ثلاث مصريات من لبنان صالون وصالة وصحيفة

ثلاث مصريات من لبنان: صالون وصالة وصحيفة

المغرب اليوم -

ثلاث مصريات من لبنان صالون وصالة وصحيفة

سمير عطاالله
سمير عطاالله

كنت أعزو نجاح اللبنانيين في مصر، دائماً، إلى مصر. وليس ذلك من قبيل المفاضلة، أو التخلي عن مواطنيَّ، ولا من قبيل التعصب لمصر، فليس للعاطفة هنا دور أو مكان، لأن التاريخ الحقيقي لا يُكتب بالمشاعر. واللبنانيات الثلاث اللواتي اخترتهن تحت هذا العنوان لا دخل لي في الاختيار: ثلاث نساء مهاجرات، لهن إرادة عجيبة، يسيطرن، كلٌّ على طريقتها، على الحياة الأدبية والفنية، في مجتمع محافظ، ضخم، و«غريب» رغم تعدد عناصر القربى. كيف؟

السبب الأساسي حجم مصر ومكانتها. الثاني جمال وجاذبية وشجاعة الفارسات الثلاث. الآخر «الحقبة الجميلة» التي كانت تعيشها مصر، على طريقة باريس العشرينات، مع ازدهار وسائل الفرح: المسرح والغناء والاختلاط.

وكانت القاهرة والإسكندرية ومدن الساحل الأخرى، محافظة في جانبها المصري التقليدي، منفتحة في جانبها الكوزموبوليتي المتعدد. لذلك سبقت النساء الأجنبيات في الشهرة، بينما كانت المرأة المصرية لا تزال تخطو ببطء نحو العالم الجديد، الغامض والمشتبه. حتى الرجال المصريون (يوسف وهبي مثالاً) لم يكن أهلهم راضين عن دخولهم عالم الفن. وأم كلثوم كان والدها يرافقها إلى الموالد كي تغني.

لم يكن ذلك هماً عند فاطمة اليوسف أو بديعة مصابني، أو مانعاً في إنشاء «صالون مي زيادة». لكن حتى الصالون أيضاً، كان شرطه حضور والدها ووالدتها، اللذين يتوليان الاهتمام بالضيوف وحماية السمعة. كانت القاهرة يومها عاصمة العمل الوطني، والسياسي، والاستقلالي في الشرق، لكنها كانت أيضاً مدينة الحداثة والتفاعل والتواصل مع أوروبا واليونان المجاورة. لكن لم يكن ممكناً لسيدة مصرية أن تفتح كباريه مثل «كازينو بديعة»، أو ملتقى مثل «صالون مي». وأما فاطمة اليوسف، القادمة من طرابلس، فقد تجاوزت الأحلام: ممثلة أولى على المسرح تلقّب باسم «سارة برنار» العالمية يومها، ثم تترك المسرح لتنشئ أول دار صحافية تملكها امرأة، وتلعب دوراً سياسياً إلى جانب كبار المصريين، وتتحول دارها إلى مصنع يُخرج أكبر عدد من كبار الصحافيين في البلاد.

فيما كانت مي زيادة من المثقفات الكبار، كانت فاطمة اليوسف بالكاد تجيد الكتابة. وكانت بديعة تجيد القراءة وفقط حفظ أدوارها في الأفلام التي مثّلتها وأنتجتها.

كانت بيروت يومها مدينة صغيرة، متعددة ومحدودة، في ظل الانتداب الفرنسي، فيها جامعتان من أهم جامعات الشرق، وملاهٍ صغيرة على البحر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث مصريات من لبنان صالون وصالة وصحيفة ثلاث مصريات من لبنان صالون وصالة وصحيفة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 18:13 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بلينكن يُعلن دعمه المستمر لكييف في الحرب الروسية الأوكرانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib