إعاقات حقيقية
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

إعاقات حقيقية

المغرب اليوم -

إعاقات حقيقية

المختار الغزيوي

نتذكرهم كل ثالث دجنبر، ثم ننساهم، وتتذكرهم عائلاتهم العمر كله.
تكابد معهم ماتكابده، وتحاول إقناع نفسها دوما وباستمرار أن هذا هو القضاء والقدر، وأنه من الضروري التعايش معه، وأنه لا حل في الختام وكفى . لذلك لابأس من مشاطرتهم هاته المعاناة وإن ببضعة أسطر لا تسمن ولا تغني من تعب حياة لايمكن وصفه على الإطلاق
ليس الكفيف هو المعاق. الإعاقة الحقيقية هي أن تكون ببصر سليم، ولاتستطيع أن ترى دواخل الناس. لاتنفذ لعمق الأشياء، ولا تصلك الرسالة بسهولة وإن كانت مجردة أمامك شاخصة تنظر إليك عوض أن تنظر إليها
ليس الأصم هو المعاق، الإعاقة الحقيقية هي أن يصرخ فيك الواقع يوميا بعديد الكلام وأن لاتسمعه. أن تمثل دور من لم تصله ذبذبات وأن تعتقد أنك بمجرد إغلاق أئنيك استطعت أن تحل الإشكال رغم أنه سيظل معك يتبعك إلى آخر الأيام
ليس الأبكم هو المعاق. الإعاقة الحقيقية أن لاتستطيع الكلام حين الكلام. أن تكون الجملة مكتملة الأركان في فمك وعقلك، وألا تستطيع التفوه بها، خوفا أو طمعا أو افتراءا أو كذبا أو تزلفا أو نفاقا أو جبنا أو مراعاة لمجتمع لم يراعك في يوم من الأيام
ليس الأعرج هو المعاق. الإعاقة الحقيقية ألا تستطيع السير إلى حيث تشاء. ألا تدرك هدفك وأن تضيع اليوم بطوله غير قادر على تحديد بوصلة لكل تيهك، وأن تعتقد أن المزيد من التجول في الفراغ سيوصلك يوما إلى حيث النهاية: المزيد من الفراغ
ليس المتأخر ذهنيا هو المعاق. الإعاقة الحقيقية أن يكون ذهنك مكتملا وسويا وأن لا تستطيع التفكير. أن تحرم نفسك من نعمة تتوفر لك أنت وحدك المنتمي لجنس الإنسان. أن تعطلها لفائدة يقينيات زائفة لا تمتلك عليها أي دليل سوى كسلك وعجزك عن التفكير، وقرارك إعطاء ذهنك وعقلك ومادتك الرمادية وكل حواس التأمل فيك إجازة طويلة الأمد غير مدفوعة الأجر، بل مكلفة لك أكثر مما تتصور أي العمر كله
ليس طفل القمر هو المعاق. الإعاقة الحقيقية هي أن تكون قادرا على الخروج إلى الشمس لكنك تخافها. تنزوي في ظلال وحدتك، تعاقر ما شئت من أدوات الهروب من الواقع المر الذي لاتستطيع مواجهته، وتتمنى أن يتواصل الليل بعد الليل، وأن لا يأتي عليك أبدا النهار الذي ستكون ملزما فيه بالاستيقاظ والخروج إلى الناس والالتقاء بهم، والحديث معهم وإيجاد مكان لك تحت الشمس..
ليس المتوحد هو المعاق. الإعاقة الحقيقية هي أن يكون الناس قربك، فتهرب منهم إلى أبراجك العاجية، تعجز عن التواصل معهم، وتقرر أن تسبهم جميعا وأن تعتقد أنك الأفضل وأن الآخرين كل الآخرين أقل منك شأنا فقط لأنك عاجز عن الوصول إلى دواخلهم، وغير قادر على أن تمتد إليهم بجسر المحبة، وأن تمد إليهم يد السلام والكلام، وأن تعثر في نظرات أعينهم، هناك في تلافيف البؤبؤ الداخلي على النظرة الصادقة التي تؤكد وصول الكلام إلى عمق العمق وليس فقط إلى سطح كل الالتقاءات
ليس المعاق من حكمت عليه الدنيا في بدئها أو منتصفها أو في الختام بأن يكون فاقدا لحاسة من حواس توفرت للآخرين
الإعاقة الحقيقية هي أن تعجز عن الإنسانية، ألاتحس بالمحيط حولك، أن تعتبر أنك تستطيع العيش لوحدك ودونما حاجة للآخرين
هاته الإعاقة لاحل لها. بقية الأمراض الأخرى والابتلاءات كلها سيجد لها العلم والطب وتطور الأيام حلا في لحظة من اللحظات
وحدها الإعاقات الحقيقية ستبقى عضالا حتى النهاية
الإعاقة الحقيقية الوحيدة التي لا علاج لها هي أن تعجز عن أن تكون إنسانا…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعاقات حقيقية إعاقات حقيقية



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib