الصديقي يسدل الستار
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الصديقي يسدل الستار

المغرب اليوم -

الصديقي يسدل الستار

عبد الحميد الجماهري

الرجل الذي كان دقيقا في مواعيده،صارما في تمرين أجساد الممثلات والممثلين على مواعيدهم مع الخشبة وعلى ضبط موهبتهم على ساعته، ترّيث قليلا في الوصول إلى المقبرة.
تأخر قليلا في الوصول إلى قبره. ربما كانت تلك طريقته في أن يداعب أصدقاءه الكثر ، وجمهور رفاته.
وربما كانت تلك رسالته ، بعد أن لم يعد للساعة معنى 
و أصبح التوقيت من ترتيب الأبدية..لموانئها.
فالرجل، لم يترك وراءه ستة عقود من المسرح فقط، بل سِجلا كاملا من متع المسرح الذي تحول إلى حياة معه:كنا نودّعه، في الجماعات المتناثرة حول المقبرة بما ورثناه عنه من ضحك..
لكل مجموعة حكاية:
تبدأ الحكاية دوما هكذا: واحد المرة، الطيب كان وكان الحسن الثاني
واحد المرة كان الطيب وكان فلان 
واحد المرة كان الطيب وكان علان..
ولسبب ما تنهمر الضحكات، ولسبب ما يكون الفقيد مطاردا في ليلة وداعه بلقاءاته، ومطاردا في ليلة حزنه، بضحكاته..
لقد زرع الكثير من الفرح، ونبت كل ذلك دفعة واحدة ، على شاهدة قبره!
والحال أننا كنا أمام ما هو أكبر من الخسارة….
كنا أمام النزع الأخير لجيل كامل من الفرح ..
لشتاء كامل من الراحلين في شخص واحد…
كنا بالذات في مهمة البحث عن بديل لرحيل الطيب الصديقي.. في حياته! كما لو أننا في حكاية مشفرة ، وعلينا، لكي تحصل المتعة مرة أخرى أن نعيد فك اللغز.
سيقول مؤرخ الفنون، إن الطيب الصديقي، هو »أبو الفنون«، عندما تولد قرب البئر العميقة بالمغرب الثقافي، وهو أيضا الجمع الغفير من الفنون، ما بين المسرح والسينما و الأغنية والتراث..
سيقول الناقد الفني : لقد كان الطيب الصديقي ، يعرف أن المدخل إلى التراث الإبداعي المغربي، يمر عبر .. الحداثة.
لهذا بدأ المسرح من الاقتباس، كما لو كان يروض خيالات المسرحيين الكبار في العالم على فهم النموذج المغربي في الفرجة. وبعد أن بيَّأ الجميع، من شكسبير إلى موليير ، توجه إلى التراث المحلي ثم العربي العام…
من معطف شكسبير الطويل أخرج الحراز…
لم يكن يجرِّب بلاغةً..
لم يكن يتمرن على هوية مِلكا للآخرين…
بل كان يمشي بسليقة، تكاد تكون شاعرية في التأليف..من الآخر إلى نفسه.
من المسرح العالمي إلى مسرحه محلي..
ويؤمن له خشبة كبيرة، من الجهات الأربع الى الجهات الأربع..
سيقول السينمائي:كان شبهه بـ»أورسن ويلز«، يتجاوز الجسدي إلى القدري.
كلاهما كان يمرن السينما على حرارة المسرح:الفيلم هو أمر شخصي، أكثر من المسرح، لأن الفيلم ، هو في حد ذاته شيء ميت. والفيلم لا يقتات من رد فعل .. الجمهور!
سيقول الشاعر المغني في مأتمه :
للرجل الذي جال الابداع في 80 مسرحية، ليخلف وراءه يتما رهيبا، معاطف كثيرة كان يلف بها قامته الفنية الفارهة، لهذا خرجت أشكال كثيرة من التعابير الثقافية..عندما رماه على حقل طويل من الابتكار. 
أما نحن، الذين كنا نقف طويلا أمام صورته، في المسرح العمالي،كنا نقرن بفرح كبير اسمه مع صورة الشهيد المهدي والمحجوبي بن الصديق وعبد الرحيم بوعبيد، وهم يجلسون في الصفوف الامامية لمشاهدة مسرحه العمالي..
لم نتحرر، بعد أن بالغنا في السياسة المنغلقة على زاوية نظر حزبية، إلا بعد أن رأيناه هو بذاته يبرهن لنا على أن المسرح الأقل سياسة، والأكثر فرجة هو بالذات متراس أخير، بل المنبع الأخير للحياة النضالية …والسياسية معا. إذ أنه هو الذي يستطيع أن يضمن لنا مواجهة السعي الحثيث لتوسيع دائرة الرداءة، بل مراقبة الفن..!
أعتقد أنه رحل، لأنه اقتنع في عزلته الأخيرة بأن الموت، في تعريفه المسرحي هو ألا تجد دورا متوهجا لتلعبه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصديقي يسدل الستار الصديقي يسدل الستار



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib