حَراك في الريف حراك في اللغة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

حَراك في الريف.. حراك في اللغة

المغرب اليوم -

حَراك في الريف حراك في اللغة

بقلم - حسن طارق

ربما هو فيكتور هيغو من قال: “عندما تقع الثورات انتبهوا إلى المعاجم”. في المغرب لم تقع ثورة، لكن احتجاجات الريف استطاعت خلخلة المعجم !
ذلك أن الحراك الواقع ارتبط منذ البدء بحراك اللغة، فجزء كبير من مسار بناء الهوية الاحتجاجية وتعزيز قدرتها التعبوية، ترسخ بالأثر السحري للجملة الشهيرة “طحن مو”.
وقبل أن نصل إلى “بيك يا وليدي” التي تحولت إلى وسم شهير بوسائط التواصل (هاشتاگ)، استطاعت بعده أن تلج بسلاسة قبة البرلمان، لتكرس كاستعارة قوية على إحساس مجتمعي ممهور بدهشة عارمة ممزوجة بالسخرية تجاه عبث الدولة.
كنا قد وقفنا على الاحتجاج وهو يتحول، كذلك، إلى ظاهرة لغوية محملة بالكلمات والرموز والشعارات والعناوين، تخترق ملامح الخطاب وجغرافية الاحتجاج (تسمية ساحات الحسيمة من طرف قيادة الاحتجاج كشكل من أشكال إعادة الامتلاك الرمزي للفضاء والمدينة).
في قلب كل ذلك توجد بالقطع كلمة “الحراك” نفسها !

الأستاذ محمد المنبهي المدلاوي، الباحث في اللسانيات، أعاد نشر نص سابق حول 20 فبراير، يتطرق في تقديمه إلى مصطلح “الحراك”، واصفا إياه بالتعبير “الوافد الجديد” من المشرق، مشيرا إلى عدم سلامته من حيث الصياغة اللغوية وقواعد الاشتقاق .

أما الصديق الباحث عزالدين بونيت، فقد ذهب بعيدا في حفريات الكلمة، لكي يصل إلى ربطها بأحداث اليمن للعام 2007 مع مطالب استقلال الجنوب، دون أن يستطيع الحسم ما إذا كان الفاعلون أنفسهم من نحتوا المصطلح للدلالة على ديناميتهم السياسية، أم إنه ولد في سياق التغطيات الإعلامية للحدث، خاصة من طرف قناتي “الجزيرة” القطرية و”العالم” الإيرانية .

ليخلص أستاذ “الآداب والمسرح” في أگادير إلى أن الكلمة “مشؤومة”، لأنها لا تحمل أي ملمح من ملامح نبل “الثورة”، ولا تليق بتطلعات الشباب المغربي وأحلامه في التقدم والكرامة.

وإذا كانت بعض الأدبيات العلمية أو المدنية التي انشغلت بتفاعلات أحداث الحسيمة، قد فضلت الوقوف على ضفة “الحياد اللغوي”، حيث اعتمدت مثلا “المبادرة المدنية لأجل الريف” في تقريرها مصطلح “الحركة الاحتجاجية المطلبية” للدلالة على الأحداث، حيث لم تأت على ذكر كلمة “الحراك” إلا منسوبة إلى تعبير المشاركين في الاحتجاج، فإن

وثيقة “تقدير موقف” التي أصدرها المركز العلمي “مغارب”، قد فضلت توصيف الدينامية التي فجرها حدث الموت المفجع لمحسن فكري بنفس عنوانها الحركي والإعلامي: “حراك الريف”.

وهو الأمر نفسه الملاحظ في كثير من بيانات التضامن الموقعة من طرف مثقفين أو باحثين، وإن كان من الطبيعي هنا أن يتحول “التبني اللغوي” إلى جزء من التضامن السياسي.

على أن العحيب هو أن كلمة “الحراك”، قد تسربت إلى اللغة القضائية المعروفة بحرصها على الدقة والشكلانية في تدبير معجمها الخاص، وهكذا تضمن مثلا قرار محكمة النقض بإحالة ملف قضية رفاق الزفزافي إلى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء؛ كلمة الحراك، بل إنها تكررت ثلاث مرات في نص القرار.
ربما، لم يعرف مدبجو قرار الإحالة على محكمة البيضاء، أنهم بذلك، قد كرسوا انتصار المحتجين في اللغة والسياسة، قبل أن يبحثوا لأفعالهم عن تكييف في القانون والمساطر !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حَراك في الريف حراك في اللغة حَراك في الريف حراك في اللغة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib