كيف سينظر العالم في عيون أطفاله
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

كيف سينظر العالم في عيون أطفاله؟

المغرب اليوم -

كيف سينظر العالم في عيون أطفاله

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

العالم فعلاً في مأزق أخلاقي حقيقي لم يعش مثله من تاريخ الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومجزرة صبرا وشتيلا. بل إنه علاوة على ذلك بعد جريمة مستشفى المعمداني لن يكون سهلاً مستقبلاً الحديث عن حقوق الإنسان، وحقوق الطفل، ومناهضة العنف ضد النساء.
 

الأطفال يرتجفون ويموتون بأبشع الصور. ما حصل يتجاوز جغرافيته ولحظته ويُجبر الجميع على الإدانة، لأن عالماً يقبل بقتل الأطفال والمدنيين والنساء هو عالم فاقد لكل شيء.

إن ما حصل في غزة من تقتيل من أجل تهجير الفلسطينيين هو ضرب في العمق لكل المجهودات المتراكمة في مجال النضال من أجل حقوق الإنسان والطفولة والنساء. لذلك فإن الدمار أكبر مما نرى رغم فداحته.

هناك مشكل حقيقي: كيف سينظر العالم في عيون أطفاله؟ وما نفع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وبروتوكولاتها؟ هل من الممكن الحديث بثقة وبرأس مرفوعة عن حقوق الطفل بعد مشاهد التنكيل بالأطفال الفلسطينيين؟

لا أحد يستطيع أن يقلل من بشاعة مجزرة مستشفى المعمداني، ولا أحد يستطيع أن يبرر معنى أن تُجرى حالياً العمليات الجراحية من دون تخدير.

ما حصل يوم الثلاثاء الماضي أطاح بخطابات العالم حول الحقوق والمساواة والمدنيين والتنمية والحريات... لقد وضعت إسرائيل العالم في عنق زجاجة وأعادته إلى زمن تهجير الشعوب واستباحة دم وأرواح النساء والأطفال، وكتبت صفحة سوداء أكثر من سواد سابق في تاريخ البشرية وفي العصر الذي يتشدق بحقوق الإنسان.

ما حصل ويحصل في غزة وضع كل من له ضمير في ورطة أخلاقية، وبعثر الأوراق بشكل يؤكد أن ما قبل مجزرة مستشفى المعمداني ليس هو ما سيكون بعدها في الأبعاد كافة. كما أن مهمة الحقوقيين في العالم ستتضاعف صعوبتها آلاف المرات، لأن زعماء الخطاب الحقوقي يمارسون ازدواجية المعايير التي تضرب كل المصداقية.

يحتاج كل صاحب أطروحة إلى الحد الأدنى من المصداقية أو على الأقل التظاهر بمصداقية ما يتم الترويج له. وأي ممارسة لسياسة الكيل بمكيالين، واعتماد معايير ليست نفسها على الجميع فإنه يطيح بكل شيء، وكأن الذين كانوا يُنظرون لحقوق الإنسان والحريات كانوا يحرثون في البحر.

من ناحية ثانية، وعلاوة على ضرب مبادئ الخطاب العالمي حول حقوق الإنسان ومقولة لا أحد خلف الركب، فإن تلقي مثل هذا الخطاب والرسائل والمبادئ لن يجد الأذن الصاغية. ولعل الأخطر هو أن المواقف القائمة على ازدواجية المعايير إنما تصنع الشعور بالقهر لدى الشعوب، وهو شعور يمثل الخزان الفعلي للعنف والإرهاب ولعدم استقرار العالم.

المشكلة أن العالم الموصوف بالقوي لم يفهم بعد أن أمن العالم وأمن الأقوياء مرتبط بأمن الجميع والعدالة وبالمعايير الموحدة لا ازدواجية المعايير.

إننا في لحظة مفصلية كاشفة ومؤكد أنها ستكون لحظة تتبعها تغييرات معمقة، لأن العالم يعيش امتحاناً يبدو فيه الفشل هو النتيجة. وطبعاً يعني الفشل استئناف النضال، واستئناف إعادة ترتيب المنهجية والمبادئ، والتفكير في آليات أكثر جدوى وأكثر حماية للمنجز الإنساني.

لقد تغير العالم وتغيرت حاجات الإنسان، ولكن على مستوى الصراعات والعلاقات لم يتغير شيء، لذلك نجد أنفسنا دائماً في النقطة الصفر.

وليس مبالغة القول إن جريمة المستشفى وقتل الأبرياء وما شهدناه من دموع أطفال وخوف ورعب وما يحصل من محاولات تهجير بشعة، لا تعترف لا بالقوانين الدولية ولا بأدنى المبادئ الإنسانية؛ إنما نتجت عنه أزمة حقيقية لدى الجميع سواء أكانت دولاً ونخباً ومنظمات.

لذلك، وبعد كل الأرواح التي ذهبت غدراً لا بد من مقاربة جديدة للقضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني، ولا مفر إذا كان العالم يبحث حقاً عن السلام والحد الأدنى منه من كسب هذا التحدي، لأن الاستمرار في إدارة الحق الفلسطيني وفق ازدواجية المعايير لن يمكن العالم كله من تحقيق أي تقدم حقيقي في مجال البناء والتأسيس، لأن مثل هذه الممارسات تطيح بكل شيء وتعيدنا كما أسلفنا الذكر إلى نقطة الصفر، وتخلق الريبة والتشكيك في كل المقولات الكبرى الأممية التي تتنافس البلدان من أجل الرفع في مؤشرات إنجازها.

حانت اللحظة التاريخية لإيجاد حلول نهائية لقضية مثلت مورد ظهور لأزمات كثيرة ولاحتقان نفسي سياسي ما فتئ يكبر. من المهم أن يفهم العالم أن لا أمن في منطقة الشرق الأوسط ولا استقرار وحال القضية الفلسطينية على ما هي عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف سينظر العالم في عيون أطفاله كيف سينظر العالم في عيون أطفاله



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib