تركيا انتظار الربيع
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

تركيا: انتظار الربيع

المغرب اليوم -

تركيا انتظار الربيع

أمير طاهري
بقلم : أمير طاهري

منذ ثلاثة أسابيع فقط، احتفل الناس عبر أرجاء تركيا بالاعتدال الربيعي من خلال طقوس تقليدية. ومع ذلك، لا يزال الكثير من حديث الأتراك يتركز حول «الربيع الحقيقي»، الذي يأملون أن يبدأ في 14 مايو (أيار) عندما يتوجه 65 مليون ناخب تركي لصناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ومن المفترض أن يشكّل الربيع المأمول النهاية السياسية للرئيس رجب طيب إردوغان الذي قاد سفينة تركيا الجانحة لفترة أطول عن أي زعيم آخر منذ نهاية الخلافة، منذ ما يقرب من عقد.
ويمثل الربيع الكلمة المحورية في الشعار الانتخابي الذي اختاره كمال أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، المنافس الرئيسي لإردوغان في الانتخابات. وتعهد قلجدار أوغلو بأنه: «أعدكم بأن الربيع سيعود!».
ومع أن كلاً من قلجدار أوغلو وإردوغان، ناهيك بالمنافسين الآخرين متوسطي الثقل؛ محرم إينجه وسينان أوغان، طرحوا برامج انتخابية رفيعة المستوى، من الواضح أن الانتخابات المقررة في 14 مايو، تشكل في حقيقتها استفتاءً على مسيرة إردوغان السياسية الممتدة لـ25 عاماً. وبسبب التشخيص المفرط للمنافسة، يبدو من الصعب للغاية تخمين النتيجة.
بوجه عام، يمكن تقسيم مسيرة إردوغان المهنية الطويلة إلى ثلاث مراحل. خلال المرحلة الأولى، بدا زعيماً شجاعاً عاقد العزم على تنفيذ الإصلاحات التي بدأها تورغوت أوزال، وقيادة تركيا نحو الحداثة. وبعد قضائه فترة بمنصب عمدة إسطنبول، المدينة الإمبراطورية السابقة التي عانت الإهمال، وساعد إردوغان في تحويلها إلى حاضرة ضخمة تعج بالحركة، قاد إردوغان من منصب رئيس الوزراء سلسلة من الإصلاحات التي وضعت الاقتصاد التركي على الطريق نحو النمو المستدام على مدار عقد.
كما حقق إردوغان إنجازات على صعيد التخلص من القنبلة الكردية الزمنية التي ظلت عقاربها تدق على مدار نصف قرن. وهدفت السياسة الخارجية لإردوغان إلى الوصول بعدد الأعداء إلى صفر، وأحرز نجاحاً لافتاً في ذلك داخل منطقة يبني الزعماء فيها مكانتهم من خلال صناعة الأعداء.
ومع ذلك، بدا إردوغان خلال المرحلة الثالثة زعيماً منعزلاً على نحو متزايد تسيطر عليه الهواجس.
وإذا حكم الناخبون الأتراك على إردوغان من نسخته الثالثة، فليس ثمة شك في أنهم سيلقون به في مزبلة التاريخ. في الوقت الراهن، تبدو تركيا في صورة كئيبة، خصوصاً أن النمو الاقتصادي المستدام حل محله ما تبدو أنها حالة تراجع بطيء ومروع. اليوم، يتجاوز التضخم 55 في المائة سنوياً، تبعاً لتقديرات رسمية، وربما يتجاوز الـ100 حال اعتماد أنماط أخرى من التحليل. وبعد أن كان كالنهر الهادر، انحسرت الاستثمارات الأجنبية اليوم لما يشبه مجرى مائي هزيل.
أيضاً، يتذكر الجميع إردوغان في نسخته الثالثة من خلال قمعه وتعامله مع خصومه السياسيين الحقيقيين والمفترضين، خصوصاً أنصار معلمه الإسلامي السابق فتح الله غولن، وكذلك فلول الجماعات اليسارية، وأخيراً جزء من قاعدته الكردية الانتخابية السابقة.
أما محاولته لاختراع هوية وطنية جديدة للأتراك، بوصفهم أحفاد الحيثيين القدماء وأبناء طروادة والرحالة السلاجقة والعثمانيين، فانتهت بحالة من الارتباك والشك في صفوف قطاعات كبيرة من الأمة.
ويمكن النظر إلى المرشح الذي يواجه الناخبين في 14 مايو، بوصفه الرجل الذي صنع أعداءً أكثر بكثير لتركيا من أي شخص آخر منذ حصار فيينا؛ فقد أغضب حلفاءه في «الناتو» بتودده إلى بوتين، واعتراضه طريق انضمام السويد إلى الحلف.
وبعد أن كان ذات يوم هدفاً وطنياً، أصبحت إمكانية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي اليوم في حكم المستحيل. كما استعدى إردوغان إسرائيل، التي كانت ذات يوم صديقاً مقدراً لتركيا، وذلك على أمل كسب ود ملالي طهران. ومع ذلك، أثار سخط هؤلاء الملالي أنفسهم بمعاونته جمهورية أذربيجان، التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق، في حربها أمام أرمينيا المدعومة من إيران.
كما أن مناوشات إردوغان مع اليونان، تسببت في وقف الاستثمارات المطلوبة لاستغلال موارد الطاقة ببحر إيجه، والتي تعد بمثابة منجم ذهب محتمل أمام دول المنطقة.
وبتوريطه تركيا في المستنقع السوري، ساعد إردوغان في تعطيل أي تحركات نحو إنقاذ سوريا التي مزقتها الحروب من وضعها الراهن كمنطقة لا تخضع لحكم.
وأسفر ذلك بدوره عن الإبقاء على وضع تركيا الراهن بوصفها أكبر معسكر لاجئين في العالم.
كما قاد إردوغان تركيا نحو إبرام اتفاقات تتضمن عمليات لخرق العقوبات، بهدف تقديم يد العون للجمهورية الإسلامية في إيران والاجتياح الروسي لأوكرانيا.
كما أن إردوغان الذي سيواجه الناخبين في 14 مايو، سيتعين عليه الرد على تساؤلات بخصوص كارثة الزلزال التي ألمّت بالبلاد قريباً، وتضرر منها قرابة ثلاثة ملايين نسمة وكبّدت تركبا أكثر من 120 مليار دولار. والتساؤل الأكبر على هذا الصعيد: هل كان للصفقات المشبوهة، والتصاريح غير القانونية المرتبطة بالبنية التحتية، والوتيرة الكسولة لعملية صنع القرار، دور في توسيع نطاق المأساة الناجمة عن الكارثة الطبيعية؟
وتكشف حقيقة تخلي بعض أقدم أعوان إردوغان عنه، ومن بينهم وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، ووزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو، أنه فقد بالفعل قطاعاً كبيراً من ناخبيه الذين يضمون تكنوقراطاً ورجال أعمال بميول إسلامية، وهي المجموعة التي عاونت في تأليب جميع المدن الكبرى تقريباً ضد النسخة الثالثة من إردوغان.
ومع تحالفه مع أصحاب التوجهات القومية المتطرفة والجماعات القومية التركية، بما في ذلك تنظيم «الذئاب الرمادية»، يترأس إردوغان اليوم حكومة تأتي على رأس قائمة الدول صاحبة العدد الأكبر من السجناء السياسيين، بمن في ذلك الصحافيون.
تكشف التقديرات أنه في أي انتخابات، يصوّت ما بين 30 في المائة و40 في المائة لصالح الوضع القائم، على أساس أن الشر الذي نعلمه أفضل من ذلك الذي نجهله.
هناك كذلك أمر ينبغي أخذه في الاعتبار، وهو أن قلجدار أوغلو، رغم كونه رجلاً مهذباً، فإنه أبعد ما يكون عن الشخصية الكاريزمية التي تتطلبها انتخابات تقوم على الشخصية أكثر من السياسات المطروحة. الأهم من ذلك، أنه بإمكان إردوغان دفع كفة الميزان الانتخابي لصالحه.
الأسوأ من ذلك، أن إردوغان قد يفوز في الانتخابات، لكنه قد يخسر أغلبيته داخل البرلمان، الأمر الذي سيدفع بتركيا نحو المجهول، ويزيد تعقيد الشرق الأوسط المعقد أصلاً، ربما على نحو لم يَرد على ذهن ولا حتى الجنرال ديغول.
قد يحل الربيع في تركيا مثلما يأمل خصوم إردوغان، أو لا يحل، لكن لو حدث ذلك، فإنه سيكون نبأً رائعاً لمن يعدون تركيا قوة إقليمية كبرى بمقدورها الاضطلاع بدور رائد في وضع نهاية للكثير من الأزمات التي تعانيها مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقوقاز ومناطق واسعة من أوروبا.
   

 
     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا انتظار الربيع تركيا انتظار الربيع



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib