نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث
الاتحاد الدولي لكرة القدم يُعلن استضافة المغرب وإسبانيا والبرتغال لنهائيات كأس العالم 2030 تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة
أخر الأخبار

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

المغرب اليوم -

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث

بقلم - أسامة الرنتيسي

الأول نيوز – بحجم الفواجع التي مرّت علينا في الأسابيع الأخيرة، يتزايد  الحُزن في قلوبنا وأرواحنا، ومعه يتضخم الغضب الذي يصل إلى الشعور بنوبات الجلطة.

إيش فيه.. شو قصة الموت الذي يُحاصرنا من كل جانب، سيول البحر الميت بلعت 21 ضحية من أبنائنا وفلذات أكبادنا، لتأتي فيضانات الجنوب وتحصد 13 ضحية لا ذنب لهم إلّا أنهم فقراء، يسكنون جيرانا للوادي، ويختمها الموت بأبشع أشكاله، وأكثرها وجعًا.

طفلة عمرها 10 سنوات  تقطع الشارع بكامل الفرح لتصل إلى سوق تجاري ترافقها أمها وشقيقتها، في لحظة انشقت الأرض وبلعت حفرة امتصاصية فرحها، وأدخلت الهلع في قلب الشقيقة التي فقدتها فجأة ولا تعلم أين ذهبت، ولطمت أمها ومن كان يرافقها على وجوههن، فهل هناك موت أبشع من ذلك؟!.

لتكتمل الفاجعة عندما تحركت الشهامة في الشهيد الشيخ أُسَيْد اللوزي الذي لم يجد حلًا إلّا بالقفز في الحفرة في محاولة إنقاذ الطفلة، فخطفه الموت في لحظات.

لم يفكر الشهيد اللوزي لحظة بالهروب والتخلي عن مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية مثلما يفكر مسؤولونا، بل كان همّه إنقاذ هذه البريئة من موت محقق، فصعدت روحه معها.

نموت في حُفَر المجاري، فيما تتحالف الحكومة مع مجلس النواب الذي من المفترض أنه يمثلنا على تمرير ناعم لقانون الضريبة الذي مهما كانت الإعفاءات فإن الفقير “المسخم” سيدفع الثمن.

نموت في المجاري، واقتيدت الأربعاء معلمات “مسخمات” من مديرية تربية لواء الجامعة، إلى محكمة صلح عمّان ومعهن مديرة فقدت ابنتها في فاجعة البحر الميت بلباس السجن الأزرق والبُنّي، مقيدات اليدين، بتهمة توقيعهن  كتب الرحلة في سلوك روتيني يمارسه  موظفو الدولة جميعهم، فيقعن أكباش فداء لفساد مستتر، ويتم توقيفهن أسبوعا آخر، فعن أي مسؤولية تتحدث الحكومة؟!.

خلال الـ 24 ساعة الماضية كنتَ تَصطدم بمجموعة من الأخبار الكارثية، بحيث لا تُصدّق  أنّك تعيش فعلًا في دولة مؤسسات وقانون، تَتمتّع بسلمٍ اجتماعي داخل مجتمع آمن مستقر، فترفع صوتك عاليًا متسائلًا..في شيء غلط شو فيه؟!!.

في البلاد فساد عام في منظومة الأخلاق، فهناك من يحمل السلاح ويدافع عن سارقي المياه، وهناك من يقتحم مدرسة بالسيوف والأدوات الحادة مهاجمًا المعلمين، وهناك أشخاص يعملون في عدة وظائف في الوقت نفسه، ويتقاضون رواتب وتنفيعات من أكثر من جهة، ويتحدثون عن الأخلاق.

هناك “شيء غلط” يحدث بيننا، نحتاج في إثره، الى تغييرات تصيب معظم بنيان حياتنا، ومرافق  الحكومة ومؤسسات الدولة ورجالاتها، كما يصيب مجمل الحياة السياسية الرسمية والشعبية، والأهم الاقتصادية قبل أن يصطدم الناس بالحيط اكثر من ذلك.

بقلوب مؤمنة نقول إن ضحايا سيول البحر الميت وفيضانات الجنوب هم ضحايا كوارث طبيعية، فماذا نقول في ضحيتي خريبة السوق والحفرة الامتصاصية؟!.

هل يُعقل أن تفكر الدولة بمشروع نهضة ونحن ما زلنا نخطىء في توزيع جثث الضحايا ونعيش في العاصمة عصر الحفر الامتصاصية، ونموت في “الخرا”..؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء

GMT 00:13 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

كنغولي يخلق جدلا داخل الجيش الملكي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib