الدراما والثقافة والأزهر
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الدراما والثقافة والأزهر

المغرب اليوم -

الدراما والثقافة والأزهر

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

هل لقاء دكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، مع فضيلة الإمام الأكبر الشيخ دكتور أحمد الطيب، الذى تم قبل بضعة أيام، أحد توابع مأزق فيلم (الملحد)؟، هكذا سألتنى المذيعة عبر إحدى الفضائيات. أكدت أن اللقاء ليس له علاقة من قريب أو بعيد بـ(الملحد)، والرقابة أساسًا لم تعرض السيناريو على الأزهر.

الدراما ليست دروسًا دينية مباشرة، ولكنها قد تتعرض لقضايا مثل الإيمان والإلحاد بزاوية رؤية اجتماعية.

المرجعية الدينية لن تصبح مرجعية ثقافية، رجل الدين لا أتخيله وهو يمارس دور الرقيب، مستمعًا إلى أغنية أو هو يشاهد مسرحية.

أغلب رجال الدين لا يتعاطون مع الفنون، وعندما تسألهم غالبًا تأتى تلك الإجابة (حلاله حلال وحرامه حرام)، وهى كما ترى جملة تسمح بكل شىء، وفى نفس الوقت تمنع كل شىء، لأنها تتابعه من خلال عدسة دينية مباشرة، (ترمومتر) يطبق قواعده الشرعية.

لا يعنى ذلك أن الفن بكل أطيافه يقف على الشاطئ الآخر من الأديان، عبر التاريخ كانت الطقوس الدينية والتقرب إلى الله منذ الفراعنة تتم وسط أجواء غنائية وموسيقية راقصة، وبالمناسبة الطقوس فى الكنيسة البروتستانتية، بها آلات موسيقية وإيقاعات وغناء.

الدين والفن ليسا طرفى صراع، ولا هما قطبان متنافران، إلا أن كلا منهما له أدواته الخاصة فى التعبير.

أحيانا يحلو للبعض تطبيق القواعد الدينية على الأعمال الفنية، وعدد من الشيوخ الذين ننعتهم بالاستنارة، يتورطون بالإدلاء بآرائهم، وكانت لهم مواقفهم المتشددة ضد الفن، حرموا أغنيات ومسرحيات وروايات.

(أولاد حارتنا) منعت فى زمن الرئيس جمال عبد الناصر من الطبع بعد نشرها على حلقات فى جريدة الأهرام، بناء على تقرير من ثلاثة شيوخ كلفهم الأزهر بالمراجعة، وجدوا أن النص ينتهك الدين، ولهذا طبعت الرواية فى بيروت، وكانت تأتى مهربة للقاهرة، قبل أن يتم السماح بطبعها، وكان شرط نجيب محفوظ حتى لا يدخل فى معارك جانبية أن يحظى أولا بموافقة المؤسسة الرسمية، وهو ما تم فى حياته، لك أن تعلم أن الأزهر منع رسميًا نحو ٢٠ عاما عرض فيلم (الرسالة) للمخرج مصطفى العقاد، قبل أن يسمح بتداوله مطلع الألفية الثالثة.

التطبيق المباشر للعمل الفنى طبقا لمعايير النص الدينى سيؤدى حتمًا إلى منع تداول العمل الفنى.

فى كل أغانينا العاطفية تستمع إلى (يا حبيبى)، تقولها امرأة للرجل والعكس، وعلى الملأ. دينيًا، لا يجوز أن يحدث ذلك علنًا حتى بين المتزوجين.

الأزهر والكنيسة فقط يراجعان الأعمال الدينية المباشرة تجنبًا لأى خطأ، ولكن تظل الرؤية الاجتماعية بمنأى عن ذلك.

عدد كبير من قارئى القرآن تعلموا أصول المقامات الموسيقية، وبعضهم أيضًا أتقن العزف على العود، ولكن غالبا، خاصة شيوخ الألفية الثالثة، يتحرجون من إعلان ذلك.

ربما كان الشيخ على جمعة، مفتى الديار المصرية الأسبق، هو الأكثر تناولًا للفنون، قال أكثر من مرة إنه يستمع لصوت وغناء محمد فوزى، وعندما اعتقدوا أنه فقط يستمع لأغانى فوزى الدينية، أجابهم والعاطفية أيضا، ومن الجيل الأكبر كان الشيخ الباقورى أكثر رجال الدين تعاطيًا مع الفنون.

لا أتذكر مثلًا أننى رأيت شيخًا أزهريًا يرتدى الزى الدينى وهو يشاهد مسرحية أو داخل دار العرض، وعندما فعلها الشيخ محمد متولى الشعراوى وشاهد مسرحية (دموع على أستار الكعبة) صارت حالة استثنائية.

الفن ليس معادلًا موضوعيًا لخطبة فى جامع ولا عظة فى كنيسة، ورغم ذلك فإن الرسالة التى يحملها لا تتناقض أبدًا مع عمق الأديان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراما والثقافة والأزهر الدراما والثقافة والأزهر



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib