مدن الإسلام خالد بن الوليد دمشق أقل دراماتيكية

مدن الإسلام: خالد بن الوليد... دمشق أقل دراماتيكية

المغرب اليوم -

مدن الإسلام خالد بن الوليد دمشق أقل دراماتيكية

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

الأساسيات في المدينة الإسلامية، كالخانات مثلاً، والنزل الكبيرة، التي تُبنى عادة حول فناء لاستيعاب التجار المتنقلين وقوافلهم، والقيصرية أي الأسواق المغطاة، والمدارس، كان عليها الانتظار حتى القرنين الحادي عشر والثاني عشر.
التغييرات الفورية من الحكم المسيحي إلى الحكم الإسلامي في سوريا والعراق كانت إذن أقل دراماتيكية مما قد يتوقعه المرء. لم يذكر المؤرخون أي انهيار إداري إنْ في الشؤون المالية أو الكنسية، ولا انهيار مادي مدمر، ولا سجلت موجات من المستوطنين العرب تقلب المكان رأساً على عقب. وبشكل فوري «إصلاح ضررها».
مع ذلك، كان هناك تغيير فوري ورمزي عميق في نسيج المدينة، تمثل في تأكيد معماري تثبيتاً لسيطرة الملكية الجديدة. احتفل المحاربون المسلمون بغزوهم من خلال بناء مصلى صغير، في القسم الجنوبي الشرقي من منطقة تيمينوس، وتعني الملاذ، أو المنطقة المقدسة، لكنيسة القديس يوحنا المعمدان، والتي قيل إنها تحتوي على الرأس المقطوعة للقديس. كانت الكنيسة قائمة في موقع المعبد الروماني لكوكب المشتري، والذي بني بدوره فوق معبد آرامي.
أول مسجد في المدينة كان عبارة عن مبنى مؤقت بالقرب من باب توما، حيث كان خالد بن الوليد يصلي أثناء الحصار.
كانت هناك محاولة متأخرة من قبل ثيودورس، شقيق الإمبراطور البيزنطي هرقل، لاستعادة المدينة من القوات البيزنطية في معركة اليرموك، شرق بحيرة طبريا، في العام نفسه، أنهت الحكم المسيحي في سوريا.
كتب المؤرخ اليوناني ثيوليلوس إوف إديسا (نحو 695 – 785) أن العرب قتلوا عدداً هائلاً من الرومان، حيث إن جثثهم المتراكمة شكّلت جسراً عبر النهر. «حسناً يا سوريا» قال هرقل بمرارة وهو ينسحب من موقعه الذي تحول خراباً. «ويا لها من دولة ممتازة للعدو».
بحلول عام 637، فتحت كل من القدس وأنطاكية. بحلول عام 640، وهو العام نفسه الذي بدأ فيه الفتح العربي لمصر، حيث كانت الهلنستية في تراجع على طول الساحل الشرقي إلى أن تم سحقها بالكامل. في عام 641، تم الاستيلاء على الإسكندرية، جوهرة البحر الأبيض المتوسط القديمة.
أثبت الانهيار البيزنطي في اليرموك أنه كان نذير قرن غير عادي من الفتوحات الإسلامية التي من شأنها أن تجلب مجداً غير مسبوق للإمبراطورية الإسلامية وعاصمتها المتألقة دمشق.
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدن الإسلام خالد بن الوليد دمشق أقل دراماتيكية مدن الإسلام خالد بن الوليد دمشق أقل دراماتيكية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ المغرب اليوم

GMT 07:54 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
المغرب اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 16:08 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إنستغرام تتخلص من التحديث التلقائي المزعج عند فتح التطبيق

GMT 16:24 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 06:43 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أمزازي يؤكد أن الإحباط يحدّ من الرقي بمستوى الجامعات

GMT 20:23 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

محمد برابح ينتقل إلى فريق نيميخين الهولندي

GMT 01:58 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

علامة صغيرة تشير إنك مصاب بفيروس كورونا

GMT 06:32 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم في إطلالة جذابة باللون الأسود

GMT 01:51 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 14:27 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود الخطيب يُشعل حماس لاعبي "الأهلي" قبل مواجهة "الترجي"

GMT 06:12 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"إيتون Eaton- واشنطن" عنوان مميَّز للفنادق الفخمة

GMT 14:01 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حياة "غريس موغابي" المرفهة تتحول إلى أمر صعب للغاية

GMT 09:11 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

توقعات أحوال الطقس في تمارة الأحد

GMT 00:50 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة التحاق الممثل "أمين الناجي" بتنظيم "داعش"

GMT 04:17 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

العثور على آثار من مصر والهند شرق إثيوبيا

GMT 16:07 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شاب يذبح غريمه في بني ملال ويُرسله للطوارئ في حالة حرجة

GMT 00:17 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

كاظم الساهر يغني في منتجع "مازاغان" الشهر المقبل

GMT 12:00 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

نجوم بوليوود في عيد ميلاد فارون دهاون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib