«صفقة غزة» ليست في الأفق

«صفقة غزة» ليست في الأفق!

المغرب اليوم -

«صفقة غزة» ليست في الأفق

هدى الحسيني
بقلم - هدى الحسيني

 

تُحذر الاستخبارات الأميركية من حرب وشيكة واسعة النطاق بين إسرائيل و«حزب الله»، ومن أن الحرب الشاملة ستندلع قريباً بين الطرفين ما لم تتوصل إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وعلى الرغم من المفاوضات المكثفة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، فإن صفقة غزة ليست في الأفق. ويحاول الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه للأمن القومي، إقناع إسرائيل و«حزب الله» بوقف الحرب، لكن من دون نجاح حتى الآن.

يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه لضغوط سياسية محلية لدفع «حزب الله» بعيداً عن الحدود، حتى يتمكن 60.000 إسرائيلي فروا من الجزء الشمالي من بلادهم هرباً من إطلاق صواريخ «حزب الله»، من العودة إلى ديارهم. ونقلاً عن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين المطلعين على المعلومات الاستخباراتية الحالية، قام كل من الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بصياغة خطط معركة، ويتسوقان الآن للحصول على مزيد من الأسلحة. ويخشى المسؤولون الأميركيون من أن يؤدي القتال العنيف بين إسرائيل و«حزب الله» إلى إشعال صراع إقليمي، وشد القوات الأميركية إلى المعركة للمساعدة في الدفاع عن القدس. وجاءت بعض أجهزة الاستخبارات الأوروبية بتقييمات أكثر دراماتيكية. ونصحت العديد من الدول الأوروبية وكندا مواطنيها بمغادرة لبنان، وتستعد كندا لإجلاء مواطنيها. ويقوم البنتاغون بنقل الأصول العسكرية الأميركية، بما في ذلك «يو إس إس واسب»، وهي سفينة هجومية برمائية، ومشاة البحرية من وحدة الاستكشاف الرابعة والعشرين، أقرب إلى إسرائيل ولبنان لتكون مستعدة لإجلاء الأميركيين.

الذي أثار قلق واشنطن والغرب أن يتحوّل جنوب لبنان إلى غزة أخرى، ثم ينسحب هذا على كل لبنان... وأظهرت الأقمار الصناعية كيف دمّرت الضربات الجوية الإسرائيلية قرية عيتا الشعب الحدودية اللبنانية على مدى أشهر من الضربات الجوية عبر الحدود. إذ تُعرف القرية بأنها معقل لـ«حزب الله». وهذا دفع الولايات المتحدة للاستعداد لإجلاء الأميركيين من لبنان إذا اشتد القتال بين إسرائيل و«حزب الله».

يشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد من أن إسرائيل ستنفذ غارات جوية وهجوماً برياً محتملاً في لبنان في الأسابيع المقبلة؛ حيث انتقلت «يو إس إس واسب» إلى البحر الأبيض المتوسط يوم الأربعاء الماضي للانضمام إلى سفينة إنزال الرصيف «يو إس إس أوك هيل» وسفينة أخرى في مجموعتهم الجاهزة البرمائية، وفقاً لسلاح مشاة البحرية. وتهدف وحدة «واسب» ووحدة مشاة البحرية إلى إبراز القوة العسكرية، وأن تكون رادعاً للتصعيد الإقليمي، وفقاً لمسؤول أميركي على دراية بالخطط.

وعلى الرغم من ضغوط إدارة بايدن، ظل المسؤولون الإسرائيليون حازمين في رغبتهم في ملاحقة «حزب الله» في لبنان، وفقاً لمسؤولين أميركيين على دراية بالمحادثات. وتأمل إسرائيل في إنشاء منطقة عازلة بطول 10 أميال على طول الحدود اللبنانية، وفقاً للمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين.

وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل تريد نقل «حزب الله» بعيداً عن الحدود، وتضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي، ولكن إذا لم ينجح ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي مستعد لاستخدام القوة... ويتم تدريب مشاة البحرية من وحدة مشاة البحرية الرابعة والعشرين لمساعدة المدنيين على الفرار من البيئات الخطرة. وتتمتع مجموعة «واسب» أيضاً بقدرات هجومية ومراقبة، وتستطيع نشر طائرات ومقاتلات الشبح «F-35» بعيدة المدى.

وتتحدث الولايات المتحدة أيضاً إلى الحلفاء المقربين لتنسيق عمليات الإجلاء وأي عمليات عسكرية للتحالف، وفقاً لمسؤولي الدفاع الأميركيين.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في واشنطن الأسبوع الماضي للقاء كبار مسؤولي إدارة بايدن، وتم بحث كل الخطط، لا سيما الدبلوماسية.

من جهة أخرى، لا تبحث إيران وأحد وكلائها «حزب الله» عن حرب شاملة مع إسرائيل، وهي تفضل الوضع الحالي، الذي يضع إسرائيل تحت الضغط الدولي، ووفقاً للمسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين والمسؤولين الغربيين، يستنزف القتال في غزة والشمال الجيش الإسرائيلي، ما يؤجج الانقسامات السياسية الداخلية، ويبني التوترات مع الحلفاء الإسرائيليين. ولا يزال المسؤولون الأميركيون يقولون إنهم لا يرون أدلة حتى الآن على أن التصعيد الكبير وشيك.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تتخذ مزيداً من الاحتياطات في المنطقة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل و«حزب الله»، قال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، يوم الأربعاء الماضي: «إنه شيء نراقبه من كثب. نواصل المراقبة. نقوم أيضاً بتعديل إجراءات وبروتوكولات حماية القوة مع تغير التهديد».

وفي بيان، قالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، إن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية «لا تزال أولوية قصوى للولايات المتحدة، ويجب أن تكون ذات أهمية قصوى لكل من لبنان وإسرائيل. ونواصل العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة بأمان إلى ديارهم، والعيش في سلام وأمن».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صفقة غزة» ليست في الأفق «صفقة غزة» ليست في الأفق



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib