عنبــر
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

عنبــر

المغرب اليوم -

عنبــر

حسن البطل
الرباط - المغرب اليوم

حاجباه العنبريان يضيئان سواد وجهه وفروة ظهره السوداء، ويمنحان عينيه مسحة من الحزن الدفين. إنه يتيم وتبنيّته.. ولمّـا يمرّ أسبوع على مصرع أمه برصاص لصّ. الكلب يشبه صاحبه، والولد يشبه أباه!

"إنه يشبهك" صاروا يقولون ضاحكين، وأنا لا أغضب من وجه الشبه ومن التشبيه. سنوات بعد موته غمّـاً وحزناً على فراقي صاروا ينظرون الى صورة ابني (إن لم يروا وجهه) ويقولون ضاحكين: "إنه يشبهك" وأنا أشعر - هذه المرة - بالفخر من وجه الشبه.. ومن التشبيه.

"إنه يحبّك.. خذه ببلاش" قال بائع الشاي على الشاطئ، .. ثم امتدح أمه القتيلة، وكيف وثبت على لص ليلي أراد سلبه وهو نائم، فهرب اللص وهو يعرج، تاركاً له أربع جِراء لم تندمل بعد جراحها أسفل بطنها.. حيث بقايا "الحبل السري".

انضم الجرو عنبر الى العائلة.. فصرنا "عائلة مقدسة" لا تكتمل أركان العائلة المقدسة.. إلا بالحيوان (أي حيوان كان) وبالنبات (أي نوع من النبات).. وبالأولاد طبعاً. زوجان وولد؛ نبات وحيوان "عائلة مقدسة"!

كانت لديّ خبرة أيام الطفولة بالكلاب وجِرائها، لكنها كانت جِراءً هجينة، أو "جعّاريّة" نخطفها من أُمِّها.. ونلهو بها يوماً أو أسبوعاً، ثم نتركها - دون أسف - لمصيرها كلباً سائباً من كلاب القرية.

أما هذا "عنبر" فكان كلباً أصيلاً من فصيلة الكلب - الذئب (شيان - لو) Chien - Loup، أو كلب الرعاة الألماني.. حيث، بعد عامه الثامن، قد ينقلب الى أصله "ذئباً" مفترساً، فينال - على الأغلب - رصاصة من يد صاحبه.

لم أكن أعرف، عندما عرفت وعمره شهر واحد، وضعته في كيس "خيش" ونويتُ إلقاءه في المكان حيث "تبنيّته"، فتشفّع له جاري الآخر، العمّ إيليا، وتعهّد بإطعامه وتدريبه كلباً للحراسة ضرورياً بعد أن فَلَتَ حبل الأمن في بيروت الغربية.

كان العمّ إيليا، عميد السن لموارنة رأس بيروت، وكان مرابياً في شبابه.. ومصارعاً، و"عازب الدهر"، وفي أرذل العمر، ومع انفلات حبل الأمن، خشي مضايقات الذين نكبهم.. فماذا تفعل "بندقية الصيد" القديمة لديه، إن لم يعززها "كلب - ذئب" هو ديدبان الليل الذي لا ينام؟

لم أفطن الى أن "تدريب" كلب الحراسة يعني جعله أكثر شراسة.. وكنت أظن الأمر يتعلق بـ "تهذيب" طِباعِه. وسريعاً ما صار "عنبر".. يملأ الليل نباحاً، وفي بعض الليالي المقمرة "يعوّي بالمقلوب" كما تنبح الذئاب!

خلال نزهة يومية مع عنبر، التقيت عقيد شرطة لبنانياً متقاعداً. نظر الى علو الأصبع الخامس في مؤخرة قائمتي "عنبر" الأماميتين، ثم نصحني بتدريبه لتنمية حاسة الشمّ لديه.. وهكذا تعلمت شيئاً جديداً.

كنت أمسك حجراً، أبصق عليه.. ثم ألقيه بعيداً، أو أخفيه، لينطلق الكلب ليعود بالحجر ويضعه عند قدميّ. كان يبدأ التفتيش راسماً الرقم 8 مكرراً ومتداخلاً بشكل دائرة كبيرة، ثم تصغر.. حتى يعثر على الهدف.

كانت حديقة البيت القديم وحشية تناسب هذا المخلوق نصف الذئبي، وبخاصة مع وجود "خرابة" مجاورة هي أنقاض بيت حجري قديم.. كانت ملأى بالقطط التي "اختفت" وبالأفاعي التي لم تعد تطلّ برأسها. وعندما كثرت جرذان الحرب والموت والمزابل، اضطررت لحصر "عنبر" في زاوية من فناء البيت، لأتيح للقطط السائبة أن تتولى أمر الجرذان.

زائر طارئ آخر الليل كان يجبرني على النزول من "البدروم" لعقل الكلب برسنه، وأحياناً لأفضّ مواجهة بينه وبين قطّة يجمّدها وجهاً لوجه، فيتقوّس ظهرها. هو "يهمّر" عليها وهي "تفحّ" في وجهه.. والمزيج صوت منكر يقطع نوم الجيران في هدأة الليل!

كان حمامه الأسبوعي الفاتر والمليء بالمطهّرات مشكلة في أيام الشتاء. أما المشكلة السنوية الكبرى، فكانت اقتياده الى "بيطري" الكلاب اتقاء لداء الكلب.

في العام الثاني رفض أن يسير في شارع قطعه الى البيطري في العام السابق.. وفي العام الرابع وضعت مخدراً في حليبه ليتمكن البيطري من إجراء اللازم في عجيزة الكلب.

كنت أعود الرابعة فجراً من الجريدة.. ويكون عليّ أن أطعمه، ثم أن أخرج به "مشواراً" ليقضي حاجته.. فلا ينتهي "الواجب" الثقيل إلا مع أول الفجر، لأنه يأتي إليّ برسنه ويتوسل "أريد مشواراً".

لم أقتل صاحبي "عنبر" يوم خروجي برصاصة بين حاجبيه، تعهد العم إيليا أن يفعل.. ولم يفعل. كان يعرف أن الكلب سوف يغدو ذليلاً.. ثم أضرب الكلب عن الطعام حتى الموت، كما كتب العم إيليا إليّ وأنا في المنفى.

أنقذ الكلب "عنبر" العم إيليا من عمليتي سطو؛ والبيت من انفجار بعد تسرّب الغاز، وعقر 41 صديقاً في أيديهم وأرجلهم.. وعلّمني شيئاً عن "البيطرة"، ولقنني درساً أن لا أقترب من كائنات الـ "شيان - لو" Chien - Loup.

زحف على خمس قوائم، ولعق أصابع قدمي البارزة من صندل كنت أنتعله. أردت ترويض الدرّاجة النارية على الشاطئ، فعدت بجرو صغير.. سيشبّ وحشاً، وسيموت ذليلاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنبــر عنبــر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib