الشقّ الإقليمي من مأساة غزة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الشقّ الإقليمي من مأساة غزة

المغرب اليوم -

الشقّ الإقليمي من مأساة غزة

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

يبدو لي أننا نعيش فعلاً في عالم يكره العقلاء ويُطرب للمزايدين الشعبويين.

إننا نفهم أن الحقيقة هي الضحية الأولى للحروب، وإذا كان لدى الواحد منا بقية من شك فإن «حرب غزة» التي تجاوزت مآسيها الأسبوعين أكدت المؤكد.

أيضاً، ندرك منذ زمن، عبثية محاولة اقتناع من حسم أمره فقرّر - بعكس الإمام الشافعي - أن ما يؤمن به هو الحقيقة الكاملة المُحتكَرة التي لا تقبل الجدل ولا الشك ولا المراجعة. ثم، من خبرة ثلاثة أرباع القرن مع إسرائيل وأكثر من 40 سنة مع إيران، تأكّدنا أن أي عداءٍ سياسيّ يمكن أن يكون قابلاً للضبط أو الصلح... إلا حين يتحوّل إلى «حرب إلغاء» ممنوع أن تنتهي إلا بالقضاء المُبرم لطرف على طرف.

في تاريخ إسرائيل مرّت شخصيات عديدة، الغالبية العظمى منها تؤمن بالصهيونية وتلتزم بها. إلا أنه منذ البداية كان هناك، أولاً تفاوت في فهم الصهيونية، وثانياً في أساليب تطبيقها. ولئن كانت غالبية الذين جاءوا إلى أرض فلسطين من المؤمنين بها أرضاً للميعاد ووطناً مقدساً لهم، فإن نسبة لا بأس أيضاً منهم جاءت بسبب ظروف خارجة عن إرادتها، أسهمت فيها «لعبة الأمم»، والطموحات الإمبريالية، والنزعات القومية والدينية المتفلتة، والعنصرية المتطرفة.

وبالنتيجة، إذا كان ثمة صهاينة يفسّرون التوراة على هواهم، فثمة آخرون كانوا منذ البداية راضين بالتعايش اللا احتكاري لأرض فلسطين. ومقابل أحزاب يمينية متطرفة أسّست وتشظّت، ومن ثم اندمجت وتبدّلت أسماؤها عدة مرات، كان رائدها زيئيف جابوتنسكي و«تلامذته»، مثل مناحيم بيغن وإسحق شامير وانتهاء ببنيامين نتنياهو وزُمر الاستيطانيين «الكاخيين»، ظهرت حركات وشخصيات لم تسِرْ في الركب ذاته... ولم تقتنع يوماً بفكرة «الترانسفير» استراتيجية وحيدة لا بديل عنها.

والواقع، أن بعض غلاة المتدينين، كجماعة «ناطوراي كارتا»، يرفضون الصهيونية بعدّها حركة سياسية دنيوية مناقضة لليهودية كدين. ومقابل المتدينين، برزت كثرة من المفكرين والعلماء العلمانيين والليبراليين واليساريين، الذين تتفاوت راديكاليتهم ومناواتهم للدولة العبرية بين المعتدلين المؤمنين بالتعايش وتقاسم الأرض، والليبراليين المنادين بعلمانية الدولة، والراديكاليين الذين يُعيدون النظر بكل السردية التاريخية الصهيونية.

للأسف، من سوء طالعنا كعرب - وأيضاً من سوء طالع كل إسرائيلي عاقل ومعتدل ليس متحمساً للقضاء علينا - أن جماعة الإلغائيين و«الترانسفيريين» هم الذين يحكمون إسرائيل. وهؤلاء، بدعم من دوائر غربية متواطئة، يصادِرون الرأي العام الغربي بحجة حماية إسرائيل.

وخلال الأسبوعين الأخيرين، بالتوازي مع الخلط غير البريء بين التعاطف الإنساني الطبيعي مع معاناة المدنيين الفلسطينيين والتأييد المرفوض أخلاقياً لعملية «حماس» الأخيرة، صدر عن بعض الساسة الغربيين كلام حتماً يخجل من ترداده شرفاء وعقلاء يهود... كالمؤرّخين إيلان بابي وآفي شلايم، والناشطة والمؤلفة والمثقفة نعومي كلاين والصحافية اللامعة أميرا هاس.

وكان مثيراً للانتباه بالأمس قول هاس، خلال مقابلة صحافية أجريت معها في نيويورك وأنهتها متهدجة الصوت ودامعة العين، أن الرأي العام الإسرائيلي الآن «سكران بالرغبة الشديدة بالانتقام» من الفلسطينيين، «على وقع تحريض حكومة مغالية في يمينيتها يهيمن عليها (المستوطنون الفاشيون المتطرفون)». وزادت ببلاغة أن «التاريخ لم يبدأ يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023» (أي يوم هجوم حماس). والقصد هنا واضح، فإن قضية بتعقيدات الصراع العربي - الإسرائيلي المستمر منذ 75 لم تولد البارحة.

وبمناسبة الكلام عن هجوم «حماس». تابعت لبعض الوقت فقرات برنامج جَدلي على إحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية جمع طيفاً واسعاً من الآراء، ولعل من الإيجابيات القليلة مما تبقى في لبنان - ولو مؤقتاً - إمكانية جمع مثل هذا الطيف. لكن ما ضايقني، وإن لم يفاجئني، مشاهدتي كيف ما زال بعض الحركيين الفلسطينيين و«مؤيديهم» - بل والمزايدين عليهم من اللبنانيين، أسرى لذلك الخطاب الخشبي المشحون بالشعارات منذ ستينات القرن الماضي.

مع هذا، يظل أسوأ من الخطاب الخشبي بكل «عنترياته» و«نضالياته» و«طوباويته»، الاستخفاف الفظيع بآلام الناس والمعاناة الإنسانية التي تسبّب، ولا يزال يتسبب بها، الانتقام الإسرائيلي اللا إنساني غير المتناسب رداً على كل عملية لـ«حماس» وحلفائها.

أحد المتكلّمين - لا فضّ فوه - ذكّر المشاهد والمستمع بدروس التاريخ، وجاء في محاضرته العصماء أنه لا نضال ولا تحرير من دون ضحايا. غير أن المتكلّم لم يشرح كيف يمكن أن تكون «مقاومة» فعالة لإسرائيل - التي من ورائها أميركا - إذا ظلت محصورة بجبهة واحدة تشهد المجازر والدمار، بينما يلتزم «الحليف الاستراتيجي» للمقاومة بـ«قواعد الاشتباك» والرشقة مقابل الرشقة مع العدو في مناطق حدودية منتقاة بجنوب لبنان.

أيضاً، لا إجابة شافية حيال موضوع «السيناريوهات» المرتقبة، على مستويي لبنان والمنطقة، في حال قرّرت إيران تنفيذ «تحذيراتها» المتكرّرة وخوض المعركة لإنهاء حالة الاستفراد الإسرائيلية التدميرية والتهجيرية بقطاع غزة. وهنا، صحيح أنه رُصد خلال مقابلات إعلامية مع شخصيات «حماسية» بعض العتب المهذب على موقفي طهران وحزب الله من «حرب غزة»، إلا أن الوضع الحالي في لبنان، بالذات، وعموماً فيما كان يعرف بـ«دول الطوق» حول إسرائيل، وضع خطير. وهو سيزداد خطورة ما لم يسحب من التداول نهائياً موضوع «الترانسفير».

ما هو واضح حتى الآن، شدة المعارضة المصرية لتهجير الغزاويين إلى سيناء، والرفض الأردني التاريخي المعروف لمؤامرة «الوطن البديل»، والقلق اللبناني القديم من توطين اللاجئين الفلسطينيين أولاً... والسوريين ثانياً.

ولكن هل تجازف واشنطن بفتح باب المجهول؟ هل تغفل كل «الإشارات الحمر» إرضاء لليمين الإسرائيلي في سنة انتخابية أميركية حاسمة؟ وكيف ستتصرف إيران وتقطف الثمرة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشقّ الإقليمي من مأساة غزة الشقّ الإقليمي من مأساة غزة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib