عاربون مات الرضيع

عاربون... مات الرضيع

المغرب اليوم -

عاربون مات الرضيع

سمير عطاالله
بقلم - سمير عطاالله

البدو يحبون كلاب السلوقي. كانت هناك تلك الخيمة. إنها قصة حزينة. صديق لنا كان لديه أنثى السلوقي التي كان فخوراً جداً بها. كانت تخرج كل صباح وفي كل مساء تعود وفي فمها أرنب برّي لهم، وكانوا يطبخونه ويعطونها بعضاً منه. ولكن ذات يوم، تركت الزوجة طفلها الرضيع في الخيمة. في تلك الأيام كانوا يلفّون أطفالهم الرُّضَّع في قماط، ويضعونهم على السجاد على الأرض. وجاءت الكلبة واستلقت إلى جانب الطفل. عندما ذهبوا لاحقاً لالتقاط الطفل كانت الكلبة قد رقدت عليه، وكان الطفل مخنوقاً. لم يعرفوا ماذا يفعلون. بعد بضعة أيام مرَّت مجموعة من البدو الرحالة وتوقفوا عند خيمتهم، وقال الأب: «سأعطيكم أفضل كلب سلوقي لدينا». لم يريدوا قتلها، لم يستطيعوا. فأُعطيت لهذه العائلة من البدو الذين كانوا ذاهبين إلى الجزيرة العربية ولن يعودوا.

على الرغم من كل الحكايات الرومانسية عن البدو الرُّحَّل والخيام السوداء في الصحراء، لا بد أن حياة البدو كانت صعبة في تلك الأيام؟

نعم؛ فالماء، على سبيل المثال، كان دائماً مشكلة. عندما جاءت شركة النفط لأول مرة.

أصرّ زوجي، عندما عُيِّن مستشاراً بعد تقاعده من الخدمة الحكومية، على أن يحفروا بعض آبار المياه في الصحراء من أجل البدو. وقد وضعوا اثنتين أو ثلاث آبار، وقرروا أن تكون من نوع الطواحين الهوائية. لكن في الطقس الحار، عندما تشتد الحاجة إلى المياه، كان يمر شهر لا رياح فيه، وكان يتعين إرسال المياه في صهاريج. أو كان البدو يتسلقون الحبال ويحاولون إدارة العجلة باليد للحصول على القليل من الماء. وأحياناً كان ينكسر شيء ما، فيضطر الرجل المسؤول إلى الركض إلى الكويت على فرسه ليبلغ زوجي. في السنة السيئة، خلال أشهر الصيف، كانت هناك دائماً حالة أو حالتان من الناس يموتون عملياً من العطش في الصحراء. ربما كان الماء ينفد منهم، أو سقط أحد الإبل ولم يعد قادراً على مواصلة السير.

هل كانت هناك عواصف رملية؟

نعم، أتذكر ذات مرة أننا اصطحبنا زائراً إلى المخيم، وهبَّت عاصفة ترابية فجأة. نظرنا حولنا وظننت أنها كانت نيران أدغال. كان بالضبط مثل ألسنة اللهب القادمة. لكن بالطبع لم يكن هناك الكثير من الشجيرات لتحترق. رآه البدو أيضاً، فأسرعوا إلى الخيام بسرعة وأزالوا الأعمدة ليُسقطوها، ثم أسرعوا إلى خيمتنا وأنزلوا جميع الأعمدة. وهبّت علينا عاصفة هوجاء، ففزعنا جميعاً ونحن تحت الخيام المتساقطة. واستمرت، على ما أظن، نحو ساعة ونصف الساعة. عندما مرّت العاصفة، كان الهواء صافياً وهادئاً. لكنها كانت رمالاً قرمزية اللون. ولا بد أنها أتت من مكان بعيد في الشمال، ويتحدث البدو اليوم عن تلك العاصفة الحمراء الغريبة باسم «ألسنة الحمراء».

إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاربون مات الرضيع عاربون مات الرضيع



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib