تشيكوف في الجحيم الأبيض1
انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي" إيران تفرج عن مغني الراب توماج صالحي بعد إلغاء حكم بإعدامه عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي
أخر الأخبار

تشيكوف في الجحيم الأبيض(1)

المغرب اليوم -

تشيكوف في الجحيم الأبيض1

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

منذ ثلاثة قرون على الأقل أصبح اسم سيبيريا عند البشرية جمعاء مرادفاً لأسوأ المنافي التي عرفها الإنسان. اختار القياصرة البيض، ثم القياصرة الحمر، هذه الصحاري الجليدية الشاسعة لكي يرسلوا إليها المعارضين السياسيين والمحكومين العاديين والمغضوب عليهم أولاً من القياصرة البيض وبطشهم، وبعدها من يوسف ستالين رهيب العذاب والموت. ولا تزال سيبيريا جحيماً جليدياً بارداً، لكن فيما عدا البرد، هي الآن مقاطعة عادية وبلاد الثروات. فالذي يقدر على الحياة والعمل فيها يتقاضى ضعف أجور زملائه في أي مكان من روسيا، وبعد سنوات قليلة يعود إلى حياة طبيعية في المقاطعات الأخرى.

ملأ اسم سيبيريا الأدب الروسي العظيم في المرحلة القيصرية. وكان سبباً أول في أسباب قيام الثورة البولشفية عام 1917. ولم يكتفِ عملاق الرؤية أنطون تشيكوف بما سمع وقرأ عن الحياة الأسوأ من الموت في البادية البيضاء، بل ذهب بنفسه لتجربة تلك الحياة المعذبة، ونقل الصور الرهيبة إلى مواطنيه.

بعد عودته من التجربة المريعة في «جزيرة سخالين» جلس يكتب بأسلوبه صور الألم، غير أن الرقابة حظرت نشر فصلين من صور الكتاب، إلا أن ما سُمح بنشره كان كافياً. (دار المدن).

يقوم تشيكوف برحلته إلى جزيرة المنفيين لتسجيل للتاريخ والأجيال القادمة وقائع فترة قاتمة من الأحداث الأليمة في الجزيرة المنعزلة بعد انتهاء عهد القنانة في روسيا القيصرية. تبدأ رحلته المضنية في بداية أبريل (نيسان) سنة 1890 إلى مدينة أرسك. الكاتب المغامر الذي لقبه تولستوي بـ«بوشكين الناثر»، ينطلق في عربة يجرها حصانان في رحلة لآلاف الكيلومترات استغرقت 81 يوماً وسط الغابات والعواصف الثلجية والمستنقعات.

كان الوضع في سجون المنافي في تلك الفترة يحظى باهتمام بالغ في الأوساط التقدمية الروسية. فجاء الكتاب بمنزلة صرخة تدين السلطة القيصرية والمجتمع الروسي عموماً، فهو عرض لمآسي النساء السجينات والمومسات في سن 14 عاماً، والسجناء السياسيين في الجزيرة.

يتألف الكتاب من مقالات وصور قلمية وقصص في داخل الزنزانات، وفي أماكن العمل عندما يسحبون جزع شجرة لمسافة عدة كيلومترات في ظروف البرد والجوع.

الطقس بارد في سيبيريا، والغابات الخضراء كثيفة، والبحيرات مغطاة بطبقة جليد معتمة. «لم أرَ في حياتي قط مثل هذا العدد من الطيور». يشعر تشيكوف بالكآبة. يسافر من منطقة إلى أخرى في قافلة من العربات. «هؤلاء الذين يمضون الآن في الطريق إلى جانب عرباتهم يبقون صامتين. وجوههم مربدة، عابسة». يسافر وسط طابور من السجناء والجنود بأسلحتهم. النهر عريض ولا ترى الضفة الأخرى في الظلام الحالك. ظهرت العبارة وفيها خمسة من الجذافين وهم يطلقون الشتائم. ربط اثنين منهم بالقيود. لم يبق للمنفيين في الحياة سوى: الفودكا والمومس. يصف الكاتب طبيعة سيبيريا القاسية بدقة: قرى متباعدة، وفي كل قرية كنيسة، وأحياناً كنيستان، والبيوت الريفية خشبية. أهل سيبيريا يحبون النوم في فراش ناعم ويصارعون الطبيعة طوال العام. إن الأخلاقيات هنا من ناحية السرقة عجيبة والتقاليد طيبة، فالحوذيون لا يسرقون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشيكوف في الجحيم الأبيض1 تشيكوف في الجحيم الأبيض1



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib