لا بد من يالطا وإن طال السفر
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

لا بد من يالطا وإن طال السفر

المغرب اليوم -

لا بد من يالطا وإن طال السفر

بقلم - اسامة الرنتيسى

 كانت لي مداخلة في مؤتمر عُقد في 23 أبريل 2018 في جمهورية القرم بمدينة يالطا بحضور سيرغي اكسيونوف، رئيس الجمهورية، عن التواصل الحضاري بين العالم الإسلامي وروسيا تاريخياً والتي تتشعب في عدة مجالات منها التبادل والتعاون الإنساني والمعرفي والاقتصادي والسياسي. يبدو أن العلاقة الحضارية التاريخية المميزة بين الشعوب هي صمام الامان ضد التطرف الديني والانسياق وراء سيناريوهات صدام الحضارات وإثارة نعرة الكراهية والعنصرية ما يحول دون نصب حواجز وهمية تعيق التقارب بين الشعوب.

ففي دول مثل روسيا مثلا يبلغ عدد سكانها قرابة 130 مليونا هناك 20 مليون مسلم يعيشون في كنف الحكومة الروسية  يمارسون معتقداتهم ويحترمون العبادات الأخرى بالطريقة التي تحترم هي الاخرى القوميات المسلمة في الاتحاد الروسي. لذلك، فالبناء على القواسم يلغي فكرة التطرف والراديكالية التي لا توصل الا الى الهاوية.

إذا ما عدنا الى الوراء قليلا نرى أنه لو لم يكن هناك تبادل حضاري ومعرفي انساني لما توصل العالم الى ما توصل اليه من ابتكارات واختراعات افادت البشرية جمعاء. لذلك لا بد من التعايش الحضاري مع الاخذ بالاعتبار أن الاختلاف في وجهات النظر لا يعني العداء والكراهية لأن التربة التي نشأ منها الانسان متنوعة. فعلينا تفهم سنن الوجود وأن الجنة بـ”دون الناس لا تداس” فلا بد من التعايش والتعاون بين الشعوب لخدمة الإنسانية وتعزيز الأمن الفكري والسلم الاجتماعي وهزيمة الفكر المتطرف بنشر مفهوم المساواة بين الاعراق والديانات والمذاهب.

والسؤال المهم هنا هو لماذا يظهر الارهاب في دول الشرق الاوسط؟ إن الجواب يكمن في أن قادة التطرف سيتغلون دعم الدول سياسيا وماليا لهم لإحداث تغيير مجتمعي وفكري عبر ترويج افكار ونظريات لصراع البشرية دينيا ومذهبيا وفكريا وثقافيا مدججين بماكينة اعلامية ضخمة عالمية تروج لهم، تقودها وكالات استخبارات دولية لها مصالح من تأجيج التطرف بأنواعه ليس بين الشعوب فقط بل بين الاعراق انفسها وفي ذلك كارثة انسانية.

ولا يمكن تجاوز تلك المعضلات الا من خلال معالجة الخلل في وظيفة الوعي والتفكير لانهما السبب في المآسي الإنسانية العديدة. فأين قيم التسامح التي تنادي بها الديانات جميعها والتي تدعو الى التواصل والتراحم والتعاضد لخدمة البشرية.

لقد ولدنا على طينة الاختلاف والتنوع والتعددية وفي ذلك سُنة الهية ورحمة ربانية. لذلك لا بد لنا من أن نوظف الفكر البناء وننمي الوعي والادراك الفردي والمجتمعي من أجل الوصول الى الغاية وهي السلام الذاتي والسلام مع الآخر والا سنبقى في دوامة الصراع الابدي حيث لا حل يلوح في الافق.

إن نتائج الحرب العالمية الاولى والثانية وما أسفر عنه الارهاب في عدة دول تدعونا الى التأمل والتفكير في هذه الكوارث المفزعة التي شهدها العالم وخصوصا الشرق الاوسط من حروب بدءا من العراق الى سوريا واليمن وليبيا وغيرها. فلا بد من  تفعليل نظرية التلاقي والتواصل والتعاون والتحالف ما بين الحضارات لأن المستفيد من هذا الصراع هو التطرف والارهاب في غياب الوعي والبصيرة. لا بد من التعايش السلمي بين البشر ولا بد من تعزيز الاحترام والتفاهم بينهم عبر نشر ثقافة التعايش السلمي لما فيه خدمة للعالم ولشعوبه لأن ذلك يبعد عن البشرية البغضاء والكراهية والتمييز لانها متنتة.

نسمع مصطلحات مثل الحرب على الارهاب منذ زمن طويل ولم يتم التخلص من هذه الآفة الى اليوم. والسبب الحقيقي هو عدم مخاطبة ومعاجلة الفكر المتطرف. فنحن زرعنا التطرف عبر مناهجنا وعبر اعلامنا وهم زرعوه بنفس المقدار ما أوصل البشرية الى طريق يؤدي حتما الى الهاوية. فالتصدي لظاهرة العنصرية والكراهية للآخر يجب أن تنبع من خلال برنامج شامل يركز على العوامل والقواسم المشتركة بين الشعوب وأن الاصل الانساني واحد بعيدا عن التفرقة وحساسية الاسلاموفوبيا.

فكلما ابتعدنا عن التفرقة فيما بيننا، تمكنا من محاربة التطرف، وقضينا على بذور الارهاب الداخلي فينا ممهدين الطريق للسلم والحوار بدل الحديد والقتل والنار والدمار. لذلك علينا التنبيه إلى أن القضاء على التطرف والارهاب يكون على أسس علمية بحتة من خلال تعميق الحوار البناء والتواصل الحضاري بين الشعوب لتعزيز قيم العدل والمساواة بين البشر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا بد من يالطا وإن طال السفر لا بد من يالطا وإن طال السفر



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 00:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الأوروبي ... أوهام ديغولية

GMT 04:42 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عن التيار المدني، بشقية المحافظ والعلماني

GMT 04:40 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اليمن بين الإنسانية والسياسة

GMT 11:28 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن الإقليمى و«مصالح أهل المنطقة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 05:54 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل المطاعم في "سراييفو" البوسنة والهرسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib