هل يعود «كان» مجددًا ليصبح قبلة السينما العربية

هل يعود «كان» مجددًا ليصبح قبلة السينما العربية؟!

المغرب اليوم -

هل يعود «كان» مجددًا ليصبح قبلة السينما العربية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

من عاصر المهرجان فى مرحلة التسعينيات وحتى عام 2015 - مثل كاتب هذه السطور - سيعتقد وقتها أننا بصدد مهرجان محلى.. مجرد أن تطل على قصر المهرجان أو فى الدائرة المحيطة به ستتأكد أن كل التفاصيل تشير إلى أنه مهرجان عربى.. حتى اللغة ستلمحها كثيرا فى الشارع.

استمر التواجد العربى، والمصرى تحديدًا، يحقق رواجًا استثنائيًا، وجاءت الذروة عام 2011 مع ثورات الربيع العربى، عندما أقام (كان) تظاهرة خاصة، وعرض أفلامًا من مصر وتونس وليبيا وسوريا، وشاهدت أيضا سجادة حمراء أطل خلالها صُناع تلك الأفلام وأشهرهم (18 يوم)، اشترك فيه 10 مخرجين من مصر، كل منهم قدم فيلمًا قصيرًا لا تتجاوز مدته 10 دقائق، يتناول الثورة.

أشرفت على اختيار أفلام تلك التظاهرة الناقدة والباحثة السينمائية د. ماجدة واصف. والغريب أن هذا الفيلم- أقصد (18 يوم)- لم يتم عرضه جماهيريًّا فى مصر، رغم الإعلان الرسمى عنه قبل ثمانى سنوات، بل أحمد حلمى الذى لعب بطولة أحد الأفلام كتب (بوست) على صفحته محفزًا الجمهور للذهاب للسينما، والفيلم عرض بعد (كان) فى أكثر من مهرجان عربى، وشارك فى إخراج مقاطعه يسرى نصرالله وشريف عرفة ومروان حامد وكاملة أبوذكرى وشريف البندارى، وغيرهم.. البطولة أيضا يسرا وعمرو واكد ومنى زكى ومنة شلبى وغيرهم.. ثم لا حس ولا خبر، والرقيب الدكتور خالد عبدالجليل قال لى: الرقابة لم ترفض الفيلم، وليس معنى ذلك أيضا أنها وافقت عليه، بسبب أنه أساسا لم يتقدم أحد حتى كتابة هذه السطور للموافقة على عرضه. والمقصود بتوصيف أحد هو (المنتج)، الذى يتحمل المسؤولية الأدبية والمالية.. ويبدو أن الدماء تفرقت بين الجميع. تفسيرى الشخصى أن الفيلم عرض فى مايو 2011 بعد الثورة بأشهر قلائل، والتصوير غالبًا لم يتجاوز شهر فبراير من نفس العام، أى أن المشاركين فى الفيلم كانوا تحت ضغط الحمية الثورية.. بعد ذلك، قطعا كل منهم صارت له رؤيته، لا يعنى هذا بالضرورة أنهم فقدوا حماسهم للثورة أو تنكّروا أيضا بالضرورة للرسالة التى حملها الفيلم مؤيدًا للثورة، ولكن ما أستطيع أن أجزم به هو أن شيئا ما تغير، على الأقل فى الدرجة، ولهذا فقدَ أغلبهم حماسهم لعرض الفيلم مجددًا.

عودٌ على بدء، لماذا زاد عدد التواجد العربى إلى أرقام متصاعدة فى (كان) هذا العام؟.. الإجابة: الإعلام ومختلف القنوات العربية والمصرية، بما فيها التليفزيون الرسمى، كانت تأتى فى الماضى إلى (كان) للتغطية، وأيضا للحصول على أحاديث ولقاءات خاصة مع النجوم على شاطئ الريفييرا، كما أن شركة (جود نيوز) وصاحبها الصحفى والإعلامى الكبير عماد أديب كان يحرص على عرض أفلام الشركة على هامش المهرجان، ويؤجر أيضا سلم قاعة (لوميير) الرئيسة للتوثيق، رغم أنها فقط مشاركة فى السوق مثل: (حسن ومرقص) و(إبراهيم الأبيض) و(ليلة البيبى دول) وغيرها.. وفى الشوارع تُرفع إعلانات مكثفة لهذه الأفلام، وتفرد كبرى المجلات مثل: (سكرين) و(فيلم فرانسيز) و(فاريتى) وغيرها، مساحات لتلك الأنشطة..، مع الزمن، خفت الحضور العربى حتى تبدد، وباتت مشاركة النجوم قليلة جدا وللضرورة مثل: نيللى كريم وفيلمها (اشتباك) للمخرج محمد دياب الذى افتتح به قسم (نظرة ما) 2016.

السر هو فى اقترب شهر رمضان من وقت فعاليات (كان)، وأغلب النجوم يشاركون بالتصوير فى أعمال، وأيضا برامج تعرض فى رمضان.. وتباعًا، تضاءل العدد، ثم تلاشى الحضور، لعبت فيه العدوى دور البطولة، الكل اعتبر الذهاب حالة طقسية دعائية أكثر منها فنية، وهو ما انسحب أيضا على الغياب، وكان ارتباطهم بأعمال رمضانية هو العذر المتبادل.

هذا العام كان الحضور العربى لافتا، نحو 15 مشاركة فى كل المسابقات، وأيضا لجان التحكيم، كما أن شهر رمضان أصبح يسبق (كان)، ولهذا مثلا شاهدنا منى زكى هذا العام على السجادة الحمراء بذراعها داخل الجبس بعد نجاحها الطاغى فى مسلسل (تحت الوصاية).. «منى» ليس لها هذه المرة فيلم ولا تشارك بعضوية لجان التحكيم، ولكنها كانت واحدة من النجوم اللاتى دأبن على الذهاب للمهرجان منذ مطلع الألفية الثالثة.

أتذكر أيضًا كلا من يسرا ومحمود عبدالعزيز ومحمود حميدة ولبلبة وليلى علوى وإلهام شاهين.. وغيرهم، كل النجوم الذين شاركوا يوسف شاهين فى أفلامه، سواء عرضت فى المسابقة الرسمية أو العروض الموازية، يحرصون على التواجد.

هل سيعود الزخم العربى مجددًا؟.. ظنى نعم وبقوة، بعد أن زالت أسباب الغياب، بل فى هذا العام أضيف لها عددًا من عناصر الجذب، مثل: مهرجان (الجونة) الذى يعود بعد أن غاب العام، تم توجيه الدعوة لعدد من النجوم لحضور حفل الإعلان عن عودة المهرجان يوم السبت القادم، وأظنهم سيحضرون أيضا إعلان الدورة الـ 45 من (مهرجان القاهرة) برئاسة حسين فهمى مثل العام الماضى، ناهيك عن إعلان إقامة (مهرجان قرطاج) برئاسة شرفية للمخرج فريد بوغدير.

هل التواجد العربى مقصود سياسيًا من إدارة مهرجان كان؟.. السؤال العكسى ربما تجد فيه الإجابة، هل الغياب كان مقصودًا؟.. لا أنكر أبدا توافر نسبة ما من التعبير عن هدف أو مبدأ، مثل زيادة نسبة حضور المرأة فى المهرجان، وتحديدا العربية، وهكذا ترأست لجنة تحكيم (مسابقة النقاد) أودرى ديوان اللبنانية، وشاركت فى لجنة التحكيم الرئيسة المخرجة المغربية مريم التوزانى، ناهيك عن المشاركة العربية المتعددة وخصوصا السينما السودانية بـ(وداعا جوليا) لمحمد كردفانى فى قسم «نظرة ما» ولأول مرة.. وكلنا ندرك قطعا ما تعيشه السودان حاليا من سطوة حرب أهلية يدفع ثمنها الشعب السودانى الشقيق.

تظل الغلبة قطعا للقيمة الفنية التى تحملها هذه الاختيارات، حتى فى وجود هامش من السياسة، يظل هامشا ليس من مصلحة أحد أن يضعه فى قوة (المتن).

وتبقى الصورة ذات الدلالة التى تقدم عناقًا بين السينما الفرنسية ممثلة فى الأيقونة كاترين دينيف التى تتصدر بوستر المهرجان والنجم الهوليودى مايكل دوجلاس المتوج بالسعفة التذكارية لهذه الدورة، فهى تشير فى عمقها إلى الكثير من الفن والقليل من السياسة، فلا خصومة مع هوليوود ولكن حب وتقدير، وهو بالضبط حال مهرجان (كان) مع السينما والفنانين العرب!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يعود «كان» مجددًا ليصبح قبلة السينما العربية هل يعود «كان» مجددًا ليصبح قبلة السينما العربية



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib