العتبة وجهة نظر أخرى
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

العتبة.. وجهة نظر أخرى!

المغرب اليوم -

العتبة وجهة نظر أخرى

حسن طارق

ربما هو الراحل فرانسوا ميتران، من قال إن نمط الاقتراع الجيد هو النمط الذي يستطيع إنجاح أكبر عدد من رفاقي. الجواب الذكي يلخص كل شيء: ليس في الحكاية اختيارات مبدئية مطلقة، وليست هناك مفاضلة سياسية بين أنماط الاقتراع وآلياته، إلا بمقدار المصلحة الحزبية أو السياسية العامة .
لذلك ظلت في كل أنحاء العالم، الأحزاب الصغيرة تترافع من أجل إقرار مبدأ النسبية، تماما كما تدافع أحزاب الأعيان عن الاقتراع الفردي.
في النهاية تصبح أنماط الاقتراع، خلاصة نموذجية لسلسلة من التنازلات والتوافقات والتسويات، بين الرؤى المختلفة للفاعلين الحزبيين، كما يمكنها أن تكون أداة مثالية للتحكم والضبط المسبق للخريطة الانتخابية، دون أن يمنعها مانع – عندما يصبح القانون أداة لعقلنة التاريخ – من أن تشكل، كذلك، تعبيرا عن الحاجة الموضوعية المطابقة للمرحلة السياسية .
ذلك أن الاختيارات المتعلقة بأنماط الاقتراع، خارج طابعها التقني الظاهر، تبقى في العمق محملة برهانات سياسية عميقة .
وبصدد النقاش الجاري حاليا عندنا، تنتصب ملاحظة أولية حول محدودية حقيبة الاختيارات التي طرحت داخل الساحة العامة، حول هذا الموضوع، ذلك أن الجدل اختزل في الإبقاء على العتبة أو تقليصها، وفي الإبقاء على الجزء المتعلق بالشباب في اللائحة الوطنية أو تحجيمه، وتوارت الكثير من المطالب التي طالما غذت النقاش حول طبيعة النمط الانتخابي، مثل المرور إلى نمط اقتراع فردي في دورتين، أو تجاوز وضعية الاقتراع اللائحي المشوه، والذي تحول إلى اقتراع فردي مقنع .
من جهة أخرى، لا نكاد نعرف هل صيغة الإشراف السياسي لرئاسة الحكومة، والإشراف التقني للإدارة الترابية، لا تزال قائمة لحدود اليوم، ذلك أن مبادرة الداخلية بتحضير مشاريع نصوص تذهب في اتجاه تعديل نمط الاقتراع على مستوى عتبة توزيع المقاعد، وعلى مستوى اللائحة الوطنية، تطرح أسئلة حول قراءة هذا الاختيار السياسي، كقرار مركزي للدولة، أو كمجرد خلاصة مؤقتة للاستشارات مع الأحزاب السياسية، ستخضع بدورها لمحددات التداول البرلماني؟
دون ذلك، تجتاح الصحافة المغربية، موجة من التحاليل التي تتجاهل كون المغرب شكل دائما مقبرة للقوانين العامة لأنماط الاقتراع، كما تدرس في كليات الحقوق. لقد كان اليوسفي يردد، دائما، أن نمط الاقتراع الفردي الذي طبق منذ السبعينيات، كان من المفروض نظريا أن يؤدي إلى خلق ثنائية حزبية وهو ما لم يتحقق بسبب التزوير وخلق الأحزاب الإدارية، وعندما تم تغيير النمط إلى اقتراع لائحي بغية تحقيق هدفي التسييس والتخليق، استطاعت بنية الفساد أن تعيد منطق الدائرة الفردية للوجود وأن تعيق تحقق تلك الأهداف. وفي المقابل، فإن موجة الربيع العربي جعلت العدالة والتنمية ينتصر عمليا على إكراهات نمط الاقتراع التشريعي في نونبر 2011، تماما كما جعلته “انتفاضة التصويت السياسي” بالمدن ينتصر على هندسة نمط الاقتراع المحلي التي كانت تفترض صعوبة (أو استحالة) تحكم حزب واحد في أغلبية مجلس مدينة من المدن .
تفسير ذلك أن تعقد المعطى السياسي، قد يجعل الحقل الانتخابي والسوسيولوجي قادرا على تعطيل الآثار المفترضة لأنماط الاقتراع وعلى تحييد فرضياتها، كما قد تجعل في المقابل من القوة الانتخابية المفاجئة للبعض قادرة – في بعض الحالات- على الانتصار على “القوانين العامة” لهذه الأنظمة الانتخابية.
وهنا يتم الترويج، مثلا، لكثير من المغالطات، من ذلك القول بأن عتبة %3 ستسمح بإدماج الأحزاب الصغرى في المؤسسات. الواقع أن هذا الأمر يتعلق بخرافة حقيقية، ذلك أن غياب تطبيق العتبة الوطنية في توزيع مقاعد اللوائح المحلية، لا يطرح أدنى مشكلة حول ولوج الأحزاب الصغرى إلى البرلمان، وهو ما ظل حاضرا دائما، فضلا عن أن الآثار المحدودة لهذا التخفيض، لن تنعكس بالمطلق على نتائج هذه الأحزاب، لأن هذه الآثار في أحسن الحالات ستجعل -غالبا- المقعد الأخير في اللائحة يؤول لواحد من الأحزاب الأربعة الأساسية في المشهد السياسي المغربي .
عمليا وحسابيا، تخفيض العتبة من 6 إلى 3، بالرغم من أنه سيعمل على تخفيض جزئي للقاسم الانتخابي، وبالتالي توسيع دائرة الولوج إلى توزيع المقاعد، فإنه في النهاية سيبقى هذا الولوج المحدود منحصرا أساسا بين المتنافسين الأربعة الكبار داخل المدن، وجزئيا بين هؤلاء المتنافسين ومرشحي الأحزاب المتوسطة داخل العالم القروي. كل هذا يعني أن الآثار المفترضة لهذا التخفيض – رغم طابعها التراجعي في مسار الإصلاحات الانتخابية – لن تمس في النهاية التوازنات العامة الحقل الحزبي.
كل ما هناك أن هذا النقاش طرح من جديد تقاطبا مبنيا حول الحجم التنظيمي والانتخابي، بين أحزاب كبيرة وأحزاب صغيرة، ويبدو أن البعض غامر بالإعلان المبكر عن معركة تخفيض العتبة، بالرغم من أن هذه المعركة غير محسومة من حيث المصلحة الانتخابية والنتائج الحسابية، وهو ما كشف، بشكل مفضوح كيف تستبطن بعض الأحزاب تمثلا حول ذاتها، باعتبارها أحزابا صغيرة، وهو ما من شأنه أن يعمق أزمة صورتها لدى الرأي العام !

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العتبة وجهة نظر أخرى العتبة وجهة نظر أخرى



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib