اجتماعات الوزراء العرب حبر على ورق

اجتماعات الوزراء العرب حبر على ورق!

المغرب اليوم -

اجتماعات الوزراء العرب حبر على ورق

أسامة الرنتيسي
بقلم : أسامة الرنتيسي

منذ عشرين إلى ثلاثين عاما، ووزراء الإعلام العرب يجتمعون ويبحثون أوجه التعاون المشترك، وفي المحصلة لا نرى أي منجزات حقيقية مشتركة على أرض الواقع.

الاربعاء؛ بثت وكالة الأنباء الأردنية خبرا جاء فيه:

“بحث وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين، في العاصمة البحرانية المنامة اليوم الاربعاء، أوجه التعاون الإعلامي المشترك مع وزير الإعلام البحراني رمزان بن عبدالله النعيمي، ووزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري.

وأعرب المبيضين، خلال لقائه الوزير البحراني، عن تقديره للجهود الكبيرة والتنظيم الذي بذلته مملكة البحرين في استضافة الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب، بما انعكس على نجاح هذه الدورة، التي تأتي في توقيتٍ دقيق للقضايا العربية…..”.

التفاصيل من هذه الشاكلة في الخبر كثيرة، لكن فعليا لا يوجد أي مخرجات على الأرض ولا نرى في الإعلام والمجتمعات العربية ثمار هذه اللقاءات والاجتماعات المشتركة.

طبعا القصة ليست مرتبطة فقط بوزراء الإعلام العرب، بل يحدث ذلك في معظم اللقاءات والاجتماعات العربية على مستوى الوزراء، فلا وزراء التربية والتعليم ولا الأوقاف ولا الصناعة ولا الصحة ولا العمل ينتج عن إجتماعاتهم شيءٌ، سوى البيان الختامي، والصور المشتركة للاجتماعات واللقاءات، قد نستثني من هذه الاجتماعات واللقاءات إجتماعات وزراء الداخلية العرب، لأننا نرى تعاونا مثمرا في القضايا الأمنية والحدود والمخدرات وكل ما يتعلق بعمل وزراء الداخلية.

عودة إلى الإعلام، هناك من لا يعترف أن الدنيا تغيرت، وأن الإعلام أكثر قطاع في العالم أصابه التغيير.

تبث وكالة الأنباء الأردنية على سبيل المثال نحو 100 خبر يوميا ضمن نشرتها الرئيسية وكذلك تفعل معظم وكالات الإعلام العربية الرسمية، من هذه الأخبار المئة، قد يكون هناك أقل من عشرة أخبار يمكن أن  تسمى في الإعلام أخبارا حقيقية، والباقي أخبار علاقات عامة من شاكلة افتتَح ودشّن وهنّأ وزار ووقع وبحَث….

كل ما نسمع عن تطوير فكرة الاستثمار في الإعلام يقتصر الحديث على الإعلام الإلكتروني بصوره المختلفة، والرقمي بشكل أوسع، ولا حديث يُذكر عن الصحافة الورقية، وكأن الإجماع يحسم أمره: “إكرام الميّت دفنه”.

ليعترفَ المشتغلون بمهنة الصحافة والإعلام التي تسمى السلطة الرابعة، أن سلطة خامسة فرضت تجلياتها علينا هذه الأيام، بعد أن نجحت صحافة الشبكات الاجتماعية، خاصة الفيس بوك وتويتر وأنستغرام، في القيام بدور سلاح الإشارة في الأحداث التي يشهدها العالم العربي في السنوات الأخيرة، وقد أضيفت إليها منصات إعلامية حديثة، تعتمد  الصورة والفيديو وغواية السناب شات التي تغزو عقول شبابنا بشكل لافت.

السلطة الخامسة الجديدة لا تُراقب الثلاث سلطات فقط، بل تضع سلطة الصحافة تحت أول اختبار حقيقي لها كذلك.

هَمّ وزراء الإعلام العرب الأساس في اجتماعاتهم منذ سنوات، كيف يراقبون ويسيطرون على وسائل الإعلام الحديثة، فيقرون قوانين تعمم على دولهم جميعها، لكن النتيجة ألّا أحد يستطيع ضبط هذا الإعلام الحديث مهما حاصروه بالقوانين والعقوبات والغرامات والتهديدات.

الدايم الله…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتماعات الوزراء العرب حبر على ورق اجتماعات الوزراء العرب حبر على ورق



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 17:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib