الجميلة و «الحمارة الكبرى»

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

المغرب اليوم -

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

سمير عطاالله
سمير عطاالله

شغل توفيق الحكيم مصر طوال عقود، مسرحاً وادباً وفكراً وسياسة. انقسمت من حوله في دعمه للرئيس عبد الناصر، ثم في معارضته. وضحكت له ومنه في الحكايات الاسطورية على بخله الأسطوري. وأثار اعجابها في كتاب «قال لي حماري» عندما قرر مثل كتّاب كثيرين حول العالم، ان يضع ما يريد قوله على لسان الحيوان، ولم يجد محاوراً افضل من الحمار.

كان طه حسين يقول ان الحكيم ليس بخيلاً الى هذا الحد، لكنه يريد ان يسلي مصر. وكانت ناديا لطفي تروي ان الحكيم اعلن خطوبته عليها لنصف ساعة، ثم هرب من باب خلفي لكي لا يشتري لها باقة ورد، أو أي هدية أخرى.

وعندما وضع «كل ثقله» خلف «جمعية الحمير»، ظنّت الناس ان الجمعية اضحوكة لتسلية المدينة. لكن الحقيقة ان عدد اعضاءها المسجلين بلغ 30 الفاً، وكانت تقوم باعمال خيرية كثيرة في المساعدة على الطبابة والعلاج، وتمكين العرسان الفقراء من فتح البيوت. وتروي لطفي في مذكراتها «اسمي بولا»، إن «جمعية الحمير» ضمت اسماء مثل طه حسين، والعقاد، وفكري اباظه، واحمد رجب، ومصطفى محمود، ومحمود السعدي.

وتقول نادية انها دخلت الجمعية بمرتبة بسيطة «الحرحورة» وترقت في المراتب الى ان اصبحت «حمارة بردعة» ثم «حمارة بحدوة»، ونالت في النهاية مرتبة «الحمار الأكبر» التي لم يحظ بها كثيرون.نجوم كثيرون لم تربطهم بالناس السينما، بل العلاقة الإنسانية. الحقيقة البشرية، لا الشاشة. وتلك الساحرة الخارقة العينين كانت تؤمن ان القضايا أهم من الأضواء. وايدت القضية الفلسطينية بكل ما تستطيع، وجاءت الى بيروت العام 1982 أبان الاحتلال الاسرائيلي، ووقعت الى جانب ابو عمار في المخيمات الفلسطينية تحت القصف الاسرائيلي. ولم يكن الاهتمام بالقضايا «بارت تايم»، أي بين زواج وآخر، على طريقة تحية كاريوكا، بل كان جزءاً من حياتها. وحياتها كانت مليئة حكايات وصداقات وعلاقات اجتماعية واعمالاً خيرية، كما روت لكاتب مذكراتها الاستاذ ايمن الحكيم (نهضة مصر). لم تتقبليوما «اللون الرمادي». لا حياد في الحياة والحقيقة ان تقال. قالتها في مديح ما اعجبها من عبد الناصر وفي نقده. وقالتها في مديح موسكو ونقدها. وفي مديح اميركا ونقدها.

طغت في مصر وفي بيروت «موضة» اسمها ناديا لطفي. قلدت النساء قصة شعرها ولونه وطريقتها في الكلام. لكن اصالة نادية كانت من الاصالة بحيث انفضحت المقلدات سريعاً. وكان اجمل ما فيها بساطتها وتواضعها، ولم تهزمهما جميع الاضواء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجميلة و «الحمارة الكبرى» الجميلة و «الحمارة الكبرى»



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib