النظر في الوجه… الكريه
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

النظر في الوجه… الكريه!

المغرب اليوم -

النظر في الوجه… الكريه

بقلم : عبد الحميد الجماهري

تكون الكتب، أيضا مرآة لقدرتنا على الدهشة!
ذلك ما حصل مع كتاب الزميل سعيد عاهد حول »الجريمة والعقاب في العهد السعدي …مغرب القرن السادس عشر».
والاندهاش هنا مرده الجواب الفيزيولوجي والمعرفي عن السؤال الممكن :كم ابتعدنا عن القرن السادس عشر، ونحن نودع القرن العشرين؟..
لم يقدم عاهد جوابا عن السؤال الذي أطرحه، بل غامر، كصحافي، بتنضيد الوحشية في الورق الذي تبقى من ممارسات القرون البائدة.
وكما قلت أثناء تقديمه في ابن سليمان، ذات سبت من الشهر الذي ودعناه، في البداية، كان التاريخ، كما عرفته مع عاهد سعيد، فضولا صحافيا، لأنه كان، أولا، امتحانا عصيا في مغرب التسعينيات. ولأنه ثانيا، كان قريبا. وبالواضح، فهو شغفه حب التاريخ، كطريقة ليعرف ما كان يعد سرا من أسرار المغرب الحديث، مكتوبا، في الغائب بعقد أوتوبيوغرافي.
كانت قصة أوفقير تملأ العالم السياسي والإعلامي 
وكانت قصة زوجته، وكانت قفاطين نساء الحريم، بتفصيلات يهودية، لألبير ساسون وخياطي السلطان، ثم كانت سيرة »الفتّان« في سنة ..
2013
في المتابعة الأولى، كان الشغف الصحفي ينقل صاحبه إلى ما سيصبح تعاقدا بلاغيا، النقل إلى التاريخ، من خلال الفاعلين السياسيين،… كان تجربة صحفية في التاريخ القريب، قادرة على الإغراء بتجربة أعمق نحو… الأعمق أي تاريخ الدولة العلوية الأولى.. قبل الاستعمار بالذات!
إن الشغف قاده من الحاضر إلى الماضي، أي قاده من الحداثة، كما تمثلها الصحافة، إلى التراث، كما يمثله التاريخ.
وفي تلافيف ذلك، كان الجسد كوثيقة أو كوشم تاريخي، يُظهر، النسغ السري للمشيمة التي تربطه بالخطيبي في تفكيك أركيولوجيا الجسد وطبقاته كما راكبتها الدول - الدولة.
كل كتابة، بهذا المعنى امتدادا للجسد، وكل وفاء لهذا العنفوان الجسدي يفضح جودة النص ومما يعقد الأشياء عند اكتشاف مع الجسد هو أن هذا الأخير لا يفعل إلا ما يريد، في الوقت الذي يكون موضوع تنكيل…
ألمْ يقل »رولان بارت«.. إن جسدي اختار غيري.
2 - موكب من الكلمات يتبع الجسد عبر التاريخ، تاريخ مكتوب بغير روح المنتصر! فهو إما صاعد من المسكوت عنه، وإما مكتوب بعين الأجنبي الذي يميل إلى الغرابة أو المباشرة بالوصف المونوغرافي.
كل ما يكتب عنه، صار بالضرورة انشقاقيا .
3 - التاريخ أيضا، مغارة شعرية، تمر منه الصور عبر تمحيص التاريخ والوقائع إلى الشعر في القصيدة الحديثة.
هنا نوع من الوشم/الخطي يعود التراجيدي الذي لا نشعر به واضحا بكثافة أقل . لكنه يكشف الهوية والجسد في نصوص كثيرة.
وكتاب التعذيب.
يتقاطع فيه الفقيه و الجلاد
كما يتقاطع القاضي والضحية
فوكو مع ليون الإفريقي.. وإن كان في الأصل، لعبة صحافية مع الإسباني فرناندو رودريغيت موديانو.
يقول عاهد سعيد:»حين اطلعت على مقال الباحث فرناندو رودريغيس موديانو حول العدالة، الجريمة، والعقاب ، تولدت لدي الرغبة في تعريبه لما يزخر به من معطيات وتحليل لظاهرة العنف المشروع الذي مارسته الدولة المغربية في لحظة تاريخية معينة : الدولة السعدية.
ويتضح من خلال المراجع، صفحتان ونصف بالعربية وما يعادلها بالفرنسية، أن ما بدأ بغواية صحفية تحول إلى مبحث جليل في صفحات التاريخ المنسي، الموزع في مظانه وبطونه وبحوره للهو الجسدي الذي يتعرض للاختطاف ويتم استنطاقه وإذلاله قبل وبعد الموت… ، وهو التمثيل بالجسد السياسي بعنف وهو عنف يتوسل الإذلال، والوحشية، والتطهير والتنكيل، ولا يسلم منه أحد، بحيث يمس الملوك والأتباع (مولاي عبد لله بن محمد الشيخ في مواجهة أحمد منصور)، كما يمس المعارضين ..
كان لافتا في النقاش العودة المحمومة إلى الحاضر، من خلال الكثير من الأسئلة، والتي يمكن تلخيصها بالسؤال الذي طرحناه في البداية:بكم مسافة ابتعدنا عن وحشية الدولة السعدية؟
ونحن نرنو إلى آخر معتقلات التنكيل والاضطهاد إلى حدود القرن 20، في تازمامارت وغيرها مثلا..
وهل يمكن أن نحتضن تراثا، بهذه القساوة بدون بتره من كل ما قد يساعد الجلاد إلى العودة، باسم الفقيه أو القاضي أو باسم تعريف جديد للدولة؟..
أسئلة لا يمكن الفرار منها إلى التاريخ…
لكي نكون قادرين على النظر إلى الوجه الكريه فينا، يلزمنا قسط وافر من الدهشة..
والاستغراب:هل كنا فعلا قادرين على كل هذه الوحشية، بالرغم من أننا، في الأصل والكتاب منذورون للجنة؟؟؟؟

المصدر : جريدة الاتحاد الإشتراكي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظر في الوجه… الكريه النظر في الوجه… الكريه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib