مائة جلدة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

مائة جلدة!

المغرب اليوم -

مائة جلدة

بقلم : رشيد مشقاقة

عندما شاهدت ذلك الفنان المهرج يستعرض عضلاته بالشارع الكبير، خطرت ببالي حكاية الحاوي الذي أُعجب الخليفة بعرضه السحري فجازاه عنه بكيس من النقود، ثم أمر السجان بضربه مائة جلدة بالسياط قائلا له: “أنتَ أمتعتنا بفنك، لكنك أضعت وقتنا في ما لا فائدة منه، لذلك أعاقبك”.
وتذكرت الفقيه الراحل مصطفى النجار ونحن نردد معه في الصباح الباكر أُمهات القصائد وأجمل النصوص الأدبية، وكان يعتبر ذلك فترة تربص وإحماء تنعش العقل وتصنع الموهبة بدل الركض بين الأزقة والشوارع دونَ درس ولا تحصيل، وعلى منواله كان الفقيه محمد المريني يكرر على مسامعنا: “لا تضيعوا الوقت في الفراغ، اجتهدوا قبل اللهو لا بعده”.
في عقاب الخليفة للحاوي درس مفيد، هو يدق ناقوس خطر استشراء التفاهة، فلو عاش إلى زمننا هذا، وعاين درجات السأم والملل والإحباط بدل الإمتاع والمؤانسة في كل ما يحيط بنا، لابتكر عقوبات بديلة أشد بدل مائة جلدة.
فنحن نلهو بجد، يتصدر المشهد في حياتنا التافهون: رياضيون وممثلون وزاعقون ذكورا وإناث فشلوا في مشوارهم الدراسي كسالى مشاغبين مطرودين من الصف الأخير للفصل، ونجحوا في التهريج والنط والتسلق والضرب والرفس. فأغدقنا عليهم بسخاء ولازال العين فياضا!!
خلت الخزانات العلمية من مرتاديها، وامتلأت النوادي والفنادق والمقاهي الأدبية بأشباه المثقفين، واجتهدت الأيادي القَذرة في إنتاج التفاهة والمجون إخراجا وتمثيلا وتوزيعا بداعي حرية الفن ونشر الثقافة!
فلم يخجل العراة والمسترجلون والسكارى من أنفسهم وهم وهن يملؤون الشاشة صخبا وضجيجا وسفاهة!
نحن دفعنا بالثُقاة إلى الهامش دفعا، فاتعظت الناشئة من الاقتداء بهم خوفا من سوء العاقبة، فمعالم طريق النجاح ليست بأيديهم!!
عندما أرى ممثلا يتهجى الحروف أمام زملائه، وشيطانا يعظ الناس، ومجتمعا مدنيا من التافهين، وإعلاما مزيفا مكتوبا ومرئيا ومسموعا، وعجلة غير مأمونة في كل شيء، وأرى النبهاء صامتين.
أَتذكر رواية “ثرثرة فوقَ النيل” للأديب نجيب محفوظ، فأبطالها النابهون تأكدوا أن البلاد تسير بدونهم، وفي غنى عنهم فآثروا الانزواء!!
لم يبخس الخليفة حقوق الحاوِي، جازاه وعاقبه، حُوَّاتُنَا نحن يستحقون فقط العقاب، ولا تكفيهم فقط، مائة جلدة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة جلدة مائة جلدة



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib