«تانغو» غزة وتداعياتها المدمّرة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

«تانغو» غزة... وتداعياتها المدمّرة

المغرب اليوم -

«تانغو» غزة وتداعياتها المدمّرة

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

بعد مرور نحو شهر ونيّف على عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) في «غلاف» قطاع غزة، تتزايد الشكوك وتتسارع المخاطر.

وبغض النظر عن عنتريات بنيامين نتنياهو ووزير «دفاعه» يوآف غالانت في موضوع تغيير الخرائط، وعن أنَّ «ما قبل 7 أكتوبر ليس ما بعده»، و«مكابرة» بعض قادة «حماس» حيال ما جرى، لنراجع بعض المعطيات.

انطلاقاً من الأبعاد الاستراتيجية الخطرة والمواقف الغربية الصريحة واللامسبوقة، أعتقد أن أي محلل عاقل بات يشعر بأن ما نراه تجاوز مسألة «الدفاع المشروع عن النفس»، أو «عملية جراحية لإنقاذ رهائن» والثأر لـ7 أكتوبر، أو حتى تصفية «جماعة داعشية».

إن حق «الدفاع عن النفس»، وفق نصوص القانون الدولي، لا يشمل الاستهداف المتعمد للمباني السكنية بالصواريخ، ولا إجبار مئات الألوف على «المفاضلة» بين التهجير القسري والموت تحت ركام البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس. ناهيك من قصف المناطق التي أمِر هؤلاء المدنيون بالنزوح إليها في جنوب قطاع غزة!

ثم إنَّ عمليات «إنقاذ الرهائن» يُفترض أن يكون مُنطلقها الحفاظ على سلامة الرهائن، وليس الكلام ببجاحة وصلف فظيعين عن الاستعداد التام للتضحية بهم.

أما عن حركة «حماس» نفسها، فأعتقد أن كل من لديه أي مستوى من الدراية يدرك ما يلي:

1 - أنها حركة سياسية معروفة القيادات، انطلقت من خلفية «إخوانية»، ومارست العملين السياسي والعسكري علناً، بعكس كيان «داعش» الهلامي الغامض، الذي يبرز ويختفي وفق الحاجة.

2 - عبر السنوات الأخيرة اغتالت إسرائيل عدداً من مؤسّسي «حماس» وقادتها الذين جرّبوا العمل السياسي بعيداً عن استهداف المدنيين، أبرزهم الشيخ أحمد ياسين وإسماعيل أبو شنب والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ونفت وسجنت بعضهم.

3 - تدرك إسرائيل، ومعها بالطبع الولايات المتحدة، أن في «حماس» أكثر من تيار وجناح. وأوضح دليل على ذلك أن عملية 7 أكتوبر، وفق قيادات «حماس» وحليفها اللبناني - الإيراني، «حزب الله»، خُطِّط لها بتكتّم شديد ونفّذها المنفّذون من دون علم معظم قيادات الحركة.

4 - حيال موضوع «حزب الله»، الذي خرجت عدة عواصم غربية منذ سنوات «مُفتيةً» بوجوب الفصل بين «الجناحين» السياسي والعسكري للحزب، فإن الشيء نفسه ينطبق على «حماس»، ولا سيما أن عدداً من قادتها يقيمون في دول صديقة للغرب.

لكل ما سبق ذكره، فإنَّ اعتبارَ «حماس» - بمعزل عن الموقف السياسي منها ومن 7 أكتوبر - نسخة طبق الأصل عن «داعش» يعدُّ اعتباراً باطلاً... يدخل في نطاق التحريض الليكودي المكشوف.

مع هذا، فإنَّ قيادات «حماس» تتحمّل جزءاً من المسؤولية في إخفاقها بفهم الأوضاع المحيطة بها، وفي استسلامها لتناقضاتها الفكرية والتنظيمية، وفي تقصيرها برسم أولويتها كتنظيم جاهز ومؤهل للانخراط الفعلي في العمل السياسي.

إذ لا يعقل، مثلاً، لأي تنظيم القول إنَّه حريص على الهوية الوطنية الفلسطينية وعلى وحدة النضال الفلسطيني... ثم يساهم في شقّ صفوف الفلسطينيين والفصل الفعلي بين قطاع غزة والضفة الغربية.

أيضاً، من المُستغرب جداً أن تقف «حماس»، ذات الجذور «الإخوانية»، ضد الانتفاضة الشعبية السورية وتدعم قامعيها، بعدما تضافرت جهود إيران وعواصم غربية على «شيطنة» هذه الانتفاضة عبر اتهامها بأنَّها حركة «إخوانية».

واستطراداً، ومن منطلق مذهبيّ صرف، كيف تفسّر بعض أجنحة «حماس» وقوفها مع القيادة الإيرانية بعد كل ما شهدناه من سياسات هيمنة مذهبية، وفرز وتهجير وتهميش دفع ثمنها المكوّن السنّي في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن؟!

عودة إلى الجانب الإسرائيلي من «اللامعادلة». إنني أزعم أن من أخطر تداعيات 7 أكتوبر المواقف البالغة السوء الصادرة عن جهات يفترض أنها قادرة على التمييز بين التأجيج الاستثماري للعنف، والحدود المقبولة أخلاقياً لتعدد الآراء والاختلاف السياسي.

هنا كان السقوط الأكبر والأبشع للديمقراطيات الغربية، بمعظمها، وليس كلها. والمؤلم أن هذا السقوط ربما لم يأت فجأة كرد فعل على عملية 7 أكتوبر.

نعم، من المواقف والتصريحات التي نسمعها اليوم من الساسة الغربيين، كبارهم وصغارهم، ونقرأها في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ما ينمّ عن أنها مواقف ليست «بنت ساعتها»، ولم تأت تحت وقع الصدمة. إنها تبدو، أكثر فأكثر، جزءاً من مسار استراتيجي بدأ في ديسمبر (كانون الأول) 1991 مع إلغاء الأمم المتحدة قرارها السابق (3379) بمساواة الصهيونية بالعنصرية، ووصل الآن - عملياً - إلى اعتبار أي انتقاد أو معارضة لحكومة اليمين المتطرف والاستيطاني في إسرائيل مظهراً من مظاهر «العداء للسامية»!

إنه لظاهرة غير مسبوقة في الديمقراطيات الغربية، حسب علمي، أن تتسابق قيادات رصينة لاسترضاء أكثر الحكومات الإسرائيلية، والتضييق «المكارثي» (من المكارثية الأميركية) على أي انتقاد لحملة دموية قتلت حتى اليوم أكثر من 11 ألف مدني بريء، واعتباره إما «دعماً للإرهاب» وإما «عداء للسامية».

في ثقافتنا الشعبية في الشرق الأوسط، تعلمنا أن الإنسان «يظل بخير ما دام جاره بخير»، كما علّمنا مفكّرونا وأدباؤنا أن «من أمن العقوبة أساء الأدب»، وأخيراً لا آخراً، تعلمنا من الغرب ذاته أن «رقصة التانغو تحتاج إلى راقصيَن».

القصد هنا أنه كيف لامرئ أو جماعة تتوقّع العيش الآمن إذا حُرم الجار القريب من الأمن؟

وكيف يمكن لطرف في نزاع أن يرتدع عن الظلم والتعسّف ما دام يتمتع بدعم خارجي غير محدود؟

وكيف يمكن أن يقوم سلام أو تعايش إذا أصرّ الطرف الأقوى في النزاع على رفض القبول بوجود الطرف الآخر... ولتثبيت زعمه بأن لا وجود حقيقياً لخصمه، يمارس ضده الإلغاء الجسدي والديمغرافي والجغرافي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تانغو» غزة وتداعياتها المدمّرة «تانغو» غزة وتداعياتها المدمّرة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib