متى سنرى الباص السريع

متى سنرى الباص السريع ؟!

المغرب اليوم -

متى سنرى الباص السريع

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

قبل نحو شهرين دشَّن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تشغيل الباص السريع بمرحلته الأولى.في المعلومات، أن قرار التدشين الذي جاء بطلب مباشر من الرئيس فاجأ أمانة عمان صاحبة المشروع لأنها كانت تعلم أن المشروع ليس جاهزا للعمل، حيث جلبوا على عَجَل باص عمان وشغلوه بدلا من باصات التردد السريع بتحميل الركاب عبر مسار ينطلق من محطة ركاب صويلح باتجاه شارع الملكة رانيا، مرورا بدوار المدينة الرياضية، ومن ثم الاتجاه إلى الدوار الخامس، وصولا إلى محطة رأس العين، ولم يتم تشغيل المسار الثاني للمشروع المتجه من شارع الشهيد إلى طبربور والمحطة لأنه غير جاهز.

يوم التشغيل أكد الخصاونة “أن المشروع بات مُنجزا ملموسا ليلبّي احتياجات المواطنين في التنقّل”.

حتى لا يضحكوا علينا فإن عطاء تشغيل الباص السريع للآن لم يتم طرحه حيث يشمل إنشاء مظلات ومواقف ومداخل للمواقف، وكذلك باصات صغيرة لنقل الركاب من الضواحي إلى مواقف الباص السريع، كما يشمل التشغيل بين عمان والزرقاء حسب اتفاق الأمانة ووزارة النقل.

هذا الواقع يحتاج إلى سنتين من العمل، فهل من المعقول أن تنتظر أمانة عمان ومعها الحكومة سنتين إضافيتين من النقد اللاذع للمشروع الذي مر عقدٌ كامل على طرحه.
لقد كان مشهد الفساد الذي يشاهده عشرات الآلاف من الأردنيين يوميا والممدد وسط أهم شوارع العاصمة وأكثرها حيوية (شارع الجامعة) يزكم الأنوف، ويؤشر إلى طريقتنا في مكافحة الفساد.
قصة “الباص السريع” شاهدة على كيفية إدارة الحكومات لقضايانا، فبعد أن قرر رئيس الوزراء السابق معروف البخيت وقف العمل به حتى إشعار آخر، وبعد أن قرر الرئيس الذي جاء خلفه عون الخصاونة إحالة قرارات لجنة التحقق النيابية الرابعة والمتعلقة بأمانة عمان الكبرى ومنها قضية الباص السريع إلى وزير العدل لإحالتها إلى النائب العام لإجراء المقتضى القانوني، لم نعد نسمع شيئا عن هذه القضية.

اكثر من مسؤول ووزير ومختص صرحوا أنه لا يمكن الاستمرار في تنفيذ المشروع لأنه لم يعد يفي بالغرض الذي أقيم من أجله، وأنه مشروع غير مجد ولا يصلح، وأن هناك الكثير من المشاكل تعوق تنفيذه ومخططاته.

لقد سمعنا كثيرا من الاحتجاجات التي انتصرت لبعض الرموز في أثناء الاعتقال بحجّة نظافة اليد، وعدم التطاول على المال العام لمصالح شخصية، ونقول هنا إنّ تكاليف الولاية العامة باهظة، والفساد لا يعني فقط سرقة المال العام وإيداعه في الحساب الخاص، ولكن التفريط بالمال العام للوظائف العليا ذات الرواتب الخيالية في بلد فقير مثل الأردن واعتماد مشروعات اقتصادية إرتجاليًا تسبّب في هدر عشرات الملايين من دون أن تعود بفائدة تذكر على المواطنين، والباص السريع خير مثال على ذلك، والعجز المتفاقم بمئات الملايين من الدنانير .. كل ذلك يجب ان يحاسب على قاعدة مسؤولية الولاية العامة.
الدايم الله….

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سنرى الباص السريع متى سنرى الباص السريع



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib