عيون وآذان ترامب يبرئ روسيا ثم يعاقبها

عيون وآذان (ترامب يبرئ روسيا ثم يعاقبها)

المغرب اليوم -

عيون وآذان ترامب يبرئ روسيا ثم يعاقبها

بقلم - جهاد الخازن

الرئيس دونالد ترامب، كما نقول في لبنان، «فاتح على حسابو»، فكل ما يفعله هدفه حماية نفسه من تهم تدخل روسيا لمصلحته في انتخابات الرئاسة الأميركية عام ٢٠١٦.


وزير الأمن الداخلي قال إن مؤامرة فلاديمير بوتين ضد الديموقراطية الأميركية موجودة ومستمرة.

رئيس وكالة التحقيق الفيديرالية (اف بي اي) قال إن التهديد لأميركا مستمر.

مدير الاستخبارات الوطنية تحدث عن أن زر التحذير أصبح باللون الأحمر، وشبّه تدخل روسيا بما حدث في إرهاب 11 - 9 - 2001.

الرئيس ترامب يصر على أن التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات خدعة أو مزحة، وهو قال في مهرجان إن التحقيق في دور روسيا من نوع الكذب.

هل هذا صحيح؟ المحققون الأميركيون وجهوا تهماً إلى أكثر من ٢٠ روسياً تقول إنهم حاولوا تخريب انتخابات الرئاسة. اثنا عشر من المتهمين الروس يعملون للمخابرات العسكرية الروسية. ثبت الآن أن ترامب طلب من الروس في 27- 7 - 2006 العثور على 30 ألف «إيميل» أرسلتها منافسته هيلاري كلينتون وفقدت بعد ذلك. كل الأدلة يدين إدارة ترامب، ونائبه مايك بنس يحاول وقف عمل المحقق الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي، كما أن محاميه رودي جولياني يريد إنهاء التحقيق وقد طلب ذلك علناً. بل ان دفين نونز، رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب، يتآمر مع بنس لوقف التحقيق.

في غضون ذلك، يحاول البيت الأبيض رشوة خصوم محتملين لإسكاتهم ومثل واحد يكفي هو أوماروسا مانيغولت نيومان التي زعمت أنها تلقت عرضاً بالعمل لترامب مقابل ١٥ ألف دولار في الشهر، مقابل ألا تقول شيئاً أو تكتب شيئاً ضد الرئيس وإدارته وأسرته. «واشنطن بوست» أكدت أن كلام مانيغولت صحيح، لارا ترامب، زوجة ابن الرئيس، اتصلت بها عارضة التعاون، وكذلك مستشاره للشرق الأوسط جاريد كوشنر وزوجته ايفانكا، ابنة الرئيس، وكذلك فعل آخرون.

هناك سوابق في دفع الرشوة متهم بها ترامب وبعض العاملين له. ممثلة الإباحة ستورمي دانيالز تلقت رشوة كبيرة لتسكت عن علاقتها برجل الأعمال الذي أصبح رئيساً. وكارين ماكدوغال كانت لها قصة أو فضيحة مع الرئيس معدة للنشر في «ناشونال انكوايرر»، إلا أن محامي الرئيس (وخصمه الآن) مايكل كوهن أقنع المجلة بعدم نشر القصة الفاضحة.

في غضون ذلك، هناك قضية أخرى بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. روسيا تعرضت لعقوبات أميركية أخيراً بسبب دورها في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا. وزير الخارجية الروسي اتصل هاتفياً بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ورفض رفضاً قاطعاً العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب دور روسيا في محاولة قتل سكريبال. رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيديف قال إن العقوبات ربما كانت من نوع إعلان «حرب اقتصادية» ووعد بأن بلده سيرد عليها.

الولايات المتحدة كانت فرضت عقوبات على تركيا لأنها رفضت أن تفرج عن قِس أميركي متهم بعلاقة مع جماعات تسميها تركيا إرهابية. عندما أعلنت العقوبات الأميركية ضد تركيا اتصل الرئيس بوتين فوراً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأعلن الانتصار له ضد العقوبات الأميركية.

طبعاً للرئيس بوتين حلفاء في أوروبا من رؤساء دول فاز فيها اليمين، والشرق الأوسط وكذلك تركيا وإيران وغيرها. روسيا فشلت في إقناع الغرب بسحب عقوبات فرضت على روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤. أقول إن العقوبات زادت بدل أن تلغى كما أرادت روسيا.

المواجهة مستمرة ولن تنتهي غداً، والرئيس الروسي له حلفاء أقوياء في مواجهة الولايات المتحدة حتى أنه يتحالف الآن مع اردوغان الذي وجه تهم الاعتداء على تركيا لإدارة ترامب ووعد بالرد عليها.

أقول إن لهذا الحديث بقية وبوتين منتصر الآن لكن «المباراة» لم تنته بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان ترامب يبرئ روسيا ثم يعاقبها عيون وآذان ترامب يبرئ روسيا ثم يعاقبها



GMT 18:55 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 18:50 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 18:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نواب هل يجرؤون على حجب الثقة ؟

GMT 18:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 18:41 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 18:38 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 18:13 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بلينكن يُعلن دعمه المستمر لكييف في الحرب الروسية الأوكرانية

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 13 مارس/ آذار 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib