منطقة «سندريلا» في حالة تمرد
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

منطقة «سندريلا» في حالة تمرد

المغرب اليوم -

منطقة «سندريلا» في حالة تمرد

أمير طاهري
أمير طاهري

«كأنها ساحة معركة»... هكذا وصف شهود العيان المشهد في «سارافان» بعد يومين من العنف الاثنين والثلاثاء الماضيين، حيث لقي عدد غير محدد من الضحايا حتفهم بينما فقدت السلطات المحلية السيطرة لفترة وجيزة على المدينة.
ورغم أن طهران زعمت أن شخصين قد قتلا وأصيب خمسة آخرون، فقد ذكرت تقارير محلية أن عدد القتلى بلغ 37 إضافة إلى عشرات الجرحى.
وبسبب فجوة المصداقية المرتبطة بالنظام وخصومه، وغياب التغطية الصحافية العادية، فإنه من الصعب بمكان التيقن من الأرقام، ومن الصعب أيضاً معرفة كيف بدأ العنف.
وتقول طهران إن الطلقات الأولى جاءت من القوات الباكستانية التي تحرس الحدود التي تفصل بين بلوشستان الإيرانية والباكستانية، لكن الباكستانيين ينفون تورطهم ويلومون «الحرس الثوري» الإيراني على التسبب في المأساة بالاستخدام المفرط للقوة.
تقع منطقة سارافان في أقصى الجزء الشرقي من اليابسة الإيرانية، على بعد نصف منطقة زمنية عن بقية البلاد. وكان ما يعكس هذه الحقيقة أن إيران، بقيادة رضا شاه، أضافت 30 دقيقة إلى منطقتها الزمنية المحسوبة بتوقيت غرينتش.
وبحسب كلمات الأغنية الشعبية البلوشية، «عندما تصل الشمس إلى إيران، فإنها تقبّل سارافان أولاً».
تسرد «سارافان»، ومعها بقية بلوشستان، حكاية معاناة دامت 42 عاماً من حكم الخمينيين. ومن المؤكد أنه حتى قبل استيلاء الملالي على السلطة، كانت بلوشستان - التي تعتبر إدارياً جزءاً من سيستان وبلوشستان وهي أكبر مقاطعات إيران البالغ عددها 31 مقاطعة - تُعامل دائماً كسندريلا.
عندما زرت المقاطعة لأول مرة في عام 1969 للحصول على سلسلة من المقالات لصحيفة «كيهان إنترناشيونال» اليومية، شعرت لوهلة أنني دخلت آلة الزمن التي أعادتني إلى العصور الوسطى.
فبعد أقل من عقد من الزمان تغيرت الأمور إلى حد ما مع استيقاظ المقاطعة النائمة على عشرات المشاريع التنموية، بما في ذلك بناء قواعد جوية وبحرية على خليج عمان. ودخلت مدن مثل «خاش»، و«إيرانشهر»، «ونكشهر» وفوق ذلك «زاهدان» عاصمة المقاطعة، عصر الازدهار الاقتصادي الذي غذته عائدات النفط الإيرانية المتزايدة. ولكن حتى في ذلك الوقت، لم تتخل بلوشستان، رغم حصولها على ملابس جديدة، عن وضع سندريلا.
في ذلك الوقت كان المخططون الاقتصاديون الإيرانيون مهووسين بمعدل النمو الاقتصادي. وبعد أسطورة «الإقلاع» التي روّج لها الاقتصادي الأميركي دبليو دبليو روستو، جادلوا بأن الدول النامية مثل إيران يجب أن تركز على أجزاء من أراضيها تكون قادرة على تحقيق أعلى وأسرع عائد على رأس المال المستثمر. وفي حالة إيران، كان ذلك يعني عودة سريعة لمناطق مثل خوزستان، وأذربيجان، وقبل كل شيء، طهران نفسها.
كان بعد بلوشستان سبباً آخر لجعلها تبدو سندريلا. فلم يكن للمقاطعة أي ارتباط بشبكة السكك الحديدية الوطنية، وكان بها مطار واحد فقط قادرا على التعامل مع الطائرات الصغيرة.
حتى السفر براً لم يكن سهلاً. فقد يستغرق عبور ممر قصير لكن عابر للمقاطعات يُعرف باسم «ريغ سباكيه»، وهو امتداد يشبه الأفعى من الرمال المتحركة، أياماً بدلاً من ساعات.
كان الافتقار شبه الكامل لمرافق الضيافة حتى منتصف السبعينات يعني أنه رغم الجمال المذهل وتنوع طبيعتها لم تتمكن بلوشستان من دخول سوق السياحة المحلية بشكل مزدهر. فقط قلة من الإيرانيين سمعوا عن بحيرة «جاز موريان» المهيبة، ونهر «جاكيغوفار» حيث تزدهر التماسيح أو «بركان تفتان»، البركان الوحيد الذي لا يزال نشطاً في الهضبة الإيرانية. كما ظل الخط الساحلي الرائع لخليج عمان بشواطئه الرملية ومناخه الشبيه بالربيع على مدار العام غير معروف.
سبب آخر لإهمال بلوشستان هو أنها تمثل حدود إيران الأكثر أماناً. فبحلول عام 1973 كانت الحدود بأكملها، حوالي 1000 كيلومتر، تحت حراسة أقل من 300 من رجال الدرك، بينما تم سحب الحامية الوحيدة للجيش الوطني في «خاش».
ظلت إمكانات بلوشستان للتنمية الزراعية غير مستغلة كما فعلت مواردها المعدنية الغنية، بما في ذلك مناجم اليورانيوم.
بعد نقاش في دوائر صنع القرار في طهران، اعترفت الحكومة بأنه لا ينبغي إدارة بلد ما كشركة خاصة، حيث تكون العودة السريعة هي الشاغل الأكبر. كان من المنطقي الاستثمار في بلوشستان حتى لو كان ذلك يعني عائداً أصغر وأبطأ. وبحلول ذلك الوقت في عام 1977 عندما أكملت طهران خطتها «التوجه شرقا» لتحويل «سيستان - بلوشستان» إلى قطب إنمائي رئيسي، كانت البلاد تتجه إلى منطقة الاضطراب التي أدت إلى استيلاء الملالي على السلطة.
مرة أخرى، جرى إرسال سندريلا إلى غياهب النسيان. فقد كان لدى الملالي سبب آخر لإهمال البلوش، ومعظمهم من المسلمين السنة المتشككين دوما في نظام قائم على آيديولوجيا إمامية متشددة. فخلال العقود الأربعة الماضية، دفع تراكم المظالم بالبلوش إلى مزاج متمرد.
وأدى انتشار الفقر وإهمال البنية التحتية المتواضعة بالفعل والتحويل القسري إلى النسخة الخمينية من المذهب الشيعي وانعدام الأمن وما يُنظر إليه على أنه إذلال ثقافي إلى هجرة جماعية، غالبيتها إلى باكستان، ومن ثم ظهور عصابات متمردة مسلحة مرتبطة أحياناً بتجار المخدرات والسوق السوداء ومهربي البشر.
في عام 2017 زعمت طهران أن أكثر من 80 فرقة مسلحة متمركزة في باكستان تعمل ضد إيران. وفي عام 2016 صدمت مساعدة الرئيس حسن روحاني لشؤون الأسرة إيران بالكشف عن أنه خلال جولة واسعة في بلوشستان وجدت أنه في العديد من القرى والبلدات الصغيرة علمت أن معظم العائلات قد فقدت آباءها أو قُتلت في معارك بالأسلحة النارية مع «الحرس الثوري» الإيراني أو تم إعدامهم بوصفهم مهربي مخدرات.
ووفقاً لدراسة أجرتها وزارة الداخلية، فإن ما يقرب من 30 في المائة من أحكام الإعدام التي تجعل من الجمهورية الإسلامية ثاني دولة لديها أكبر عدد من الإعدامات في العالم بعد الصين، قد تم تنفيذها مع البلوش الذين يمثلون 1.8 في المائة من سكان إيران. ووفقاً للمصدر نفسه، فإن أكثر من 3000 بلوش، بمن فيهم مدرسون دينيون وطلاب، يقبعون في السجون الإيرانية.
على مدى العقود الماضية، قُتل العشرات من حرس الحدود الإيرانيين وأفراد الأمن الآخرين، من بينهم ضباط رفيعو المستوى بمن فيهم الجنرال شوشتاري، في اشتباكات مسلحة مع تلك العصابات.
القوة العسكرية الوحيدة التي تستشهد بها طهران للجنرال قاسم سليماني هي الاشتباك الذي دام أربعة أسابيع مع متمردي البلوش قبل حوالي 30 عاماً. في عام 2018، قام «الحرس الثوري» الإيراني بتسليم حراسة الجزء من الحدود الذي يمس أفغانستان للجيش النظامي. كما طالب «الحرس الثوري» الإيراني أيضاً بـ4000 رجل إضافي وميزانية تكميلية قدرها 100 مليون دولار سنوياً لتأمين الجزء الذي يمس باكستان. وبقدر ما يمكننا الجزم بعدم تلبية أي من الطلبين، حيث تواجه طهران مشكلة تدفق نقدي أدت أيضاً إلى تخفيضات في رواتب «حزب الله» و«حماس» وبشار الأسد.
الغطرسة والجهل والقمع هي السمات الرئيسية لنهج طهران تجاه مشكلة اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة تتطلب الفهم والرحمة والبراغماتية، وهي مفاهيم لا مكان لها في قاموس الملالي، فقد حولت سخافاتهم بلوشستان إلى برميل بارود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة «سندريلا» في حالة تمرد منطقة «سندريلا» في حالة تمرد



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib