تنتهي هنا تبدأ هناك

تنتهي هنا تبدأ هناك

المغرب اليوم -

تنتهي هنا تبدأ هناك

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

في أبريل (نيسان) 1975 انتهت أفظع حروب القرن العشرين، بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية. سقط في حرب فيتنام أكثر من ثلاثة ملايين قتيل، وأحرقت بلدان ما كان يعرف بـ(الهند الصينية)، أي فيتنام الشمالية والجنوبية ولاغوس وكمبوديا. وخرج الأميركيون من تلك الحرب في مذلة نقلتها التلفزيونات حول العالم، بينما انتصر الاتحاد السوفياتي الذي كان يدعم فيتنام الشمالية، وتوسعت هيبته في العالم وذاعت شهرة قوته العسكرية. في الشهر نفسه، أي أبريل 1975، بدأت حرب لبنان الأهلية التي ضمت هي أيضاً من وراء الستار ومن أمامه مجموعة من القوى الدولية والعربية، في طليعتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
من طرائف، أو مصادفات أو مآسي الأقدار ليس فقط بدء الحرب في لبنان في موعد انتهائها من فيتنام، بل إن السفير الأميركي في سايغون، بُعث به سفيراً إلى بيروت، مما جعل الكثير من اللبنانيين يتوجسون شراً من وصول المستر جون جودلي إلى عاصمتهم في ذلك التوقيت، وكانوا طبعاً على حق. من موسكو وصل أيضاً السفير سولداتوف، الذي كان خبيراً في حروب المخابرات. ولم يكن فألاً حسناً على البلد الصغير.
تذكرت ذلك الآن عندما قال لي صديق عربي إنه ما إن تهدأ حرب في بلادنا حتى تقوم أخرى. بل إن حروباً تقوم من دون أن ننتظر حروباً أخرى. ولا تغيب عن الصورة طبعاً واشنطن أو موسكو، مضافاً إليهما الآن مجموعة من الدول الإقليمية التي كانت أوان حرب فيتنام ولبنان هادئة منشغلة بأمورها الداخلية، لم تستفق فيها نزعات الحروب الإمبراطورية، خصوصاً في إيران وتركيا. وتحضر الدولتان في كل حروب المنطقة، وفيما تجنح تركيا إلى السلم في بقاعٍ كثيرة، تصر إيران على الحروب المباشرة وغير المباشرة في كل مكان. بل تتجاوز بكثير نسبة الحروب التي شنتها، أو شجعتها موسكو وواشنطن خلال القرن العشرين.
انتهت حرب، أو حروب الهند الصينية وبقيت حرب لبنان مستمرة على الصعيد الداخلي. وفشلت الصين والاتحاد السوفياتي في جر فيتنام إلى نزاع آخر. وتعيش المنطقة المقاتلة سلاماً عميقاً وازدهاراً نسبياً. لكن الاتحاد السوفياتي الذي انتصر في فيتنام لم يعد هناك. ولا أيضاً الصين التي أبعدت فيتنام نفوذها بالقوة. وتشعل روسيا حرباً في جوارها ونصفها الأوكراني السابق، فيما أقصى ما تهدد به واشنطن هو العقوبات. أي السلاح الذي تستخدمه منذ أزمة الصواريخ الكوبية حتى العراق، وحتى طهران.
الذي يدق طبول الحرب بكل وضوح هذه المرة هو أيضاً بوتين. والمرتبك بلا جدل هو أميركا. وما إن تهدأ جبهة في الشيشان (مرتين)، أو القوقاز، أو أوكرانيا (مرتين)، أو أبخازيا أو جورجيا أو جنوب أوسيتيا، حتى تشتعل أخرى. ويعتمد بوتين على الانفصاليين في هذه البلدان لشن الحرب باسمهم، كما هو جارٍ حالياً في أوكرانيا. تقوم الحروب، كما قال مفكر بريطاني، لأسباب كثيرة، أهمها أن هناك من يحبها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنتهي هنا تبدأ هناك تنتهي هنا تبدأ هناك



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ المغرب اليوم

GMT 07:54 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
المغرب اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 16:08 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إنستغرام تتخلص من التحديث التلقائي المزعج عند فتح التطبيق

GMT 16:24 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 06:43 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أمزازي يؤكد أن الإحباط يحدّ من الرقي بمستوى الجامعات

GMT 20:23 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

محمد برابح ينتقل إلى فريق نيميخين الهولندي

GMT 01:58 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

علامة صغيرة تشير إنك مصاب بفيروس كورونا

GMT 06:32 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم في إطلالة جذابة باللون الأسود

GMT 01:51 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 14:27 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود الخطيب يُشعل حماس لاعبي "الأهلي" قبل مواجهة "الترجي"

GMT 06:12 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"إيتون Eaton- واشنطن" عنوان مميَّز للفنادق الفخمة

GMT 14:01 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حياة "غريس موغابي" المرفهة تتحول إلى أمر صعب للغاية

GMT 09:11 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

توقعات أحوال الطقس في تمارة الأحد

GMT 00:50 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة التحاق الممثل "أمين الناجي" بتنظيم "داعش"

GMT 04:17 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

العثور على آثار من مصر والهند شرق إثيوبيا

GMT 16:07 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شاب يذبح غريمه في بني ملال ويُرسله للطوارئ في حالة حرجة

GMT 00:17 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

كاظم الساهر يغني في منتجع "مازاغان" الشهر المقبل

GMT 12:00 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

نجوم بوليوود في عيد ميلاد فارون دهاون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib