لم يبلّغ

لم يبلّغ

المغرب اليوم -

لم يبلّغ

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

قالت إسرائيل إن قتلة أبناء وأحفاد إسماعيل هنيّة لم يبلّغوا نتنياهو بالعملية قبل القيام بها. ولم تقل لماذا، تاركة للعالم أجمع أن يتحزر السبب. كأنما الجميع لا يعرف، أنه لو أُبلغ بالأمر سلفاً، لما سمح به إطلاقاً. كيف يمكن أن يطاوعه قلبه قصف 3 شبان من عائلة واحدة؟ هو اعتاد قتل 40 فرداً من نفس العائلة. واعتاد قصف الصحافيين والصحافيات مع عائلاتهم. أما أبناء رئيس الوزراء وأحفاده، فسابقة لا بد من دراستها أولاً.

تبدو الجريمة القائمة في غزة مثل كابوس لم يكن العالم يتخيّله من قبل. ليس لأنها الأكثر وحشيّة، بل لأنها الأشد وقاحة. ولأن جرائم الحرب لها حدود مهما انحطت، فقدت في غزة كل حدّ.

«كاوبوي» القرن العشرين يقتل خصومه من وراء الظهر، من الخلف، وليس في مبارزة. ويحرق القرى خلفه، ولا ينسى أن يضع «الشريف» في السجن ويغلق عليه.

عزلت إسرائيل جميع «الشرفاء» لكي لا تصلها أصواتهم. البرتغالي الباكي في «الأمم المتحدة» مرتين: وحشية القاتل وهزال العسكر الدولي. و«الكاوبوي» الفالت يطلق الرصاص في كل اتجاه. والجميع يدرك الآن أنه أخطأ في فهم نتنياهو، والمدى الذي يمكن أن يصل إليه.

بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والشريط الذي أرسل إلى زعماء العالم عما حدث في غزة، تجمع الغرب برمّته في مظاهرة تأييد إسرائيل: جو بايدن جاء بنفسه إلى تل أبيب. والمستشار الألماني تجاوز – كما تقول «در شبيغل» – كل المألوف لإعلان دعمه لإسرائيل. وهكذا فعل ماكرون في فرنسا، و10 داوننغ ستريت. جميعهم تراجعوا بعد ردة الفعل «غير المتناسبة» كما تصفها المجلة الألمانية الكبرى. جميعهم اكتشفوا أنهم يؤيدون رجلاً لا يردعه أي مشهد من مشاهد الفظاعات البشرية.

أبناء إسماعيل هنية مثل أبناء أي فلسطيني آخر. بل بالعكس، فإن استشهادهم يمنحه شرعية إضافية، ويرفع مرتبته بين قيادات «حماس». وجه المسخرة في هذه المأساة أن يحاول الإعلام الإسرائيلي تبرئة نتنياهو ورجال «الكابينت» من تهمة الأمر بالاغتيال، كأن الذي يعطي أمراً بقتل 40 ألف طفل ويستعد لاجتياح 1.5 مليون فلسطيني في رفح، يتورع عن الأمر باغتيال 3 شبان آخرين، حرصاً على مشاعر أبيهم.

ذروة المسخرة في ذروة المأساة. كأنما اغتيال أبناء هنية هي الجريمة الوحيدة التي لم يرتكبها «ملك إسرائيل» في هذه الإبادة، التي فاقت أي إرهاب جماعي.

ماذا بقي من سمعة نتنياهو كي يخاف عليها، أم أن هولاكو العصر يحاول أن يخفف من مسؤوليته حيال الزعماء الذين أيدوه بادئ الأمر لأسباب ودوافع «إنسانية»؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لم يبلّغ لم يبلّغ



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 07:57 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هافانا ذات الجو الحارّ غارقة في التاريخ ونابضة بالحياة

GMT 06:44 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

هنيئا لنا برئيس حكومتنا الذي يُضحكنا..!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib