الجسد المربك
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الجسد المربك

المغرب اليوم -

الجسد المربك

بقلم - لمرابط مبارك

لم أستسغ بالمرة قرار ثانوية محمد الخامس بمكناس طرد تلك التلميذة المراهقة لأنها لم تستطع أن تقاوم – أو بتعبير أدق لم تتم تنشئتها لتكون قادرة على مقاومة – ذاك الصوت الملح في الدم.
هذه الحادثة، التي نعرف جميعا أن كثيرا من مثيلاتها تحدث يوميا في الممرات الخلفية للإعداديات والثانويات، تكشف في العمق عن العلاقة الملتبسة التي يربطها الكائن المغربي بجسده، وعدم قدرته على التعامل مع الجسد في ظل التيه الذي يتأرجح فيه بين صوت هذا الجسد الذي لا يكف عن الصراخ من جهة، والقيم المجتمعة التي تضبط العلاقة بين الذكور والإناث من جهة ثانية.. بين الرغبة المشتعلة في الخلايا من ناحية، وضوابط المجتمع والدين وقوانينهما الصارمة من ناحية ثانية.. بين تلك اللهفة الجامعة تجاه الآخر، (خصوصا في تلك السن التي يكتشف فيها الجسد أن له حياة أخرى منفلتة) من جانب، والحيرة في كيفية التعامل مع هذا الجموح من جانب آخر.
لست بتاتا مع فكرة تحويل المؤسسات التعليمية (بالخصوص هنا الإعداديات والثانوية وحتى الكليات)، إلى أماكن تعيش حريات مطلقة. لاشك أن هذه الفضاءات يتعين أن تخضع لمجموعة من الضوابط التي ترسم لمرتاديها خارطة الطريقة التي يتعين اتباعها، وأن الخروج عنها يسفر بالضرورة عن جزاءات مناسبة. ولا يجب أن تتضمن قائمة الجزاءات عقوبة الطرد إلا في الحالات الاستثنائية في خطورتها، ولا أظن أن عدم قدرة مراهقين على مقاومة ذلك الصوت الصارخ في ثنايا جسد ملتهب يدخل ضمن هذه الحالات، وأن هذا الجسد يعيش منذ خروجه إلى الحياة مسيجا بالعديد من الإكراهات، ويحيا محاطا بغير قليل من التوجس وبكثير من التهم، خاصة إن كان أنثى: فهو مسكون بشيطان الغواية ويجب “سجنه” والتعامل معه باحتراز شديد.. وهو في الآن ذاته (يا للمفارقة)، لا يصلح سوى للتنفيس عن رغبات الذكر وتأكيد فحولته).
إن علاقة الكائن المغربي بالجسد (وبالخصوص الأنثوي)- وهي علاقة ملتبسة ومرتبكة ومربكة في الآن ذاته – أحد الآثقال التي يجرها خلفه وتعيق حركته كثيرا. والخطير أن هذا الكائن يزيد غوصا في الالتباس والارتباك مع تقدمه في العمر (الفيزيولوجي والمجتمعي وحتى الثقافي)، مادام لا يتكلف أحد بمساعدته على فهم هذا الجسد الفائر وإيجاد سبيل ما للتعامل معه. فيظل حائرا بين الاستسلام إلى جموحه وفورانه، وبين كل تلك القواعد والضوابط التي تحذره من مغبة ذلك، ما يجعله يذهب إلى حد كره هذا الجسد الذي يعذبه ويتعذب معه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجسد المربك الجسد المربك



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib