السعودية الجديدة والممانعة الخفية
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

السعودية الجديدة والممانعة الخفية

المغرب اليوم -

السعودية الجديدة والممانعة الخفية

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

السعودية الجديدة ملء سمع العالم وبصره، ومن طبيعة التاريخ والبشر أن النجاحات المتوالية والضخمة، كما تصنع الأصدقاء فإنها تصنع الأعداء، هذا جزء من طبيعة الحياة وتدافع البشر والمجتمعات، والأمم والدول، وثمة مظاهر يمكن رصدها لتحركات مريبة وتدعو للتأمل من قبل جماعاتٍ وتياراتٍ لا ترضى بما يجري في السعودية الجديدة.
قدر الكبار أن يكونوا حديث الجميع، ولمكانة السعودية وتأثيرها الكبير على كل المستويات، فلم يزل كثيرون يعتقدون أنهم مسؤولون ومعنيون بشؤونها الداخلية، وإن لم يكونوا من أهلها، مرت بهذا تياراتٌ ودولٌ ورموزٌ في السابق لأسبابٍ مختلفةٍ، ويحدث الأمر ذاته اليوم، وإن بأشكال وطرائق مختلفة.
في السابق، هاجموا السعودية بأنها مملكة «رجعية»، وأن ثرواتها يجب أن توزع على غيرها من الدول والشعوب، وخرجت مقولات «نفط العرب للعرب» ومثيلاتها، وطروحات «اليسار العربي» و«القوميين العرب» من «ناصريين» و«بعثيين» كانت تدس أنفها في كل شأن سعوديٍ، إما بسبب العداوة الصريحة، وإما بسبب الطمع والحسد، وإما رغبة في ضرب استقرارها ورفاهها.
ورث هؤلاء جميعاً جماعات وتنظيمات ورموز «الإسلام السياسي»، وكعادتهم، فقد توزعوا الأدوار السالفة كلها بينهم، فبعضهم حمل راية العداء الصريح للسعودية مثل «تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش» وقبلهما تنظيم «التكفير والهجرة» و«حزب التحرير» ونحوها، وبعضها اختار «التغلغل» في السعودية دولةً ومجتمعاً، تعليماً عاماً وعالياً، وزاراتٍ ومؤسساتٍ دينية، مثل «جماعة الإخوان المسلمين» و«جماعة السرورية» ونحوهما، والطمع تجلّى أكثر ما تجلى في «الجمعيات الخيرية» وجمع التبرعات والأموال، وتطوّر أكثر في تطوير منتجاتٍ دينية - اقتصادية محورها الأموال، من مثل «المصرفية الإسلامية» و«الأسهم الشرعية» ونحوهما، وبعضها تجلى في السطو على التاريخ السعودي وتجييره لخدمة أهداف تلك الجماعات وإعادة صياغته ليتفق مع الفكرة الجامعة لمبادئ وأفكار وطموحات رموز الجماعات والتيارات والتنظيمات الإسلاموية.
هذا غيض من فيضٍ، وإيجازٌ يمنح فكرةً عامةً لما جرى من قبل، واليوم مع السعودية الجديدة ما زال البعض يمارس الأساليب القديمة نفسها والمواقف العدائية الصريحة؛ وهو الأقل، والبعض يختار التغلغل سبيلاً والمواربة مسلكاً، حتى لا يمنعه التصريح بالعداوة من التأثير والفاعلية، وقد تحدث كاتب هذه السطور من قبل عن «إخوان السعودية... المقولات الجديدة» في هذه الصحيفة وهذه المساحة.
قضت الدولة السعودية على «خطاب الصحوة» المعلن عبر القوانين والأنظمة الصارمة تجاه هذه الجماعات ورموزها، وهي جماعاتٌ ذات خبرةٍ في الاختباء والعمل تحت الأرض، وتاريخها خير شاهدٍ، وبما أن الدولة قويةٌ وطموحةٌ ومتوثبةٌ رؤيةً ومشاريع وطموحات لا يحدها إلا عنان السماء، فقد بدأت الأدوار السابقة تتقسم على خطاباتٍ ورموزٍ تأتي من خارج السعودية والمقصود الأول لها وشغلها الشاغل هو ما يجري داخل السعودية.
لا يتحرك هؤلاء، ونماذجهم متعددة، ضد الأنشطة العمرانية، ولا يتعرضون للنجاحات الاقتصادية ولا يتناولون الصراعات السياسية، بل يدخلون من مداخل معينة يجدون لهم فيها سبيلاً ومبرراً، فعلى سبيل المثال، واحدٌ من أهم مظاهر السعودية الجديدة هو «الرفاه» بوصفه إحدى مسؤوليات الدولة فلسفياً وفكرياً، و«الترفيه» بوصفه منتجاً مهماً لتحسين «جودة الحياة» وتحقيق «رؤية السعودية 2030»، وأنشطة الترفيه السعودية باتت حديث العالم العربي والشعوب العربية وشعوب المنطقة، وهي تجتلب الاهتمام المزداد من الناس من داخل السعودية وخارجها، وهو ضربٌ لكل أفكار «الإسلام السياسي» المتطرفة والمتشددة، وهنا مدخلٌ لهذه التيارات ورموزها، ويكفي هنا مثالان سريعان حدثا قبل أيام معدودة، حفل جوائز «جوي أوورد» وحفل «ليلة صوت الأرض» للاحتفاء بالفنان السعودي الراحل طلال مداح، وهما حفلان مبهجان ويدعوان للفخر ويعظمان الطموح بالمستقبل، ولكن لهذه التيارات موقفٌ آخر، فكيف تعاملت هذه التيارات مع هذه الأحداث والفعاليات الكبرى والحضارية والمهمة؟ الجواب هو بالفتاوى التحريضية والخطب الرافضة لها والدروس المحذرة منها، فيخرج شيخ متكئ على أريكته في دولة خليجية أو عربيةٍ ويبث عبر برامج «السوشيال ميديا»، ويستهدف الجمهور السعودي ويسأله تلاميذه؛ لا عما يجري في بلادهم، بل عما يجري في السعودية، ولا يجد هذا المفتي الصحوي غضاضةً في استجرار خطاب الصحوة المتشدد بعجره وبجره وبنفس أفكار رموزه الذي يخضعون للمحاكمة داخل السعودية، ويتهجم على هذه الفعاليات والأنشطة، والعجيب أنه وأمثاله يزورون السعودية ويحتفى بهم في تجمعاتٍ تثير الاستغراب حقاً.
تهتم السعودية الجديدة بهويتها وتاريخها وحضارتها في مجالات متعددة وعلى مستويات مختلفة، والهوية والتاريخ أمران مركزيان في تاريخ الأمم والشعوب، وهما لهذا، مركزيان في خطاب «جماعات الإسلام السياسي»، ولها ولرموزها أدبيات لا تنقضي حولهما من مؤلفاتٍ وكتبٍ إلى أبحاثٍ ومقالاتٍ، إلى «كاسيتات» ومواقع إلكترونية، إلى خطبٍ وفتاوى، وفي السعودية تحديداً ومنذ الاحتكاك الأول لحسن البنا بالملك عبد العزيز في ثلاثينات القرن الماضي، وبعد «التغلغل» الكبير في السعودية وفقاً لظروف تاريخية وسياسية معروفة وصولاً إلى اليوم، فقد كان هذان الأمران أساسيين في طروحات هذه الجماعات.
لقد صدرت عشرات الكتب والمؤلفات، وعشرات الرسائل الأكاديمية والجامعية تحت نظر وإدارة رموز هذه الجماعات، معنية بأمرٍ واحدٍ؛ هو تغيير «الهوية» السعودية و«التاريخ» السعودي و«إعادة كتابة التاريخ» السعودي من جديد، بما يتوافق مع رؤية هذه الجماعات ومبادئها وأفكارها، وهذه الجهود صرفت عليها مبالغ طائلة وعملت لها شخصيات في مناصب مرموقة وتأثير فعّالٍ، ومع تراكم السنين بات نفض الغبار عنها ومساءلتها ومناقشتها حاجة ملحةً وضرورة فكرية وعلمية مهمةً.
في هذا السياق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحتفل السعودية هذا الشهر بـ«يوم التأسيس»، وهو مناسبة وطنيةٌ بالغة الأهمية في تثبيت رؤية الدولة السعودية لـ«هويتها» و«تاريخها»، فهي تجلو كثيراً من الغبش والعبث اللذين تمّا قديماً وحديثاً تجاه هذين الأمرين المهمين، وهو بطريقة البناء لا الهدم، يلغي جهوداً مكثفةً لهذه الجماعات استمرت عقوداً من الزمن لإعادة كتابة التاريخ السعودي والهوية السعودية، ومن الطبيعي ألا يصمتوا وأن يجدوا مدخلاً للممانعة والرفض.
وقد جاء - أيضاً - من خارج السعودية هذه المرة، وبطريقة تتدثر بالبحث العلمي والمنهج الأكاديمي لضرب تفاصيل هذه المناسبة الوطنية المجيدة، وأيضاً ليس عبر الممانعة الصريحة والرفض المباشر، بل عبر التشكيك والتساؤل الذي يحمل الولاء شعاراً والممانعة دثاراً.
أخيراً، فالعاقل يعلم جيداً أن الأفكار لا تموت، وأنها تجد لنفسها طرائق للتعبير تتأقلم مع المستجدات، ومهم رصد هذه الطرائق الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية الجديدة والممانعة الخفية السعودية الجديدة والممانعة الخفية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib