أسامة الرنتيسي
الطريق الصحراوي وقناة الغور الشرقية والباص السريع، ثلاثة عناوين في الأردن، نُدَبٌ في وجه الحكومات الأردنية المتعاقبة، ولا أريد أن أقول كلمة مسيئة أكثر من ذلك، لن يعفي الزمن أحدهم من المسؤولية التأريخية والأخلاقية عمّا حلّ بأحوال الأردنيين من جَرّائها.
أولًا؛ كلما نَزَف الدم على الطريق الصحراوي، آخره وفاتان وثلاثة مصابين – حالاتهم متوسطة وخطيرة- مساء الأربعاء مِن جَرّاء حادث تصادم مروع بين مركبتين وتريلّا في منطقة المحمدية على الطريق الصحراوي.
لم تتغير تسمية طريق الموت (الطريق الصحراوي)، حتى بعد أن اكتملت تحسيناته تقريبًا فلا يزال مرعبا وسقوط الضحايا على جنباته لا يتوقف أبدا، وكان قد انفجر فساد العطاءات في مشروعات هذا الطريق، ولم تكتمل تحسيناته منذ سنوات، ولولا إرتفاع معدلات الموت على هذا الطريق لبقيت الحال على ما هي عليه.
ثانيًا؛ كل ما بلعت قناة الملك عبدالله المعروفة بقناة الغور الشرقية ضحايا جُددًا- خاصة من الأطفال – أَزداد حقدا على كل مسؤول شارك في الحكومات الأردنية وكان معنيا بهذه القناة ولم يفعل شيئا لوقف الموت المتكرر.
ليس لديّ إحصائية عن عدد الضحايا الذين قضوا في بطن هذه القناة، لكن لدي معلومات تقول: منذ عشرات السنين والمطالبة مستمرة لإيجاد حلول لوضع هذه القناة، أقلها تسييجها، لكن حال كل المعنيين “أذن من طين وأخرى من عجين”، والمأساة تتكرر.
قناة الغور الشرقية، بالوعة موت لا تتوقف، بحيث لا يمر شهرٌ في الصيف إلا ونسمع خبر غرق أطفال فيها، ولا حلول في الأفق.
والثالث؛ مشروع الباص السريع الذي سيلعن أبناؤنا وأحفادنا هذا المشروع الذي تضاعفت مدد العمل به أكثر من مرة، مع أن بدء العمل فيه انطلق قبل أكثر من عشر سنوات، وتعطل نحو سبع سنوات، ولحقت به شبهات فساد، لكنه استمر في بلع شوارع العاصمة الضيقة أصلا، كما أنه دمر الحركة التجارية في كل الشوارع التي مر بها، ولا يزال الأمل معقودا بأن ينتهي العمل فيه في نهاية 2021 كما وعد المسؤولون، لكن يبدو أن هذا الوعد له علاقة بالتشغيل التجريبي، أما التشغيل الفعلي لباصات التردد السريع علمه عند الله لا عند الأمانة.
لكنني أراهن من الآن أنه لن يحل مشكلة النقل والأزمات في العاصمة عمان، بل سيُعقًِدها أكثر وأكثر.
الدايم الله…..