أسامة الرنتيسي
التقرير الذي نشرتُه حول خطوة ياسر عكروش بتكوين أسرة لابنه حمزة المصاب بالتوحد، لم أتوقع أن يثير كل ردود الفعل الواسعة، المحلية والعربية.مليا؛ كان حجم التفاعل والتعليقات وفيضان التهاني التي تلقاها حمزة وعروسِه ووالده والأهل يكشف عن مدى الحماس والتفاؤل بالفكرة، والتشجيع عليها.
عربيا؛ جروبات كثيرة في مصر الشقيقة تفاعلت مع التقرير، بعضهم أيد الفكرة وشجعها، وبعضهم استغرب بشدة، وبعضهم هاجم الإعلام عموما الذي لا يتحقق جيدا من تقاريره ومعلوماته.
الاهتمام أيضا وصل أميركا، وتفاعلت معنا السيدة الأردنية إعتدال الأغا، برسالة استفسار وعتب على جملة في التقرير، إنتهت بالتوضيح وباتصال هاتفي تم فيه مناقشة تفاصيل الموضوع كافة.
العتب كان على ما جاء في التقرير من أن معظم الأسر المصابين بالتوحد يحجبونهم عن الحياة والأمل، والعتاب كان أن هذا ليس صحيحا، حتى لو كانت بعض الأسر تفعل ذلك، واتفقنا على تغيير مصطلح معظم الأسر إلى بعضها.
والمعلومات ألا أحد يعرف حجم المعاناة التي تتكبدها الأسر في التعامل مع ابنها أو ابنتها المصاب/ ة بالتوحد، خاصة في مرحلة عدم إدراك، فتتحمل الأسرة وحدها تبعات هذه الحالة، فلا دولة تقدم شيئا، ولا جمعيات تضع كتفا مساندا، وتتحكم المراكز المتخصصة في قدرات الأسر وإمكان متابعة ابنها، وهذا يتطلب كلفا مالية مرتفعة جدا.
العتب أيضا على الإعلام الذي يخلط المعلومات، ولا يفرق بين هذا الإنسان المصاب بالاضطراب العصبي، وبين الحالات المرضية فيطلق مصطلح مرضى التوحد وهم ليسوا مرضى بكل الحالات.
السيدة الأغا؛ تفكر بتحريك قضية في المحكمة على مؤسسة إعلامية أردنية تعتبر أنها أساءت لها ولابنتها المصابة بالتوحد، وقد تكون السبب في مغادرتها البلاد إلى أميركا.ومع أن الاغا الان في أميركا وتلقى كافة المساندة والتطور العلمي إلا إنها تتمنى على الدولة الاردنية الاهتمام بهذا الامر ومساندة أهالي ومصابيه التوحد بكافة الامكانات.
تفاجأت السيدة الأغا بتواصل معها ومتابعة التفاصيل حتى وصل الأمر بها إلى نشر شكر على صفحة “ملتقى قادة العرب للتوحد” للإعلام المحترف المهني المتمثل في “الأول نيوز”، وأنا من طرفي أرد الشكر مضاعفا لها ولجروب “ملتقى قادة العرب للتوحد”.
نضم صوتنا إلى صوت أهالي المصابين بالتوحد، بأن الاهتمام والمساندة في معالجة حالات التوحد يحتاجان جهودا كبيرة من الأسر جميعها والدولة والمؤسسات الاجتماعية والمراكز المتخصصة في معالجة حالات التوحد، للإسهام في إدماج الحالات الممكن إدماجها في المجتمع والعمل والحياة، ومساندة فعلية للحالات التي يصعب إدماجها، والتوقف عن تقريع الأهالي وتحمليهم فوق تحملهم.
كما أعيد طرح فكرة ريادية قدمها ياسر عكروش ولا يزال يكررها في أي موقع بضرورة إيجاد مركز حرفي مهني متخصص لحالات التوحد حتى يتعلموا فيه مهنة معينة يستفيدوا منها ويفيدوا المجتمع، حيث يملكون قدرات جيدة في تطوير مهاراتهم.
الدايم الله….