط تتكئ إلى قدرة على انتقاء الأفضل، مستندة إلى عين خبير، الأهم كيف نعثر على الأفضل وتلك تحتاج إلى اكتشاف معادلات فى أسلوب تعامل شركات الإنتاج العالمية، لها ( شفرة) خاصة، لا تنسى أن المهرجان داخل مصر وفى المحيط العربى يواجه منافسات متعددة ـ أغلب أخطائنا ليس سببها ضآلة الإمكانيات ولكنه سوء التقدير.

لدينا أسماء تصلح للقيادة الفنية، ومن الممكن أن أذكر لكم ست أو سبع تجارب ناجحة وملفتة، وبالمناسبة ثلاث منها فى الفريق الفنى لتلك الدورة، إلا ان الأمر ليس فى اختيار أسماء واستبعاد أخرى، ولكن فى القدرة على إدراك أن الزمن تغير وأيضا قواعد الانتقاء، وتلك هى المهمة التى يجب على الوزير إنجازها فى أسرع وقت (أمس وليس فقط اليوم)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقطة ومن أول السطر انتهى مهرجان 45 وبدأ 46 نقطة ومن أول السطر انتهى مهرجان 45 وبدأ 46



GMT 18:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 18:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 18:09 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 18:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 18:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 17:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 17:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib