أردوغان لا يستوعب سقوط إسطنبول

أردوغان لا يستوعب سقوط إسطنبول!

المغرب اليوم -

أردوغان لا يستوعب سقوط إسطنبول

بقلم - مكرم محمد أحمد

يبدو أن ضياع بلدية إسطنبول فى انتخابات البلديات الأخيرة من أيدى أردوغان، وانتصارها للمعارضة التركية يشكل ضربة قاصمة للرئيس التركى الذى يمارس كل الضغوط الممكنة لتغيير نتائج التصويت فى المدينة بعد أن فاز برئاسة بلديتها مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو! ونشر معهد دراسات الحرب الأمريكية السبت الماضى تقريرا مطولا يكشف محاولات أردوغان وسلوكه الخطير لتغيير نتائج التصويت فى المدينة التى يعتبرها أردوغان قلعته الحصينة، وقال التقرير الأمريكى إن الرئيس التركى يمارس على المجلس الأعلى للانتخابات ضغوطا شديدة لإعادة التصويت فى المدينة، وأن المجلس اتخذ فى السابق قرارات عديدة فى مصلحة أردوغان بعد أن توسعت سلطات الرئيس التركى، ولفت التقرير الأمريكى الانتباه إلى أن أردوغان قرر تمديد فترة عمل سبعة من أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات أواخر العام الماضى، وأنه يتمتع بسلطة تعيين أعضاء يدينون له بالولاء، وأن للمجلس الأعلى سوابق عديدة أتاحت له تعزيز قبضة أردوغان على الحكم، وأن الرئيس أردوغان قام مرارا منذ عام 2017 بسن تشريعات خاصة لتوسيع نفوذه عبر المجلس، وأعربت نقابتان للمحامين الأتراك عن رفضهما العلنى تدخلات أردوغان لسرقة بلدية إسطنبول بعد أن فاز بها مرشح المعارضة أكرم أوغلو، كما أصدرت نقابة المحامين الأتراك فى مدينة أزمير بيانا أعربت فيه عن رفضها الشديد لإدعاءات حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان بوجود شبهات فساد فى عملية التصويت فى إنتخابات بلدية إسطنبول تستدعى إعادة التصويت. وانضمت نقابة المحامين فى أنقرة إلى نقابات المحامين المعترضة على قرارات أردوغان، وقالت النقابة إن مداهمة الشرطة منازل المواطنين فى منطقة بسيون حكمه بإسطنبول وسؤال الناس لأى حزب صوتوا أمر لا يعتمد على أى سند قانونى، واتهم زعيم حزب السعادة التركى الرئيس رجب طيب أردوغان بأنه حول تركيا إلى إمبراطورية للخوف، ومع ذلك جاءت خسارة حزب العدالة والتنمية فى انتخابات البلديات خسارة مذلة!، ولولا تدخل النظام فى الانتخابات ما كان بمقدور حزب العدالة والتنمية أن يحصل على نصف الأصوات التى حصل عليها!، وشكل حزب العدالة والتنمية مجموعات البجع التى تستخدم حملات أردوغان إعلاميا من خلال الهجوم المنظم على المعارضة، وتشويه صورهم وإلصاق التُهم الزائفة بهم، وقد تسللت مجموعات البجع خلال انتخابات البلديات إلى كل أرجاء البلاد، واعتبر المراقبون أن استحواذ مجموعة كريمرورين المقربة من الرئيس أردوغان على مجموعة دوغان الإعلامية المالكة لقناة سى إن إن ترك مقابل 916 مليون دولار دق المسمار الأخير فى نعش الإعلام المستقل، ونشرت مجلة فورين بوليس الأمريكية تقريرا مهما أكدت فيه أنه بعد 4 عقود تم خلالها عزل حزب الشعب الجمهورى المعارض بقيادة أكرم إمام أوغلو عن السلطة، أصبح الحزب أحد مصادر رموز المعارضة وقاب قوسين أو أدنى من تولى زمام الأمور فى البلاد، ونجح فى جذب الحشود من المعارضين، وأن يفقد الحزب الحاكم توازنه فى إسطنبول بعد 25 عاما من السيطرة الكاملة على المدينة، وتتوحد المعارضة بصورة غير مسبوقة لتشكل أكبر وأخطر نكسة ضربت العدالة والتنمية على مدى 16 عاماً. لقد خرج الناس فى انتخابات البلديات ليعاقبوا حزب العدالة والتنمية وأردوغان شخصيا لأنه سجن عشرات الآلاف، وقاد الاقتصاد التركى إلى كارثة ارتفعت خلالها معدلات التضخم والبطالة، وفى أزمير فاز برئاسة البلدية مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض بواقع مليون و338 ألف صوت مقابل 886 ألف صوت لمرشح حزب العدالة والتنمية، وقرر رئيس شعبة الحزب إيدن شانجول الاستقالة من منصبه بعد اجتماع مع أردوغان. وتظهر نتائج استطلاع أخير للرأى العام التركى أن الأزمة الاقتصادية وتداعياتها هى أهم أسباب هزيمة حزب العدالة والتنمية فى أنقرة لمصلحة مرشح المعارضة، وأن ارتفاع مؤشرات البطالة بعد 25 عاما من السيطرة على أنقرة كان السبب الأهم لسقوط أردوغان وحزبه، كما أشار 8.5% إلى أن الأسلوب الفظ الذى يتبعه الحزب الحاكم، وفساد البلديات طيلة حكمه هو السبب الرئيسى لهذه الخسارة الفادحة التى يصعب تعويضها، لكن سقوط إسطنبول يشكل أهم مؤشرات سقوط أردوغان، وحزب العدالة والتنمية فى تركيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان لا يستوعب سقوط إسطنبول أردوغان لا يستوعب سقوط إسطنبول



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib